عاجل
السبت 11 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
السيد عبده مشتاق

السيد عبده مشتاق

بقلم : طارق العكاري

منذ ست سنوات اقتحمت الثورة حياتنا بقوة وعجزنا وقتها على فك شفرات المستقبل ثم وجدنا فرح التغيير يجتاح نفوسنا والآمال الخضراء تطل بنورها على ظلمه عقولنا ولكن سرعان ما هبط سقف الآمال هبوطاً حاداً مدوياً لعدم قدرتنا على تقدير الموقف الحقيقي الذي كنا قد وصلنا إليه من عقود سابقة. وجدنا مائة وثمانية وثلاثون إئتلاف شباب الثورة بمكاتبهم التنفيذية التي لم نعرف حتى الآن ماذا كانوا ينفذون، بمتحدثينهم الرسميين الذين قبعوا في برامج التوك شو يومياً وعلى الهاتف وعلى الهواء. ولا نعجب حين نجد نفس الأشخاص في برنامج على الهواء وأثناء الفاصل نجدهم في مداخلة هاتفية في برنامج أخر. كما وجدنا خلافات بين الإئتلافات ما يدل على فقر في الفكر وعدم وجود حد ادنى من إنكار الذات وعضد ذلك هشاشة قانون إنشاء الأحزاب فكان ممكن لأي مجموعة صغيرة إنشاء حزباً سياسياً بدون معاييرملزمه لعدد المؤسسين أو المنتمين.



بعد عدة أشهر من هبوط السقف وجدنا عدداً لا بأس به من ال عبده مشتاق – عبده مشتاق هو شخصية من إختراع الكاتب المبدع أحمد رجب رحمه الله – في سوق الكلام وهم أشخاصاً يعتمدون على الظهور الإعلامي الكثيف والظهور في السوشيال ميديا ويهتمون بعدد المعجبين بما يكتبون وعدد من يعيد النشر أكثر من إهتمامهم بما يكتبون ومدى إتساقه مع الواقع أو مع مبادئهم. وفي وسط هذا الهرج والمرج السياسي الذي عشناه في هذه الفترة، كانت إختيارات الوزارات والقيادات تتم مِن مَن يتحدث كثيراً ويرضى عنه الكثير. ومن هؤلاء المشتاقين من تولى بالفعل منصباً قيادياً وأثبت عبده بجداره أنه لا يقدر على إدارة إتحاد شاغلى عقار. وأثبت لنا أيضاً أن الفارق كبير بين الكلام النظري وأرض الواقع.اما العبده مشتاق الذي لم يصبه الدور لأسباب أمنية منها تعاملات تجاريه مريبه او ميول سياسيه مخيفه بات أكثر إشتياقاً للكرسي وبات ناقداً لاذعاً حتى يحفظ ماء وجهه أمام معجبيه على صفحات السوشيال ميديا ويخترع أسباباً وهمية لعدم إختياره للمنصب منها أنهم يتخوفون منه ومن شعبيته وفي بعض الأحيان يبيع لنا فكرة أنه رفض تولي المنصب لترفعه عن شغل المناصب وأنه يرى أن يخدم البلد في مواقع أخرى. الأكثر فكاهة في هذه الشخصيات أنهم يشتاقون بإستمرار سواء في عهد المجلس العسكري أو الإخوان أو السيسي "راكب في أي حاجة" وكلما يلفظه نظام يصير معارضاً ومنتقداً له نقداً ملوناً مناوراً مسموماً حتى يكون له فرصة في النظام التالي.

إن هؤلاء المشاقين أضروا بنا ضرراً بالغاُ حيث إختلت رؤاهم واختلفت أهدافهم وصارت بمعزل عن مصلحة الوطن وأصبح هدفهم الوحيد هو الكرسي متبعين مبدأ "اللي تغلب به إلعب به". وقد ذهبوا بينا إلى أحلام بعيدة المنال وتركونا جرحى مكلومين وصُدمنا فيهم واحداً تلو الأخر لدرجة أننا لم نعد نثق في أي مشهور حالياً ولا نرى أي كفاءة تصلح.ألا يزال داخل عقول هؤلاء حدود دنيا من الشجاعة الأدبية ليرجعوا عن اختلالهم ويعودوا في صف واضعي مصلحة الوطن أمام أعينهم؟ 

نرى على العكس تماماً من تبوءُوا مناصباً قيادية نظير تاريخهم الطويل في الإدارة وسابق نجاحهم قد حاولوا جاهدين تغييرالأمور وتمت محاربتهم بضراوة فاستقالوا أوأُقيلوا لعدم قدرتهم على التعامل مع معطيات مختلفه عن معطيات الشركات العالميه كانت او المحليه. فلم نسمع عن هؤلاء قبل أو بعد المنصب في التوك شو ولنا في محافظ الاسكندرية الشاب مثلاً واضحا.

ليس بالضرورة أن تكون مشهوراً حتى تتولى منصب، فالله مالك الملك يُؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء وهو المطلع على ما بداخلك. فصوب عينيك تجاه مصلحة الوطن فالله يرزق من يشاء بغير حساب. تحية لكل مقاتل في منصب قيادي يعمل على إعلاء مصلحة الوطن دون النظر إلى ما يبقيه على الكرسي.  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز