شبح الثانوية العامة يقتل طلابه

بقلم : مروة رسلان

ببساطة..

ماتت نيرة..

قبل أن تعلم أنها الأولي علي مدرستها..

ماتت..

بعد أن ناضلت سنوات في مدارس مُهدمة، مع مدرس طحنته الحياة، وتعليم خارج التصنيف العالمي.

ماتت..

في مقابل الحصول علي ورقة صفراء تؤهلها  للدخول إلي الجامعة، بعد أن علموها أن الثانوية العامة هي عنق الزجاجة التي يجب تجاوزها حتى تعيش الحياة، لكنها اختنقت بها قبل أن تخرج من عنقها.

نيره..

الفتاة البريئة التي فضلت خوض اختبارات الثانوية العامة علي صحتها، لكن جسدها الضعيف لم يسعفها حتى تعرف نتيجتها، فماتت في غيبوبتها،  قبل أن تحصد نتيجة مجهودها.

سحقاً..

 لكل من أدخل في عقولنا الصغيرة أن الثانوية العامة هي عنق الزجاجة وعلينا الخروج منها.

تباً..

لكل من جعلنا نعتقد أن نجاحنا في الحياة  يعتمد علي هذه الورقة الصغيرة.

وتباً..

لكل من زرع في مخيلتنا البلهاء أن من يتفوق في الثانوية العامة، سينجح ويتفوق، ويعيش سعيداً.

نيره..

أرقدي بسلام فلقد قدمتي روحك قربانا للثانوية العامة، ويجب علينا الاعتراف أننا جميعا شركاء في قتلك،عندما زرعنا وهم التفوق الزائف في رأسك الصغير، وأن هذه الورقة تساوي حياتك، وإن حياتك ليس لها قيمة دون هذه الورقة الصفراء.

لكننا سنعلم جميعا حينما يأتي الوقت.. إن هذه الورقة لن تدخل معنا القبور..ولن تجيب علي أسئلة الملكين في قبورنا.. ولن تكون سببا في التحاقنا بكلية القمة في الآخرة.

لذلك..

كفاكم لعباً  بعقولنا..

وعلمونا أن الحياة أكبر من شهادة الثانوية العامة..

علمونا أن النجاح الحقيقي هو أن أتعلم وأطور نفسي دائما..

علمونا أن الحياة الحقيقية هي النجاح فقط فيما أحب.