لأنها حكومة تحولت من أهم داعم لخارطة الطريق إلي أكبر خازوق يضغط علي الخارطة ومؤيدوها بل ومصر كلها،وعلي مدي شهور تلت تصحيح الأوضاع المقلوبة في 30 يونيو فشل غالبية الوزراء في لعب الدور المنوط بهم وتحول بعضهم إلي كارثة حقيقية واستسهل بعضهم القاء عبء وزارته في"حجر"الأمن لتعالج كوارث سوء ادارته ،ولأن المساحة لا تكفي سأستعرض فقط بعض الألأسماء التي تستحق أوسكار الفشل وتهدر كل جهد تقوم به القوات المسلحة وأجهزة الأمن لإستعادة انضباط الشارع وتحقيق الأمن في المناطق الملتهبة.
 
ومن رأس الحكومة نبدأ حيث يتصدر مشهد الأداء الرخو الدكتور حازم الببلاوي الذي يحاول تصوير نفسه علي أنه أسد حقيقي متناسيا أن الفئران تصبح أقوي من الأسود التي فقدت أسنانها بحكم السن وأمراض الشيخوخة،وليس أدل من عدم سيطرة الببلاوي علي الأمور من  تصريحات نائبه الدكتور زياد بهاء الدين حول قانون التظاهر والتي تعني رفضا ضمنيا له من الرجل الثاني في حكومة يفترض أن القانون خرج من أدراجها بعد توافق نسبي  علي الأقل.
 
ومن زياد للدكتور حسام عيسي لا يختلف الأمر كثيرا لكنه يتطور للأسوأ والأخطر معا،فالرجل المناضل الثوري الذي كنا نتوقع منه جميعا أن يصلح الحال المال بالجامعات المصرية، فإذا به يفعل كل شيء الا أن يلعب دوره كوزير للتعليم العالي فانفجرت الجامعات من الداخل بخطط اخوانية وسوء ادارة منه وخرجت الأمور عن السيطرة وبقي هوراكبا فرسه محاولا أن يغمد سيفه الخشب في قلب اللهيب ليطفئه لكنه بسوء التصرف زاد الأمر اشتعالا.
 
وفي وزارة الثقافة كان طبيعيا في العهد الذي رقصت فيه دينا علي أغنية للسيدة زينب رضي الله عنها"يا طاهرة يا طيبة...يا أم الحسن والحسين"،أن تتردي الأوضاع وينتشر الفساد وبدلا من مواجهة طيور الظلام يتفرغ الدكتور صابر عرب (وزير الثقافة وفق تشكيل حكومتي الاخوان والثورة) لتسكين أصدقاءه في المواقع المختلفة و"تسليك"أموره ومحاولة تسيير المركب علي قدر مصالحه لا مصالح الوطن فضاعت الثقافة وتاه المثقفون وأصبحت المنتديات الثقافية مجرد "سد خانة" في الوقت الذي يفترض فيه أن تقود المشهد وتغير الأفكار الظلامية وتدعم الابداع.
 
ولأنه ابن الوزارة ويعرف سككها،كان البعض متفائلا باختيار خالد عبدالعزيز وزيرا للشباب ،لكنه جلس علي نفس مقعد سابقيه وأدار نفس التروس وعمل بنفس الفكر العقيم وتفرغ لمعسكرات الترفيه في الاسكندرية والرحلات الغير مجدية للمحافظات لأن أقصي ما تفعله هو المنظرة ودعم مراكز الشباب الفاشلة أصلا.
 
وفي البترول عمق الاخوان فسادهم وتربع الوزير الجديد عليه وأكمل المسيرة فعادت أزمات البنزين والسولار والبوتجاز في المحافظات،وعلي خط أسوأ سار الكابتن طاهر أبوزيد وزير الرياضة الذي لا نعرف هل يأخذ التعليمات من حازم الببلاوي رئيس الحكومة أم من السيد البدوي رئيسه في حزب الوفد.
 
وفي الاعلام تدهورت أوضاع العاملين في ماسبيرو وبدا تلفزيون الدولة بجيش قنواته غير قادر علي المنافسة الحقيقية وتفوقت عليه أصغر الفضائيات شأنا وأقلها إمكانيات لأن الجودة ليست المعيار والكفاءة لا تكفي أصحاب المواهب ليأخذوا مواقعهم وكأنما كتب علي مبدعي ماسبيرو الانتقال من "حفرة"صلاح واخوانه إلي "دحديرة"الروتين الحالية وبات التعامل مع الملفات يؤتي نتائج عكسية لأن من يدير في رأسه هدف واحد وهو الحفاظ علي منصبه وليس مصلحة الوطن.
 
 
ولأننا نحب الوطن ونخشي عليه نتمني أن يراجع رئيس الحكومة آداء وزارته وتصرفات وزراءه أو أن يضغط الرئيس المؤقت لتحسين الأوضاع لأن البسطاء لا يعرفون لغة سوي تلبية احتياجاتهم حتي لا نترك رقبتهم  مرة أخري في يد من يجيدون لغة توزيع"السكر والزيت"