عاجل
الإثنين 22 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي
حزب النور "ما يقولش لا"

حزب النور "ما يقولش لا"

بقلم : عاطف حلمي

 



لاتزال قيادات حزب النور السلفي تعاني من السذاجة السياسية التي تصل إلى حد توريط أنفسهم قضائياً بما يكفل الزج بهم خلف القضبان باعتبارهم شركاء تارة ومتسترين تارة آخرى على جرائم جماعة الإخوان التي ارتكبت خلال الفترة الماضية، وبشكل خاص خلال فترة حكم المعزول محمد مرسي، مما يجعلهم حزباً "ما يقولوش ... لا".
 
الخروج على الحاكم
 
السلفيون منذ إندلاع الشرارة الأولى لثورة 25 يناير خرجوا علينا بفتاوى تحريم الخروج على الحاكم، وعندما ايقنوا أن سفينة مبارك ونظامه غرقت وأصبحت أثراً بعد عين، أنتقلوا بربطة المعلم إلى سفينة الإخوان، وأيضاً "ما قالوش لا " لمرسي وعشيرته، وتحالفوا معهم في موقعة الصناديق، بل وخاضوا سباقاً محموماً في تقديم فروض الولاء والطاعة للسفارة الأمريكية، وشدوا الرحال إلى قبلتهم الجديدة حيث يجلس العم سام على عرشه في البيت الأبيض، وأيضاً "ما قالوش لا" للإدارة الأمريكية.
 
"فلوكة" الإخوان
 
وعندما سقط مرسي ونظامه وغار في ستين داهية، قفز حزب النور من "فلوكة" الإخوان المتفجرة وكانوا ضمن من يتصدرون المشهد باعتبارهم يؤيدون ثورة 30 يونيو، رغم أن قواعدهم ظلت لفترة طويلة تساند وتآزر اراهابيي رابعة وكانوا بشهادة قادتهم الأكثر دفعا للثمن من قتلى وجرحى، وأيضاً "ما قالوش لا".
 
شركاء في الجرائم
 
الكارثة أو المصيبة التي أوقع فيها حزب النور نفسه، أنه وهو يتنقل من حضن إلى حضن ومن فراش مبارك إلى خيمة الإخوان، ومنها إلى غرف البيت الأبيض والسفارة الأمريكية، ساهم وشارك في جرائم كل هؤلاء، وفي أضعف الإيمان صمت على جرائمهم وكان بمثابة من يأوي المجرم من أجل الحصول على مكاسب.
 
حرامي الغسيل
 
وفي الأيام الأخيرة بدأت قيادات حزب النور وهي مندفعة نحو الرد على هجوم الإخوان عليها، تكشف المستور وتعترف بكل ما شاركت فيه أو صمتت عليه من جرائم، تماما مثل "حرامي الغسيل" الذي ما أن يلقى القبض عليه في واقعة حتى يعترف بكل سرقاته منذ أن ولدته أمه، ومن هذه الجرائم ما صرحت به قيادات حزب النور عن طلب خيرت الشاطر منهم المشاركة في مذبحة قصر الاتحادية التي تم فيها قتل وتعذيب وسحل الثوار المتظاهرين أمام القصر، وحاولوا تبرير موقفهم بأنهم رفضوا المشاركة، إلا أنهم لم يدركوا أنهم بذلك كانوا مثل الشيطان الأخرس الذي صمت على جرائم قتل وتحالفوا مع القاتل من أجل مصالحهم السياسية وتناسوا الشرع والدين الذي يدعون أنهم يرفعون لواءه ويعلمون جيداً أنه يوجب القصاص والعدل.
 
تزوير
 
ومن هذه الجرائم أيضاً ما صرحت به هذه القيادات عن تزوير الانتخابات الرئاسية، وأنهم كانوا يعلمون بهذا التزوير، ولم يفق ضمير أصحاب اللحى تجار الدين إلا بعد سقوط " الإخوان" حليفهم القاتل والمزور لإرادة الشعب، في محاولة يائسة بائسة لاستغباء الشارع المصري.
 
غباء سياسي
 
نفس قيادات حزب النور "اللي ما بيقولوش لا"، يمارسون التلون بسذاجة منقطعة النظير تندرج تحت بند "الغباء السياسي"، فعندما كانوا في أحضان "إخوان الشيطان"، رفضوا وحرموا الوقوف احتراما للسلام الوطني، والآن وبعد صدور قانون يجرم مثل تلك الأفعال المشينة، لم يتورعوا عن إصدار فتاوى تجيز الوقوف للسلام الوطني في ممارسة مكشوفة لتوظيف الدين والفتاوى لتحقيق أهدافهم ومصالحهم السياسية.
 
خيام البداوة
 
والأكثر من ذلك فأنهم عندما انتقد البعض هجرهم لموقفهم الرافض للديمقراطية والمشاركة السياسية برمتها، وتشكيلهم الأحزاب، زعموا أنهم لم يريدوا ترك الساحة خالية للإخوان ليحكموا قبضتهم على زمام العملية السياسية، والآن وبعد أن خلعوا كل اقنعتهم التي ارتدوها وملابسهم التي تدثروا بها قبل ثورة 25 يناير، ورغم خروج "الإخوان" من اللعبة السياسية برمتها، بل ومن التاريخ المصري إلى أحلك صفحات مزبلته سواداً، نجدهم يتشبثون بالسياسة، بعد أن تركوا مجال الدعوة التي كانوا يزعمون أنهم حراسها والقابضين على جمرتها بين أيديهم، ولم يعد يربطهم بالمساجد سوى استغلالها لشن غزوات الصناديق والتلاعب بمشاعر بسطاء المواطنين لسرقة أصواتهم بحجة المحافظة على الدين وثوابته، ولقد آن الآوان أن يعودوا من حيث أتوا، سواء إلى المساجد والزوايا، أو إلى خيام الصحراء والبداوة حيث نبع وترعر فكرهم وهذا أفضل لمصر ولهم.
 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز