عاجل
السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

الفن الهادف مساهم في مواجهة التطرف والفنان شريك في صناعة النظرة الدونية

الفن الهادف مساهم في مواجهة التطرف والفنان شريك في صناعة النظرة الدونية
الفن الهادف مساهم في مواجهة التطرف والفنان شريك في صناعة النظرة الدونية

محمد العدل: مواقع التواصل الاجتماعي تحكمها فكرة القطيع والجميع أصبح ناقدًا وخبيرًا



مجدي أحمد علي: كل فن هو مواجهة للتطرف وبناء الذوق الفني لدى الأطفال البداية

نجلس في بيوتنا بـالـ 10 سنوات لأننا نناضل لتقديم أعمال ترضي ضميرنا

على الدولة أن تعود لسوق الإنتاج لترتقي بالذوق العام وتدعم الإنتاج الخاص

 

أدار الندوة: الكاتب الصحفي أيمن عبدالمجيد، رئيس تحرير بوابة روزاليوسف

شارك بها الزملاء: عادل عبدالمحسن - عيسى جاد الكريم - محمد هاشم – السيد علي- محمد خضير- عبدالحليم حفينة- دينا عبدالقادر- نورهان خفاجي - محمد إسماعيل

تصوير: سماح زيدان- كيرلس روماني

أعدها للنشر: محمد إسماعيل

 

شدد المشاركون في صالون "بوابة روزاليوسف"، على دور الفن في مواجهة التطرف، كون الفن يدعو للحياة والسلام وقبول الآخر، بينما العنف والتطرف على النقيض من ذلك.

وأشار المشاركون في ندوة "دور الفن في مواجهة التطرف"، وهي إحدى فعاليات سلسلة ندوات تبحث دور جميع القوى الناعمة الفاعلة في المجتمع، ومسؤوليتها في المواجهة الشاملة لآفة التطرف، إلى أن الفن يتحمل جزءًا من المهمة، غير أن المواجهة تتطلب تكاتفًا من جميع مؤسسات الدولة، عبر استراتيجية واضحة المعالم، بداية بالمؤسسة الثقافية، ومرورًا بالمؤسسة التعليمية، والإعلامية، حتى الفن، دراما ومسرح وغيرهما من الفنون.

ونوه المشاركون إلى أن النهوض بالفن والثقافة، سلاح مهم في المواجهة، فمع دعم المؤسسات الثقافية في الريف والحضر، وبناء دور سينما في كل أنحاء الجمهورية، ودعم صناعة السينما والفرق المسرحية، يتسع مساحة الإبداع، وتصل الرسائل الفنية الهادفة للجماهير، وتنشأ عقول منفتحة، محصنة ضد محاولات الاستقطاب والعنف، أو التطرف بمختلف أشكاله.

وفرق المشاركون بين الإرهابيين والإرهاب، فمواجهة الإرهابي الذي حمل السلاح أو المتطرف الذي يرتكب أفعالًا ضد المجتمع، تقع على عاتق أجهزة الأمن وهي ناجحة بشكل كبير في التصدي لهؤلاء الإرهابيين أعداء الحياة، بينما فكر التطرف والإرهاب أو التعصب، هو مواجهته تقع على عاتق المؤسسات الفكرية والدينية والتعليمية والفنية والإعلامية، لأن المواجهة تحتاج لعمل منظم متواصل لبناء عقول منفتحة على الحياة، محبة للسلام والحياة، تحترم الآخر أيًا كان الخلاف معه.

هيا بنا نطالع فاعليات الندوة:

في بداية الندوة رحب الكاتب الصحفي أيمن عبدالمجيد، رئيس تحرير بوابة روزاليوسف، بالضيوف؛ محمد العدل منتج وسيناريست كوّن مع أشقائه شركة العدل جروب للإنتاج الفني، والمخرج والممثل والمؤلف مجدي أحمد علي، والممثل سامح الصريطي، نقيب المهن التمثيلية السابق.

 

 

 

رئيس تحرير بوابة روزاليوسف: مواجهة التطرف مسؤولية مجتمعية، والفن أحد أبرز القوى الناعمة التي تسهم في التأثير عبر رسائله التي تقدم في سياق إبداعي ممتع، وفي هذا العام الذي شارف على الرحيل، شاهدنا أعمالًا فنية، منها ما تعرض لظاهرة التطرف بمعالجات سطحية مثل "الشيخ جاكسون"، وما تناولها باحترافية مثل: الجزء الثاني من "كلابش"، وهنا أتوجه بسؤالي إلى الدكتور محمد العدل، ما هو تقييمك لما تم عرضه مؤخرًا من أعمال درامية وسينمائية تناولت قضايا التطرف بمفهومه الواسع؟

محمد العدل: هناك أعمال تتراوح بين جيد ومتوسط، وأعتقد أن أغلب تلك الأعمال أدت دورها، ولكن على منتج العمل الفني، أن يدرك الفرق بين الإرهابي والإرهاب كفكر، لذلك لا أقدم عملًا لكي أقول إن الشرطة تواجه الإرهاب، بل إن الشرطة تواجه الإرهابيين، بينما رسالة الدراما، تكون مواجهة الفكر الذي يولد الإرهاب، وليس شرطًا أن أقدم رسالة العمل بشكل مباشر.. القضية هي أن استقطاب المتطرف يتم من خلال مخاطبة الوجدان، لذلك لا بد أن نفسح المجال للفن لكي يخاطب وجدان الناس، الفن عليه محاربة التطرف والإرهاب والدولة عليها محاربة المتطرفين والإرهابيين، لن تستطيع الدولة القيام بالدورين، لذا مهم تعديل النظرة إلى الفن، على أنه قوة ناعمة قادرة على التأثير ومواجهة الفكر المتطرف، لكن البعض ينظر للفنان على أنه شخص "مسلواتي" مهمته تسلية وإمتاع الجمهور فقط.

وأنا أرى أن الأعمال الفنية المنتجة سابقًا، جيدة، ولكن لا يجب أن تكون الدراما مواجهة عضلية، بل يجب أن تكون دراما مواجهة فكرية، ومن تلك النماذج التي واجهت فكريًا، ما تم تقديمه عام 1994 في مسلسل "العائلة" الذي كتبه السيناريست وحيد حامد، وفي العام نفسه في فيلم "الإرهابي" من بطولة الممثل عادل إمام.

اعتقادي الشخصي أن الفن يستطيع لعب الدور الأساسي لمحاربة التطرف والإرهاب، أما التربية والتأسيس الفكري والثقافي، فهو دور الأسرة والمدرسة التي مهمتها تربية النشء، أما الأعمال غير المناسبة مثلًا للأطفال، يوضع عليها علامة +18 لذا لا يجب تعريضهم لها..

 

 

العدل: الفن يواجه الإرهاب والشرطة تواجه الإرهابيين

لا يجب أن تكون الدراما مواجهة "عضلية" بل مواجهة "فكرية"

 

بوابة روزاليوسف: لا خلاف على دور المدرسة والأسرة في التنشئة الاجتماعية في مواجهة التطرف، لكن هل تعتقد حقيقة في جدوى وضع +18 لتبرير إنتاج محتوى به تطرف في معالجة قضايا بعرض مشاهد إثارة جنسية أو عنف، هل وضع علامة للكبار فقط مجدية في اعتقادك أم مجرد إبراء ذمة؟

محمد العدل: أنا لا أكتب التصنيف العمري +18 على أعمالي، ولكن من تضعها هي الرقابة على المصنفات الفنية، والتي أنا ضدها بالأساس، والإنسان في عمر الـ18 يستطيع تحديد أن ما يشاهده ما إذا كان جيدًا أو غير ذلك، وأن الأقل من الـ18 لا يستطيع تقييم المحتوى الذي يشاهده، لأنني أستطيع وضع أية أفكار في عقول الأطفال بداية من الأفكار الملحدة وحتى الأفكار العظيمة، وبالتالي أنت مضطر أن تحدد أعمار ما يشاهد العمل، ولا يصح أن تظل دائمًا هكذا بأن تضربني على يدي وتقول لا تشاهد هذا أو ذ

 

وضع هذه العلامة للتنبيه لأن العمل يدخل المنزل، أما السينما فدخولها بتذكرة وأمر اختياري، وبالتالي ليس إبراء ذمة، ولكن التصنيف العمري هو أقل ما يمكن تقديمه، فلا أراه إبراء ذمة على الإطلاق، والفن المعتدل هو وجهة نظر تختلف من شخص لآخر، وليس لدينا مسطرة للقياس عليها، وبالتالي لا تستطيع تحديد ما هو الفن المعتدل، لأن ما كان معتدلًا من قبل، حينما تراه الآن تستغرب وتقول كيف كانوا يفعلون هذا، وذلك نظرًا للهجمة الوهابية العظيمة التي حصلت في مصر بمنتصف السبعينيات، وهي أفلام عندما تشاهدها فإنها غير مثيرة، ولكن من يدخلون الأفلام السينمائية يدخلون إلى السينما بدافع محاكمة العمل الفني وليس للاستمتاع به، وشبكات التواصل الاجتماعي أصبحت ساحة للمحاكمات، الكل أصبح ناقدًا وخبيرًا، وتحولت إلى ساحة لفكرة القطيع الذي ينساق بالموافقة العمياء من دون مناقشة، والكل يتحدث من منطلق "أنا أكثر فهمًا وتدينًا منك"، وهو في الحقيقة ليس كذلك..

 

 

العدل: +18 ليست إبراء للذمة ودخول السينما اختيار

 

- بوابة روزاليوسف: أستاذ مجدي أحمد علي، بوصفك مخرجًا وفنانًا، هل القائمون على الأعمال الدرامية في أغلبهم ينظرون للرسالة عند إنتاج العمل والمضمون القيمي أم الشباك، وكيف للفن أن يسهم في مواجهة التطرف؟

مجدي أحمد علي: أود أن أبدأ حديثي برواية موقف حدث لي حينما كنت في لندن؛ حيث كان هناك قاعة سينما بجوار متحف الفن الحديث، وقررت الدخول إلى المتحف للتعرف على محتواه، ودخلت إلى قاعة ضخمة، فشاهدت لوحة كبيرة جدًا للرسام الإيطالي مايكل أنجلو، يجلس في صمت أمامها طلاب فصل دراسي، أطفال لا تزيد أعمارهم عن خمسة أعوام، والمدرسة همست بكلام عن الرسام، وتركتهم دقائق لتأمل اللوحة ثم المناقشة، وقلت حينها إن الأطفال الذي تربوا على الإبداع بهذه الطريقة، لا يمكنهم التفكير في التطرف أو أي أعمال تؤذي الإنسان، وهذه التربية لا توجد في العالم العربي، لذلك يجب تنمية ثقافة تذوق الفن لدى الأطفال، وتنشئتهم على ثقافة أن الفن رؤية فردية للفنان تتفق أو تختلف معها..

ولذلك فإن تنمية التذوق الفني والدفع لممارسة الفنون، هو الطريق لمواجهة التطرف، أي فن هو مقاومة للتطرف، لذا أرى أن مقاومة الفن للتطرف ليست مقتصرة على العمل الذي يتناول التطرف بشكل مباشر، هذه الفكرة تجاوزت الزمن، لذا أرى أن الرسالة هي حب الحياة، والمقامة بدعم بيئة الإبداع والفنانين، موسيقى أو رسم أو تمثيل، كل عمل فني يحمل رسالة غير مباشرة في مواجهة التطرف.

 إذا كان الفيلم يدور حول قصة حب، تم التعبير عنها دراميًا بإتقان، فهو فن مقاوم للتطرف، وحتى إذا كان فيلم أكشن، تم تمثيله بشكل جيد، هو فن مقاوم للتطرف، ويجب توسيع هذا المفهوم للفن، ليتم القفز على العديد من المواضيع، وهناك الكثير من الأفلام حول مواجهة التطرف، وفي واقع الأمر من الممكن أن تكون مفيدة للمتطرفين أكثر، وهناك أفلام قد تتناول حالة إنسانية بعيدة عن السياسة والتطرف ولكنها متسامحة ومحبة للناس وللضعف الإنساني، فلا توجد مقاومة للتطرف أكثر من هذا، والأمر هنا يبدأ بتصحيح نظرة المجتمع ليحترم دور الفن.

على المجتمع تهيئة نظام تعليمي وثقافي جيد، يهتم بزيارة الطلاب للمتاحف، وارتياد قصور الثقافة، التي تحول بعضها لخرابات مجهولة، هذا يجب أن يسير بالتوازي مع أهمية الإنفاق على التعليم والبحث العلمي، فهي منظومة متكاملة لبناء العقل الفن جزء منها.

 

 

 

- بوابة روزاليوسف: لا خلاف على أهمية تكاتف كل عناصر المنظومة، وأهمية إدراك المجتمع لدور الفن، لكن النظرة السلبية عن بعض الفنانين، ناتجة من سلوكهم المهني، وما يشاركون فيه من أعمال ترسخ لقيم العنف والفوضى على سبيل المثال، إفراط محمد رمضان في تقديم دور "البلطجي" وتضخيم العنف والانحرافات في بعض الأعمال، هل يبرئ الفنانون أنفسهم مما يسهمون بأنفسهم من صورة ذهنية سلبية عنهم بغياب القيمة والرسالة في أعمالهم؟

مجدي أحمد علي: أنا شاكر للسؤال، بغض النظر عن الانتقاد أو الترحيب بما قدمه محمد رمضان، ولكن لماذا قدم محمد رمضان هذه الأعمال؟، الإجابة هي لأنه ينجح، ولأن هناك مجتمعًا يرى أعماله ويحقق لها النجاح، وفي حال كان المجتمع لديه ثقافة أخرى، ترفض هذا النمط من الأعمال، فهذا الفيلم لن يستمر ليوم واحد في السوق، والإقبال على العمل الرديء، جعلنا نحن من نناضل ونسعى للأعمال القيمة، نجلس في بيوتنا بالعشر سنوات لا نشتغل، ونناضل من أجل تقديم أعمال نرضى عنها على الأقل ضميرنا، ولكن ستظل هذه التجارب منفردة ومعرضة للخسارة الفادحة، في حال ظل مجتمع يفتقر للتربية الفنية، يترك القيم ويقبل على الرديء.

 

سامح الصريطي: تضخيم الإعلام لواقعة فستان فنانة نوع من التطرف

رأس المال الخاص جبان.. وفي حالات الركود يبحث عن الربح على حساب الرسالة

 

- بوابة روزاليوسف: أستاذ سامح الصريطي بصفتك فنانًا ومارست العمل النقابي بنقابة المهن التمثيلية، هل الفن معني ومنشغل بمواجهة الآفات الفكرية، أم الرسالة والمضمون غائبة عن أولويات صناع الأعمال السينمائية والدرامية؟

سامح الصريطي: حديثي لن يختلف عن محمد العدل ومجدي أحمد علي، جميعنا مؤمن بدور الفن وأهميته في مواجهة التطرف، وأعجبني أن عنوان الندوة مواجهة التطرف، وليس الإرهاب، لأن التطرف أشمل، والتطرف هو الذي يولد العنف والإرهاب، نحن في معركة، والفن وحده ليس سلاح الحل، سيفشل إذا كان وحده، في غياب المدرسة، فهناك أسلحة كثيرة، يجب أن نستخدمها في المعركة، لا يمكن أن ينجح الفن في المواجهة، في غياب المدرسة، وغيرها من القضايا التي تتطلب علاجًا مثل البطالة وتحسين الأحوال الاقتصادية للشباب، والإعلام الموضوعي، فعندما يترك الإعلام دوره في استضافة العلماء والخبراء، وينشغل بتضخيم موقف خاص بفستان فنانة، فهو يخلق تطرفًا من نوع آخر.

تضخيم الإعلام لقصة فستان هو تطرف، وكذلك ترك سماحة ووسطية الدين وروح الشريعة، والتشدد هو تطرف، ومع كل ذلك فإن كل عمل فني يجب أن ينشغل بقضية ورسالة، ولن يتذوق الجمهور الواعي عملًا، إلا إذا كان يعالج قضية.

 

 

 

- بوابة روزاليوسف: دكتور محمد، لماذا لا نشاهد في القطاع الخاص، أعمالًا بعمق مضامين ورسائل الأعمال التي أنتجتها الدولة، مثل مسلسل "الوتد"، وغيرها من الأعمال التي حققت نجاحًا وإمتاعًا للجمهور، وذئاب الجبل التي ناقش قضايا اجتماعية مهمة؟

محمد العدل: الدولة قدمت أعمالًا جيدة، ولكن هناك الكثير من الأعمال الجيدة قدمها أيضا القطاع الخاص، مثل مسلسل حديث الصباح والمساء، وأنا أعتقد أن أغلب ما قامت به شركتنا، هو إنتاج درامي جيد ومنتجون آخرون أيضا، وأنا لست ضد ما يقدمه السبكي، لأن المنتج مصطفى العقاد مثلًا، قدم سلسلة أفلام الرعب هالووين Halloween، وهي أفلام تجارية بحتة وذلك، وقدم فيلم الرسالة، وأحمد ومحمد السبكي قبل أن يقدما الأفلام التي يهاجمها الناس، قدما أفلامًا للفنان أحمد زكي ونادية الجندي وإلهام شاهين، ومع المخرجين على بدرخان ومحمد خان وهي أفلام هائلة جدًا، لكنها فشلت فشلًا ذريعًا وخسروا الجلد والسقط، السينما صناعة وتجارة وفن، والدولة تستطيع تحمل عدم المكسب في فيلم، بينما القطاع الخاص يخشى الإفلاس، وهو ما يدفع المنتجين لحساب الأمر اقتصاديًا.

ونحن قدمنا أعمالًا كثيرة، بدءًا من أحلى الأوقات، ولد وبنت، وغيرهما، ولم تحقق نجاحًا، لكن الآلام هائلة على المستوى الفني، والجمهور هو من منعني من تقديم مثل هذه الأفلام مرة ثانية، لأنه لم يدخل هذه الأفلام، وذهب إلى أفلام أخرى الجميع، يرى أنه لا يصح دخولها، ليس السينما والتليفزيون فقط هما المسؤولان عن التربية، ولكن هناك أشياء أخرى تسبق الفن، كالتعليم وتقبل الحوار، عندها سيعي الجمهور ما نوع الفن الذي سيشاهده.

وهنا يتدخل سامح الصريطي: رأس المال الخاص جبان، وفي حالة الركود يحتفظ بأمواله، لدرجة أن صاحب رأس المال إذا خيرته بين إنشاء مكتبة أو فتح محل فول وطعمية، سيختار الفول والطعمية، لأنه سيشبع الغرائز التي لا تتوقف عن الاحتياج للطعام، وبالتالي يضمن استعادة أمواله بهامش ربح، أما المؤسسات الإنتاج الضخمة، فإنها في حالة ركود السوق الفنية، لا يمكنها إنتاج أفلام استهلاكية للربح فقط، لأنها تخشى على اسمها وعلامتها التجارية، فلا تستطيع المغامرة باسمها، فتبتعد عن الإنتاج لتلافي الخسارة والإسفاف.

ويضيف الصريطي: هنا الدولة رمانة الميزان؟. لا بد أن تكون الدولة متدخلة بالإنتاج، ودعم صناعة السينما الخاصة، فهناك نماذج ناجحة قطاع خاص مثل: "شيخ العرب همام"، وهناك مؤسسات قادرة على تقديم القيم الفنية والجمالية، ولكن لابد أن يكون التعامل مع الفن كخدمة وليس سلعة، ويقدم إنتاج الدولة أعمالًا ذات قيمة تخلق ذوقًا عامًا، ليخدم فيما بعد القطاع الخاص، ويدعمه فيما يقدمه، ونحن لدينا قطاع الإنتاج ومدينة الإنتاج الإعلامي وصوت القاهرة، يجب عودتها بقوة، فإذا انسحبت من الإنتاج فما بالنا بالقطاع الخاص.

 

إذا خلقنا جمهورًا واعيًا فلن ينجح فيلم رديء ولن يستمر فيلم لمحمد رمضان يوم واحد

منع الرقابة في الحالات التي نص عليها الدستور وهي السب والقذف وإثارة الفتنة والتمييز والاعتداء على الحياة الخاصة

 

- بوابة روزاليوسف: نلاحظ أن هناك إلقاءً باللوم على الجمهور، الذي ينسب له مسؤولية إنجاح أعمال بلا رسالة ولا مضمون، وتبرير لإنتاج هذه الأعمال، وكأن لسان الحال يقول: "الجمهور عاوز كده"، وهذا يولد سؤالًا جوهريًا، هل دور الإعلام وبالتبعية دور الفن المساهم في تشكيل الوعي، أم إشباع لرغبات واحتياجات الجمهور، وهل الانسياق خلف عبارة الجمهور عاوز كده جعل الرقابة على المصنفات ضرورة؟

مجدي أحمد علي: أي فنان في الدنيا لن يكون مع الرقابة على المصنفات الفنية، أنا ضد الرقابة، باستثناء الحالات التي أقرها الدستور، وهي: إذا اشتمل العمل على السب والقذف، أو التحريض على العنف والتمييز على أساس الدين، أو اللون أو العقيدة أو اقتحام الحياة الخاصة، لكن الرقابة أصبحت تتشدد في التطبيق، والسينما هي اختيار وليست فرضًا وعملية ديمقراطية، ولذلك الرقابة على السينما، يجب أن تنصب فقط على ما حدده الدستور.

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز