عاجل
الخميس 13 نوفمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي
العائدون من سوريا

العائدون من سوريا

بقلم : طارق رضوان

نخوض حربا مقدسة لابد أن نستوعب ذلك جيدا.. حربا مقدسة لتحرير البلاد من خونة ومرتزقة لا يختلفون مطلقا عن العدو الإسرائيلى الصهيونى بل هم أشد قسوة وكرها وغدرا وخيانة فهم آخر الأمر يحملون الجنسية المصرية، كل يوم عمليات غدر تتم وكل يوم دماء وشهداء وكثير من الدموع، لكن النصر آت لا محالة وفى أتون تلك الحرب هناك عدو ظهرت بصماته، حقيقة الأمر كنا ننتظره وهو تنظيم العائدون من سوريا، النزوح إلى سوريا كان قد بدأ منذ أن اعتلى الإخوان الحكم فى مصر عندما اكتسحوا الانتخابات البرلمانية، وانتشار القواعد فى كثير من مفاصل الدولة ومع سخونة الأحداث فى سوريا فتح الإخوان الطريق إلى الجهاد فى سوريا لمناصرة المسلمين هناك ضد نظام بشار الأسد، فتح باب الجهاد فى سوريا لاقى ترحيبا كبيرا بين الشباب الإخوانى ممن يعتنقون الفكر العنيف فى محاربة الأنظمة، وقد كان حازم صلاح أبو إسماعيل هو أحد همزات الوصل بين العناصر الإخوانية وقيادات القاعدة التى تولت مهمة ادخالهم إلى الأراضى السورية وإلحاقهم بمعسكرات التدريب فى المناطق المختلفة، وبالتحديد مدينة حلب، وقد كان دخول الأراضى السورية يتم عن طريق الحدود التركية وهو الطريق الآمن والسهل للوصول إلى الأراضى السورية دون المرور على دول أخرى، فقد كانت الرحلة الجهادية تتم من القاهرة إلى مطار أسطنبول ثم الاتجاه عبر باصات للحدود السورية، والسفر للجهاد لم يكن عشوائيا بل كان الإخوان يقومون بعدة ترتيبات هامة قبل السفر كان أهمها هو إعادة تأهيل وتدريب الشاب الإخوانى على فنون القتال خصوصا فنون قتال حرب العصابات بجانب بعض فنون الاشتباكات بالأيدى واستخدام الأسلحة البيضاء، والتدريب كذلك على تصنيع المتفجرات بجانب بعض التدريبات البدنية العنيفة للتأهيل الجسمانى للشباب المسافر للجهاد، الطامة الكبرى هنا هم من كانوا يقومون بتدريب الشباب الإخوانى فى المعسكرات، فمنهم ضباط أمن مركزى أشرفوا بأنفسهم على تدريبات تلك المعسكرات، وكان أهمهم وأبرزهم ضابط برتبة رائد يدعى «ش-ف» بقطاع الأمن المركزى وهو الضابط الذى كان الإخوان حريصين على توليه حراسة وتأمين مكتب الإرشاد فى المقطم التدريبات، التى كان يشرف عليها، كانت تتم فى منطقتين هما معسكرات شباب فى مراكز شباب فى مدينة أكتوبر وفى الواحات التدريبات، كانت مكثفة ومركزة على أهم فنون حرب العصابات، وقد كان السيد الرائد يقوم بالاتفاق مع ضباط آخرين أصدقاء له ليشرفوا على عملية التدريبات وفور انهيار نظام الإخوان بعد ثورة 30 يونيو أحيل السيد الرائد إلى الاحتياط ومعه عدد غير قليل من الضباط ممن كانوا يساعدونه فى عمليات التدريب، والمؤسف أن بعض ضباط الداخلية لم يكن لهم دور فى التدريبات فقط بل كان هناك ضباط آخرون يقومون بمهام أخرى فى جمع المعلومات وآخرون سافروا بأنفسهم إلى هناك واشتركوا فى الحرب ضد النظام السورى، الضباط ممن كانوا على تعاون مع الإخوان وصلت رتبهم إلى درجة اللواء.. الكارثة الكبرى أن هناك ضباطا سافروا بالفعل إلى سوريا كالنقيب «س-س» بقسم أول مدينة نصر، فمنذ عامين تقريبا كان قد غادر البلاد ثم عاد منذ أيام جثة مقتولا فى أحدى الاشتباكات ما بين الجيش الحر وما بين الجيش السورى واستقبلت أسرته جسده فى تابوت، وفى الأيام الأخيرة قام التنظيم الدولى للإخوان بسحب العديد من كوادره للعودة إلى مصر للمشاركة فيما يسميه «الجهاد المسلح ضد النظام الانقلابى»، وبالفعل عاد أكثر من 300  عنصر تم إلقاء القبض على بعضهم بينما تمكن البعض الآخر من الهرب إلى شمال سيناء والانضمام إلى تنظيم «أنصار بيت المقدس» الذى يخوض حرباً مفتوحة ضد الدولة باستهداف منشآت أمنية من مديريات الأمن ومقار المخابرات العسكرية وكلها تحمل بصمات تنظيم «العائدون من سوريا» الذى تلقى أفراده خبرة هائلة فى العمليات القتالية واستهداف الجيوش النظامية والمقار الشرطية من خلال التدرب على استخدام جميع الأسلحة الثقيلة وتفخيخ السيارات ووضع القنابل، فضلاً عن تجنيد الأعضاء الجدد لاسيما فى أوساط الجامعات. كما أن محاولة اغتيال وزير الداخلية المصرى محمد إبراهيم تمت على أيدى عناصر من هذا التنظيم وكذلك اغتيال ضابط الأمن الوطنى محمد مبروك وقد كانت العديد من البيانات التى أعلن فيها تنظيم «بيت المقدس» مسئوليته عن عمليات نوعية تضمنت إشارة صريحة إلى أن من قام بالتنفيذ هم «أخوة لنا فى الجهاد عادوا من سوريا». التنظيم خطير وأهدافه كارثة على الأمة والحرب طويلة مادام هناك خونة.



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز