
عبدالجواد أبوكب
رسالة عاجلة إلي الفريق السيسي
بقلم : عبدالجواد أبوكب
ربما تكون بشكل مباشر أو غير مباشر قد اطلعت علي مانشر عنكم خلال الأسبوع الماضي في وسائل الاعلام المختلفة، والذي جاء مكملا لسيل الأخبار الذي تلهث الصحافة ووسائل الاعلام المختلفة وراءه دائما، لكن الأيام الماضية شهدت انحرافا خطيرا في مسار التناول الاعلامي لأمور دقيقة يؤثر محتواها وطريقة نشره بشكل مباشر وخطير علي الأمن القومي المصري في هذه المرحلة الخطيرة والدقيقة التي لا تحتمل مثل هذه التنويعات الاعلامية المتضادة والتي تكمن خطورتها في كونها صدرت عن إعلام نعتبره وطنيا ويلعب دورا ايجابيا تجاه مصر .
ولو استعرضنا ما حدث في يوم واحد فسنجد أن قنوات فضائية ومواقع الكترونية وصحف قد أكدت أن الفريق السيسي قد حسم أمره بشكل نهائي وقرر خوض الانتخابات الرئاسية وأن المجلس العسكري قد دعم الأمر عبر اجتماع نوقشت فيه كل جوانب الموضوع، وفي نفس التوقيت خرجت أخبار تؤكد إعفاء وزير الدفاع وتولي الفريق صدقي صبحي المنصب استعدادا لانتخابات الرئاسة، وجهة اعلامية ثالثة طرحت اسمين مختلفين لمنصبي وزيرا الدفاع والداخلية بينما أكدت جهة رابعة عدم وجود تغيير وأن الفريق السيسي استقر بشكل نهائي علي عدم خوض الانتخابات الرئاسية.
وهذه الصورة الاعلامية المرتبكة تنقل ما بها من ارتباك ليس للعامة وحدهم، ولكن لأجهزة الدولة المختلفة أيضا ويؤثر ذلك بالسلب علي القطاع الاقتصادي ومناخ الاستثمار وأيضا علي حالة الأمن خاصة أن كل من نشروا في الاتجاهات الأربعة ينتمون لثورة 30 يونيو ومحسوبون من الداعمين لخارطة الطريق ولاختيارك رئيسا.
ولعل هذا المشهد كان من نتائجه الطبيعية التناول الاعلامي السييء لخبر عقد قران كريمتكم والذي اجتهد فيه الجميع ووقعت كبريات المؤسسات الاعلامية في خطأ أو أكثر كان أفدحه نشر صورة حفل عقد قران شهاب يونس المصري قائد القوات الجوية على الدكتورة رنا مجدى المصري والذى اقيم بدار القوات الجوية وبحضور عدد من قادة القوات المسلحة باعتبارها صورة خاصة بكريمتكم .
وأكتب إليك، ليس لأن ما حدث خطير،لكن لأن ما يحدث قد يكون أخطر حيث يبدو المشهد الاعلام مرتبكا وعبثيا وعلي سبيل المثال صورة الزفاف التي نشرت لم يدقق فيها أحد لأن صفحة علي موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" تدعي أنها الصفحة الرسمية لادارة الشئون المعنوية -ولا أظنها كذلك- نشرتها وصدقها الناس لأن عدد أعضائها يزيد عن ربع مليون شخص،ولا يخفي عليكم أن الحرب الآن هي حرب اعلامية من الدرجة الأولي وخلال الأيام القليلة المقبلة ستنطلق حملات عنيفة وتراشقات من هنا وهناك لعل أخطرها ذلك الآداء التطوعي الذي يظن أصحابه أنهم يخدمون الوطن ويساندونك لكن النتائج أحيانا تكون كارثية.
وهنا بالتحديد،لا أطلب تقييد حرية الرأي والتعبير بل دعمها وتعميق مفهومها عن طريق تطبيق مواثيق الشرف والالتزام بالمهنية والتأكد من أي خبر متعلق بالقوات المسلحة أو يمس الأمن القومي بالرجوع للمصدر نفسه وخاصة أن الاعلام العسكري يشهد هذه الفترة تغييرا ايجابيا نجح في أن يكون دائما في الصورة وأن يتفاعل بشكل سريع مع الأحداث والأخبار التي تنشر كما حدث في واقعة "إم بي سي مصر" التي نجح المتحدث العسكري العقيد أحمد علي في امتصاص الجزء الأكبر من آثارها السلبية ببيانه السريع حول الأمر.
ورغم الدور الكبير الذي تلعبه ادارة الشئون المعنوية والتفاعل الأكبر من المتحدث العسكري الا أن المرحلة المقبلة –في تقديري- تتطلب تنسيقا أكبر مع نقابة الصحفيين ووزارة الاعلام وممثلي الفضائيات ويمكن لتلافي فراغ التنسيق في قطاع الصحافة والاعلام لحين اقرار الدستور الجديد وتفعيله أن يتم تشكيل لجنة طارئة للاعلام تتولي هذه المهمة بشكل تطوعي وأن تقوم بهذا التنسيق بالتعاون مع القوات المسلحة لضبط ايقاع الاعلام خلال هذه الفترة الحساسة من عمر الوطن.