

حسام طلعت
نحو مصر هادئة
بقلم : حسام طلعت
منذ أن رحل المصريون القدماء و نحن دائما نستورد أنظمة لنطبقها عندنا فقد آن الأوان أن نعود للريادة وأن نضع نظاما جديدا يأخذه العالم بأسره عنا، فقد حرص المصريون القدماء على مستقبلنا بينما لم نحرص نحن على سمعتهم!!
لم يدرك الكثيرون حجم اللعبة التى حيكت ضد أوطاننا العربية بعد تحت غطاء الفوضى المسماة بالربيع العربى بدعوى البحث عن "المطلق" من الشعارات مثل العيش رغم أن الطمع فى الانسان أصل فليس هناك أصلا من يرضى بعيشه، والحرية التى إذا لم تجد لها ضوابط تحولت كما نجد الآن إلى انحلال، والعدالة الاجتماعية التى استشهد "الفاروق" عمر بن الخطاب على يد رجل لا يظن أنه يجدها فى عصره فأين نحن و أين عمر؟!!
نوشك أن ننتهى من الاستفتاء على دستورنا ولا زلنا فى حيرة من أمرنا هل نبدأ برئيس أم ببرلمان؟
دولتنا فى أمس الحاجة لكل مليم ينفق فى الدعاية على تلك الانتخابات وعلى تأمينها وسط أجواء مشحونة من قبل من خسروا كنوزا كانوا لها هم الخزنة، الشعب فقير ينتظر "يدا تعطف عليه" ينتظر "يدا تحنو عليه".
كيف يختار الناس مرشحيهم فى نظام القائمة وهو الأنفع لبلادنا لا شك يختار تيارا بعينه ولكن هذا النظام أيضا له عيب خطير هو أن الشعب يفرض عليه اسماء لا يعرفها أو حتى لا يقبلها وهناك النظام الفردى الذى يعتمد على ثراء المرشح فى المقام الاول وعلى معرفة الناس به و على الخدمات الفردية التى يقدمها هذا المرشح و هو ما لا يفرز الأفضل دائما!!
مليارات تنفق بلا فائدة و المردود هو أن يبحث من أنفقوا هذه المليارات على سبل لاسترجاعها بعد فوزهم وهذا هو أول أبواب الفساد.
لدينا أحزاب عديدة لا تستطيع حتى أن تحصل على أصوات الأحياء التى تقع فيها مقراتهم أحزاب ورقية أحزاب هيكلية بل هى فى بعض الاحيان أحزاب "صورية"!!
هل هناك نظام يسمح لنا الا ننفق جنيها فى غير منفعة؟ هل هناك نظام يسمح لنا أن نختار دائما الافضل والانفع؟ هل من الممكن أن تكون أحزابنا أكثر قوة؟ هل يكون الحكم بالفعل ملك للشعب حتى لا يقع فريسة لجماعة أو تيار يحيد به عن مسار التنمية مرة أخرى؟
أعتقد أننا نستطيع بفكرة بسيطة فكرة لا تحتاج إلا لقرار من السيد رئيس الجمهورية والذى أوكلت إليه لجنة الدستور اختيار الشكل الامثل لبرلمان الثورة، ولكن ما هوا هذا القرار؟
القرار هو "أن توزع مقاعد البرلمان على الاحزاب بنظام القائمة النسبية حسب عدد أعضائها العاملين و أن تكون هناك انتخابات فردية داخل الاحزاب لاختيار قوائمها "!!
هذا القرار سنتجنب من خلاله الصدام ما بين الاحزاب، سيجنبنا مخاطر تأمين الصندوق، لا مجال فيه للتزوير، سيجعل من أولاد الشوارع و أولادهم - تلك المشكلة التى تخطت كل الحدود- ثروة فسيتسابق عليهم الاحزاب لخدمتهم وتقنين أوضاعهم بينما نحن الآن لا نعرف عنهم – رسميا- شىء!!
ستتحول كل مليارات الدعاية الى خدمة المواطن نفسه، و بدلا من ان تتحمل الدولة الفقيرة تكاليف الانتخابات سوف تفتح خزائنها لتلقى اموال التوكيلات و استمارات العضوية التى سوف تشرف عليها الدولة مباشرة منعا للتلاعب، ستضطر الاحزاب قهرا أن تنفذ ما يطلبه الشعب فيصير الشعب هو الحاكم بأمره بلا منازع، ستتحد الاحزاب لتكوين الكتل فلن نجد بعد اليوم مثل هذا الهرج فلن يكون هناك أحزاب النجم الاوحد أو شلة الاصحاب، سيكون التجديد فى هذا البرلمان حسب النسب الجديدة كل عامين ليضغط الشعب على الحكومة دائما للعمل والا خسرت مناصبها، نريد أن يحكمنا من هم أفاضلنا نريد أن يحكمنا أنفعنا للوطن