عاجل
السبت 11 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
أردوغان على خطى صدام

أردوغان على خطى صدام

رغم تنوع الشعارات البراقة، والعناوين الطنانة، التي يرفعها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في سوريا، إلا أن المصير الذي ينتظره سوف يكون أغلب الظن شبيها بالمصير، الذي آل إليه الرئيس العراقي الراحل صدام حسين بعد استدراجه في الكويت مطلع تسعينيات القرن الماضي، حتمًا سوف تلقى عملية درع الربيع الحالية في إدلب السورية مصير سابقاتها درع الفرات، وغصن الزيتون، ونبع السلام، جميعها جاءت فخ لاستنزاف تركيا في المستنقع السوري، الذي تديره أمريكا وروسيا التي لا تخفيان أطماعهما في السيطرة على أنهار الغاز والنفط، التي تسيل تحت وعلى جانبي نهر الفرات، والتي تقدر بـ 28 مليارا و500 مليون متر مكعب، والمتمركزة في حقول بانياس وتدمر وقارة وساحل طرطوس، إضافة إلى حقول الجزيرة السورية.



 

المستنقع السوري يستنزف أردوغان المنهك في طرابلس الليبية التي ورط نفسه وبلاده وجيشه ومرتزقته من المسلحين السوريين، ويلاحقه الفشل أينما حل، والعار حيثما رحل، وتبخرت أحلامه في زعامة فارغة أرادها من فوق أعناق ورؤوس تنظيم الإخوان الفاشي، وجماعات الإرهاب، والتمويل القطري وهو ما انعكس على تهاوي شعبيته وتغير مزاج الراي العام الداخلي ضده وضد حزبه العدالة والتنمية الذي يترأسه، واتسعت رقعة المعارضة ضد سياساته ودائرة أطماعه التي امتدت من سوريا ومياه المتوسط، إلى ليبيا والصومال وجيبوتي.

 

يستنجد الرئيس التركي، الذي تحول من الناتو والغرب إلى روسيا بالرئيس فلاديمير بوتين، الذي سيلتقيه غدًا الخميس في موسكو من أجل وقف الحرب في سوريا، بعد أن تكبدت قواته خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، وبدأ الأتراك يستقبلون في مشاهد جنائزية جثامين قتلاهم التي حملت إلى معظم المدن والقرى التركية، في ظل تنامي السخط الذي يخيم على أوساط الرأي العام التركي المتحفز ضد سياسات أروغان التسلطية وضد حكمه الفردي واستئثاره بكل القرارات المتعلقة بمستقبل تركيا.

 

أردوغان الذي افتضح أمره داخليا وخارجيا وبات معزولا بسبب سياساته، بعد أن توهم أنه قادر على اللعب مطولا على التناقضات بين أمريكا وروسيا، وبعد أن تاجر بورقة اللاجئين ضد أوروبا والغرب للحصول على المزيد من الدعم الغربي، عبر التلويح بفتح الحدود مجددا أمام ملايين السوريين الهاربين من لظى الحرب للهجرة إلى أوروبا التي تخشى أزمة مماثلة لأزمة عام 2015، كلها سيناريوهات مكررة تكشف سياسة الابتزاز وتكشف حقيقة الرئيس التركي، وحال التخبط والضياع التي تكتنفه منذ اعتقد أن في استطاعته أن يعيد أمجاد الدولة العثمانية وينصب من نفسه سلطانا عثمانيا جديدا بعد مرور نحو القرن على انهيار الدولة العثمانية.

 

المؤكد أن مستقبل أردوغان بدأ في الأفول، وأن الشعب التركي قد أدار ظهره لأروغان وبدأ في ترديد الشعار الذي رفعه كمال أتاتورك "سلام في الوطن.. سلام في العالم"، ورسخ أتاتورك حينها المبادئ التي سارت عليها تركيا الجديدة التي قامت على أنقاض العثمانية، وهي السير في طريق السلام الذي يرمي للحفاظ على الأمن في تركيا وعدم معاداة أي شعب.

 

الشعب التركي أصبح على قناعة وضعته على أعتاب ثورة قد تهب في أي لحظة ضد أردوغان ونظامه الذي استخدام مقدرات تركيا وشعبها لتحقيق طموح شخصي مستحيل التحقق، لن يكون مفاجئا أن يخرج ملايين الأتراك على أردوغان ونظامه في مشهد تظهر فيه همجية أردوغان وتشبثه بالسلطة في أبشع صورها.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز