عاجل
السبت 11 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
استهلالات رمضانية

استهلالات رمضانية

بقلم : لواء أركان حرب/ جمال عمر

رمضان .. وما أدراك سيدي وسيدتي .. ما رمضان ؟؟ ، فهو شهر مبارك يحمل عبق التاريخ بين جنبات أيامه ولياليه ، والأروع أنه في قاهرة المعز لا مثيل له في كل بلاد الدنيا ، واسألوا كل مسلمين الكون وخاصة العرب منهم ومن أصبح رمضان بالنسبة له يرتبط بالقاهرة وربوع مصرنا الغالية الحنونة الطاهرة ، وتقاليدها الجميلة وعادات شعبها الرائع بكل سلبياته قبل إيجابياته ، ففي قاهرة المعز وشوارع مصر العتيقة كما يحب أن يرددها من يعرفون قدرها ولهم معها أجمل ذكريات العمر الرمضانية ، بل وفي شوارع المدن والقرى والنجوع المنتشرة على أرض الكنانة ، حيث لكل مصري طقوسه الرمضانية المتوارثة عبر الأجيال والمختلطة بعادات وتقاليد عتيقة وأصيلة في نفوس المصريين عبر آلاف السنين .



وبرغم ما يعانيه هذا الشعب وحتى في أحلك أوقات الأزمات التاريخية يظل رمضان في نفوس وسلوكيات المصريين له طابعه الخاص والمتميز والزاخر بالتراحم والمشاعر الدافئة وروح الأسرة والعائلة المختلطة بروح القرآن والتقرب للخالق في شهر يعد من أروع نفحاته سبحانه للبشر وفي أيام مباركات جعلها الله رحمة وسلاما وخيرا على البشرية ، ولكنه مع المصريين له طعمه وعبقه ونكهته الخاصة ، لأنهم يسبغون كعادتهم كل شيء في الحياة بصبغتهم الخاصة المتراكمة والمتفجرة من نفوسهم الأصيلة والعتيقة عبر التاريخ ، وهو ما جعل للمصريين طابعهم الخاص جدا والرائع في جميع احتفالاتهم بالمناسبات والأعياد خاصة رمضان المعظم .

ولا محل لدى عادات وتقاليد المصريين للأعذار أو التغافل عن الاستعداد لرمضان ، حتى ولو كانوا في حالة حرب أو يعانون من الغلاء وارتفاع الأسعار ، فقل ما تشاء وافعل ما تشاء ولكن يظل الاستعداد لرمضان في كل بيت له رونقه الخاص بداية من شراء قليل من التمر وبعض السكر إلى بيوت تصل ميزانية رمضان فيها لأرقام فلكية ، ولدى الجميع قناعة ويقين بأن يكون لوجه الله نصيب كبير في استعداداته لرمضان ، فالمصريون شعب مؤمن بالفطرة وهو أمر غير قابل للجدال مهما كانت سلبياته وعيوبه ، بل والعجيب أن هناك بيوت مسيحية أصيلة وطيبة تستعد لرمضان كالمسلمين وتعتبره موسما جميلا وطيبا للتقارب والتآلف وما أكثر هذه البيوت رغم أنف كل الكارهين والحمقى وفاقدي الفهم لمعنى الإنسانية المصرية المحفورة في النفوس والمتوارثة عبر الأجيال .

ورحم الله آبائنا وأمهاتنا ومن رحلوا عنا فقد كان لوجودهم في رمضان عبق خاص ورونق متميز وحنون ، فقد كانت لهم على الدهر لمسات وعلامات ، وقد ارتبط معهم رمضان بثوابت وسمات لزمنهم الذي مضى وبقى منه رونقه وتطورات ملامحه ، فقد كان صوت الراديو فقط هو ملك الحلبة الرمضانية بأصوات المقرئين خاصة شيخنا خالد الذكر محمد رفعت وابتهالات النقشبندي وجلجلة صوته الفخيم بقوله (ملاي .. يا مولاي .. إني ببابك يا مولاي) ، وفوازير رمضان وألف ليلة وليلة والسحور مع أحسن القصص وصوت صلاة الفجر من المسجد الحسين ، وما أدراك ما الحسين في رمضان ، بل ما أدراك ما روائح وعلامات ولمحات رمضان في شوارع وحواري ومساجد وحوانيت مصر القديمة والباقية حتى اليوم لمن يعشق التجول فيها قبل الإفطار وبعده وحتى صلاة الفجر في رمضان .

وما زال وسيظل رمضان والمصريين قصة عشق تاريخي مقدس ورائع يعلم الدنيا معان الأصالة والتواصل والتراحم والحنين والتقرب لخالق السماوات والأرض ، ولا محل في عرفي الخاص لملامات ولا لسرد سلبيات ولا العويل والصراخ على اللبن المسكوب ، فقط لأننا نقترب بقلوب حانية ومتشوقة لحنين ووصال وروعة وعبق رمضان العزيز على قلوبنا المشتاقة لواحة السكينة الزاخرة بنفحات الرحمة والأنس في رمضان ، فدعوة لكل البشر والمسلمين خاصة أن يتزودوا ويعمروا قلوبهم ونفوسهم بكثير من فعل الخيرات مع غيرهم من البشر ، فالنفوس تعمر وتزداد قوة وصلابة واستقرارا بفعل الخيرات للبشر والحب والتراحم والتواصل خاصة الأهل والجيران ، وتهنئة قلبية لكل مسلم وغير مسلم بقدوم رمضان ، جعله الله على المصريين جميعا وكل البشر دوما شهر خير ويمن وبركة وسعادة ..

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز