عاجل
الأحد 5 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
الانسحاب هو الحل !

الانسحاب هو الحل !

بقلم : جورج أنسي
على طريقة الرئيس الأسبق حسنى مبارك ، أقول ( لم أكن أنتوى الكتابة عن سفر قداسة البابا تواضروس الى القدس ، هذا الموضوع الذى قتل بحثاً وانفجرت بسببه كل هذة المُلاسنات والبيانات و( البوستات ) ما بين مؤيد ومعارض ).
لكن بطبيعة الحال فإن صاحب مقال الرأي لابد أن يعبر عن وجهة نظر  بالاعلان صراحة عن توجهه ورؤيته للأحداث ، ومن هذا المنطلق فأننى أسجل اعجابى الشديد بذهاب البابا الى المدينة المقدسة - أيا كانت الأسباب والدوافع-  وهو نفس الإعجاب والإشادة التى سجلتها قبل سنوات بالدكتور على جمعة ، مفتى مصر السابق ..عندما ذهب للقدس وصلى بالمسجد الأقصى . 
.. وبعيداً عن الدخول  فى عالم السياسة ، فإن الرجلين امتلكا شجاعة السير عكس تيار يزايد على وطنية العباد ويتحكم فى الحياة الخاصة للمواطن طالما انه لايخالف القوانين ويمارس حق من حقوقه التى كفلها له الدستور القديم والجديد ، وان كان نفس هؤلاء المناضلون الذين يشجبون وينددون بذهاب البابا للقدس ، ينادون دائماً بابتعاد رجال الدين عن السياسة ، ولكنه الكيل بمكيالين وفقاً لأهواء ورغبات كل فصيل سياسى .
أعترف أننى- كنت ولازلت- من أشد المعارضين لقرار البابا الراحل شنودة الثالث فى استخدام صلاحياته الروحية فى أمور سياسية واتخاذ قرار بمنع الاقباط الأرثوذكس من زيارة القدس ، وهو القرار الذى تلقاه الناصريين والقوميين والمناضلين (الحنجوريين) بالابتهاج والتهليل ، وليدفع الثمن آلاف البسطاء الذين كانوا يتطلعون للتبرك بالأماكن المقدسة بعيداً عن السياسة ودهاليزها وحرمهم البابا الراحل من ذلك ، بل والاطرف من ذلك - وهى نقطة هامشية فى الموضوع المثار- انه على مستوى النظم الإدارية واللوائح الخاصة بالعديد من الجهات والهيئات الحكومية ، حرمهم قرار البابا الراحل من حق الحصول على اجازة لمدة ٣٠ يوم- لمرة واحدة فى العمر- أسوة بالحج للحجاز للاخوة المسلمين ، وكأن الوطنية يحمل لؤاها الاقباط فقط .. يحاسبون على ادائها ويراقبون على اى هفوة تصدر منهم لتفسر تحت بند الخيانة والعمالة والتطبيع !!، مع ملاحظة ان الكنيستين الكاثوليكية والإنجيلية المشيخية لم تمنع رعاياها من زيارة القدس إيماناً بفصل الدين عن السياسة وترك كل شخص يتخذ ما يناسبه من قرارات وفقاً لآرائه وظروفه واتجاهاته !
عموما لا يتسع المجال هنا لتفنيد آراء المعارضين (والمناضلين) لذهاب البابا ومن قبله المفتى السابق الى القدس ، ولكنى دائماً ما كنت اتساءل عندما اجد ابطالنا الرياضيون العرب  يقررون الانسحاب من مواجهة اى لاعب او فريق اسرائيلى فى بطولات دولية ، هل بهذة الطريقة نتغلب على اسرائيل ، هل هو الخوف من الهزيمة والمواجهة ، هل وهل وهل .......لكن بطبيعة الحال يكون الرد الجاهز المعلب - حتى فى وسائل الاعلام - ( نحن لا نلاعب إسرائيلياً ..انها المقاطعة والحصار الكامل المتكامل  ) ! 
واذا كان المناضلون يؤكدون ان الرئيس ابو مازن باع القضية وان طلبه المتكرر بالزيارة لدعم الشعب الفلسطينى ، لايمثل الشعب العربى الفلسطينى بالداخل ، فأننى ادعو لعمل استطلاع رأى داخل الاراضي المحتلة لمعرفة اتجاهات واراء الشارع الفلسطينى تجاه زيارة اخوانهم العرب جميعاً - مسلمين ومسيحيين - لهم وللمدينة المقدسة ، وان كنت طوال سنوات سابقة  أتعمد سؤال أصدقائى الفلسطينيين العاديين ( هل ترحب بزيارة العرب لفلسطين ، ام تجد ذلك دعماً لإسرائيل واقتصادها ؟ ) وكانت الإجابة دائماً ( تعالوا إلينا ، دعموا المواطن الذى يمتلك متجراً او فندقاً او مطمعاً .. شجعونا ، ساندونا بدلاً من الشعارات الجوفاء ) . 
والشىء بالشيء يذكر ، لا يفوتنى بالطبع ذكر قرار نقابتى - نقابة الرأي والبحث عن المعلومة - واقصد نقابة الصحفيين التى تمنع وتدين الصحفى الذى يذهب للقدس فيؤدى عمله الطبيعى فى الكتابة من داخل مناطق الصراع - كما هو متبع فى جميع أنحاء العالم-  وتجهيز مقصلة ( التطبيع ) لمن يفكر او يحاول ان يمارس عمله الطبيعى داخل الارض المحتلة حتى لو كان داخل الاراضي الواقعة تحت سلطة الحكم الذاتي الفلسطينى فى رام الله ! 
ان الانسحاب والشجب والادانة لن يحل  القضية الفلسطينية ، ولا تتصور عزيزى وصديقى المناضل الجسور ان اسرائيل سترحب بكل الزائرين، اذا زاد عن العدد المحدد وفقاً لأمنها القومى، وبالتالي سيكون لزاماً علينا ان نناضل بصورة مختلفة ....وليستمر الصراع بلا  أية حلول على الارض...... و دوخينا ياليمونة !!



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز