بيونج يانج وسياسة الرعب النووى

بقلم : محمد رزق

استيقظ العالم صباح الاحد على وقع زلزال نووى أحدثته كوريا الشمالية التى قالت أنها اختبرت بنجاح قنبلة هيدروجينية صممت لتركيبها على الصاروخ الباليستي العابر للقارات الذي تم تطويره حديثاً وأضافت أن التجربة حققت نتائج أكبر من أي تجربة نووية سابقة وقال التليفزيون الكوري الشمالي إن اختبار القنبلة الهيدروجينية جاء بأمر من الزعيم كيم جونج أون وحقق "نجاحا تاما" وكان خطوة "مهمة" لاستكمال برنامج الأسلحة النووية في البلاد.

جاء هذا الإعلان بعد ساعات من إعلان كوريا الجنوبية، أنها رصدت زلزالين في منطقة تبعد نحو 44 كلم شمال غرب بلدة كيل جو في كوريا الشمالية، مفترضة أن بيونغ يانغ نفذت اليوم تجربة نووية سادسة.

فيما أعلن وزير الخارجية الياباني، تارو كونو، بأن طوكيو تعتزم الدعوة لعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي فيما يتعلق بالإجراءات النووية لكورية الشماليه.

من جانبها اعلنت وزارة الخارجية الصينية، ، أن بكين تدين بشدة التجربة النووية لكوريا الشمالية التي أجريت في وقت مبكر الاحد ودعت الخارجية الصينية، كوريا الشمالية إلى وقف أعمالها "الخاطئة" بعد أن أعلنت بيونغ يانغ أنها اختبرت بنجاح قنبلة هيدروجينية متقدمة.

واكدت الخارجية الصينيه إن بكين تعارض بشدة وتدين بشد الأعمال التي تقوم بها كوريا الشمالية.

هذه التجربة تاتى بعد ايام قليلة من تجربة اطلاق ناجح لصاروخ بالسيتى عابر للقارات اطلقتىه بيونج يانج والذى قطع ما يقرب من 620 كليو متر قبل ان يسقط فى بحر اليابان وهو ما اثار مخاوف وقلق وسائل الاعلام الامريكيه فقد قالت صحيفة وال ستريت جورنال الامريكيه  ان التجربة الصاروخية التى اطلقتها كوريا الشمالية تظهر تقدما في قدرة الصواريخ الكورية على الوصول إلى الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن التجربة ترفع من الرهانات التي يواجهها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي تعهد بكبح جماح برنامج التسلح الخاص بالبلد الآسيوي المعزول. 

هذه التجارب وما يتبعها من رودود فعل من قبل الولايات المتحدة الامريكيه وحلفائها فى شرق اسيا كوريا الجنوبيه واليابان تجاه كوريا الشمالية تجعل المنطقة قاب قوسين او ادنى من مواجهة نووية شاملة قد تندلع بين لحظة واخرى فى العالم .

فسياسية الزعيم الكورى الشمالى كيم جونج اون هى تعزيز قدرات بلاده النوويه فى مواجهة ما يصفه بخطط الولايات المتحدة الامريكيه العدائية ضد بلاده وان قدراته النوويه والصاروخية هى خط الدفاع الاول امام اى عدوان امريكى محتمل ضد بلاده هذا الاعتقاد تعززه مواقف الادارة الامريكيه يوما بعد يوم من إن كل الخيارات مطروحة في التعامل ضد كوريا الشمالية وأن بيونج يانج تجاوزت الحدود في تعاملها مع جيرانها ومع المجتمع الدولي ومع الحد الأدنى للمعايير الدولية وانها سوف تواجه بالغضب والنار .

كوريا الشمالية وبعد اعلانها عن تجربتها الاخيره للقنبلة الهيدروجينيه والتى تضاعف حجم تفجيرها 10 مرات عن تجاربها السابقه تؤكد للولايات المتحدة الامريكيه وللعالم بانها لن يخيفها عقوبات اقتصاديه او تهديد عسكرى اواى  ابتزاز من اى طرف وان بيونج يانج لن تحيد عن الطريق الذى اختارته لنفسها.

 فهل مازالت امام اطراف الازمة اوراقا اخرى غير المواجهة المباشره التى سيدفع ثمنها الجميع ام ان الدبلوماسيه ما زالت حتى الان هى الخيار المفضل الذى يمكن ان ينقذ العالم من كارثة نوويه محققه.