عاجل
الأربعاء 20 أغسطس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي
موقع عمرو موسى من الإعراب!!

موقع عمرو موسى من الإعراب!!

بقلم : حمدى رزق
لا يجتمع مصريان محبان لهذا الوطن إلا وكان عمرو موسى ثالثهما، بلا تكليف يجدّان فى البحث عن موقع لموسى فى قادم الأيام، ربما لأول مرة فى تاريخ موسى لا يطلب لنفسه موقعا، مولعا بنفسه كان، صار مؤثرا، ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة.
 
موسى صار حديث المدينة، لا نملك رفاهية بقاء موسى خارج المضمار، هكذا يقطعون، موسى مصارع قديم، المصارعون النبلاء لا يشيخون أبدا، حتى الرمق الأخير، موسى يصارع بامتياز لبقاء الوطن، الوطن على شفا جرف هار.
 
عمرو موسى مثل شجر الليمون، يزهر فى مواسم الربيع العربى، المحبون يستخسرونه، والمحايدون يستملحونه، والرافضون يقطعون لا غنى عنه، موسى صار مطلبا شعبيا لا نخبويا، بحب عمرو موسى ليس محض غناء، صار نداء، ينادون عليه، أن استمر، لم ينته الدور بعد، دورك قادم يا هذا، فلتنصت ملياً للنداء.
 
قال قائل منهم أريب إنه من المبشرين بالنيابة وإن لم ينص عليها الدستور، نائبا للمشير، وهو من يبشرنا بقرب ترشيح المشير، قريب من المشير، وقال ثان إنه رئيس وزراء المشير، وثالث يقطع بأنه رئيس لمجلس الشعب، قياسا على كفاءته فى قيادة لجنة الخمسين، تلك أمانيهم.
 
المحبون قبل الكارهين يتمنون عمرو موسى فى دولاب الحكم، ولكن هل يقرهم موسى على ما يفكرون، هل حجز لنفسه مكانا فى خارطة الطريق أم ستعبره القافلة فى الطريق، هل انتهى دور موسى بتدشين ترشيح المشير رئيسا لمصر، أم أن فى العمر لايزال زُبَالة من أيام تلمس بقية زيت فى قاع القنديل تنير له الطريق.
 
شخصياً، أضنّ بموسى على مناصب فى زمن التكالب، المناصب صارت من فعل تصغير، من كان مرشحا لرئاسة الجمهورية لا يقبل ما تبقى من رئاسة الجمهورية، ندخر موسى لما هو أجدى وأنفع للناس، ندخره لقيادة حوار وطنى جامع شامل لا يستثنى أحدا، حوار يطلقه من موقعه فى مقدمة السفينة، من فوق السارى العالى الذى ارتقاه فى القلوب المشرئبة للحظة أمن وأمان وسلام.
 
فليؤذن فينا موسى بالحوار باكرا لا ينتظر الإذن بالحوار، خير البر عاجله، وهو أهل له، وليستصرخ فينا ما تبقى فينا من حب لأغلى اسم فى الوجود، حوار يسمو فوق الإحن والمحن والحزازات والمرارات والثارات، حوار يؤمه الخلصاء، حوار لا مكان فيه لطالب دم يخوض فى الدم، لطالب ثأر يتخبط فى ثأره، فليدع إلى طاولته كل حادب على وطن تتخطفه الطير.
 
موسى صار فى صفاء الجوهر فى صفرة نهار خماسينى لا يرى القوم فيه أكفهم من ثقل الغبار، لكنه يمسح عينيه مليا ويبصر الطريق سالكة نحو أفق رحيب.



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز