

محمد عبد الرحمن
معتز الدمرداش يهين مواطنة مصرية
بقلم : محمد عبد الرحمن
إذا كنت لم تشاهد فيديو لقاء مراسل برنامج مصر الجديدة مع السيدة "سامية" في شارع بمدينة نصر وتعليق معتز الدمرداش على كلام السيدة لطفا ستجده أولا أسفل هذا المقال، شاهده قبل استكمال القراءة .
إذا كنت قد شاهدت اللقاء بالفعل، فأنا أقصد ما جاء في العنوان، الإعلامي المحترم معتز الدمرداش الذي لم تكن السيدة تقصده هو بالأساس في كلامها الغاضب والواضح والصريح جدا مما يجري في بر مصر، هذا الإعلامي المحترم أهان الست سامية كمواطنة مصرية قررت أن تخرج ما في قلبها فقط عندما رأت كاميرا البرنامج تقف في الشارع، مع مراسل قدم أداء (ولا أسوأ على رأي شوبير) ولم يستوعب سريعا أن من حق المواطن أن لا يجيب على السؤال المطروح منه وأن يختار أن يتكلم من قلبه عن وضع عام سيئ لا عن حكم قضائي مثير للجدل.
كان المراسل يسأل عن رأي الشارع في حكم حظر حركة 6 أبريل، (زي كدة رأي الشارع في منع فيلم هيفاء ) مع أنه المفروض أن لا تعليق أصلا على أحكام القضاء كما يقول لنا معتز ورفاقه في برامج التوك شو كل يوم، المراسل الزميل سار على نهج ساندرا نشأت في فيلمها الشهير عن الدستور، نزل ليحصل على اجابات محددة، معظمها بالتأكيد تأييد الحظر من مواطنين "شافوا الويل فعلا في السنوات الثلاثة الأخيرة" ولا يهمهم التوقف عند التفاصيل ومدى منطقية الحكم وتأثيره لاحقا .
لكن ساندرا نشأت كان لديها فرصة المونتاج، فلم نشاهد إلا أغلبية ساحقة قالت نعم على عجالة، أما المراسل فكان ينقل لبرنامج مصر الجديدة على الهواء مباشرة، ومن سوء حظه وحسن حظنا أن رأينا على الشاشة أخيرا "مواطن مصري بيور" لازال نقيا لم يتلوث من أدخنة التوك شو المتصاعدة صباح ومساء كل يوم لتسمم عقول المصريين .
رسالة السيدة سامية كان من الممكن أن تنتهي في أقل من 3 دقائق، تقول كلمتها ضد الظلم الذي يعيشه الناس خصوصا الشباب وترحل، لكن المراسل بسوء تصرفه افترض أنها تهاجم البرنامج نفسه، وبدلا من أن يتدخل الدمرداش بخبرته لاحتواء السيدة ويشكرها على رأيها، رفضه كاملا، اعتبر نفسه الدكتور ابراهيم الفقي "الله يرحمه" ورفض رسالتها المأساوية المتشائمة، واعتبر أن تصريحها "الاعلاميون معظمهم كاذبون" موجهة له شخصيا، رغم أنه من البرامج القليلة في فضاء مصر التي لا تتورط في نشر الأكاذيب، قالت له السيدة أكثر من مرة "أنا بكلم المسئولين"، إذا السؤال "زعلت منها ليه يا أستاذ معتز" وما يثير الغيظ أكثر استخدامها لعبارة " كله يعمل في مجاله لبناء مصر الجديدة" أي المطلوب دائما الخروج من أي حوار أيا كان بعبارة تتماشي مع اسم البرنامج .
والأكثر غرابة أن الدمرادش "يمن" على السيدة، بأنها ظهرت على الشاشة وقالت رأيها بصراحة، وفي نفس الوقت غضب من رأيها، وهو وهي ونحن والمراسل يعلمون أنها لو كانت دردشت قليلا مع المراسل قبل الهواء وعرف اتجاه الكلام ربما اعتذر لها من البداية، أكلم الدمرداش باعتبارنا "ولاد كار" لا جمهور جالس امام الشاشة قد يصدق بسهولة أن طريق الست سامية ومن يؤمنون بما قالته مفتوح فعلا إلى مدينة الإنتاج الإعلامي.
والأنكى من كل ما سبق أن السيدة في النهاية بدأت تحول شكواها المطلقة لنموذج تناقشه برامج التوك شو في أوقات الاستقرار النادرة، لكن الدمرداش لم يهتم بما تقول على الاطلاق، تؤكد السيدة أن تلاميذها النابغين في العلوم يهاجرون "بدري بدري" ، يهاجر هؤلاء بعدما يجدوا دولة عاجزة لمدة عامين عن حل نزاع بين مدينة زويل وجامعة النيل، لكن معتز ورفاقه دورهم تغطية النزاع اخباريا ، دورهم تخصيص فقرة عن "لماذا يهرب العلماء للخارج" لكن دون أن يتطرقوا في دقيقة واحدة للنظام الذي يقف وراء كل ذلك، النظام الذي تجرأت الست سامية واشتكت منه كمواطنة مصرية لا تعد تحتمل مسكنات معتز الدمرادش ومصره الجديدة التي لا تأت أبدا.
الست سامية لا تحتاج لساعتين على الهواء في برنامج معتز الدمرداش على قناة الحياة 2، تحتاج لاعتذار واضح وصريح من الطريقة المهينة التي تعامل بها الدمرداش معها فقط لأنها فضفضت عن ما بداخلها بكلمتين .
كلمتين يا مصر ..يمكن هما أخر كلمتين .
رابط مداخلة السيدة سامية مع معتز الدمرداش
https://www.youtube.com/watch?v=pgWcJ107-y0&feature=youtu.be
يمكنكم التواصل مع الكاتب عبر تويتر
twitter.com/MhmdAbdelRahman