اعدلوا هو أقرب للتقوى

بقلم : أحمد العمدة

أستغل جدال هذه الأيام حول صنافير وتيران بسبب مناقشة البرلمان للإتفاقية لأثير عدة أسئلة لا علاقة لها بهوية الجزيرتين - التي يحق لكل مواطن أن ينتهج رأيه فيها كما يراه بالحق والعدل والدليل - وأرجوا أن تتسع لها صدوركم سؤالي ببساطة إذا كانت مساحة الجزيرتين 113 كم مربع = 24 فدان وبضعة قراريط نال كل هذه الجدالات ، وكل هذه الحماية ألا تستحق حملة إزالة تعديات على مئات الآلاف من الأفدنة بعضا من جهودكم ودعمكم، أليست الأرض هي الأرض وأليس التعدي عليها هو التعدي مهما كان وأيا ما كان ؟ 

أم أن الخلاف السياسي يعمي عن الحق ويأخذ الإنسان بعيدا عنه ، فلا يغضب إلا لعصبته ولا يناصر إلا ما كان فيه مصلحة عصبته وجماعته وحزبه؟

سؤالي ببساطة إذا كان عبدالعاطي وجهازه قد ناله ما ناله من السخرية والتهكم - ولا أخالفكم في العيب في جهاز فاشل يكفي صاحبه شرف المحاولة - ولكن ألا يستحق نجاح الحكومة في علاج مليون ونصف مصري من فيروس سي والقضاء على قوائم الإنتظار وتوفير الدواء بأقل من عُشر معشار سعره في أي دولة للقادرين ومجانا لغير القادرين ألا يستحق ذلك بعضا من دعمكم وفرحكم بهذا الإنجاز أم يعميكم عن ذلك تحققه في عهد نظام لا ترضون عنه ولا تقبلونه؟

سؤالي ببساطة ألا تستحق الطفرة التي تحققت في الطاقة الكهربية وكم المحطات العملاقة التي أُنشئت فقضت على ظاهرة الظلام الدامس التي عشناها بعضا من دعمكم ، أم أنها المماحكة السياسية والبغض لنظام تصدكم عن قول الحق والتسليم له .

أنا معكم في وجود سلبيات كثيرة بعضها ناتج عن أخطاء بلاشك في الدراسة والحسابات ونحوها وبعضها ناشيء عن ظروف خارجة عن الإرادة في بعض الأحيان ، ومعكم في إنتقادها ، ولكم الحق في إستغلالها إن شئتم سياسيا للفوز في إنتخاب أو أي وجه كان، وهذا هو الحاصل فعلا حيث تمتلأ الساحات بمثل هذا، لكني لا أظنك تقبل أن تكون معارضا على طول الخط حتى للحق والصواب. 

*باحث قانوني وسياسي