عاجل
الثلاثاء 5 أغسطس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
"مرسي"..أول الرؤساء الراشدين!!

"مرسي"..أول الرؤساء الراشدين!!

بقلم : عبدالجواد أبوكب

 



فجأة وبدون سابق انذار قررت جماعة الاخوان المسلمين ترقية رتبة رئيسها المعزول والمسجون الذي يحاكم حاليا بعشرات التهم أقلها المشاركة في قتل المتظاهرين وأكبرها الخيانة العظمي،وأطلقت عليه بعد نحو عشرة شهور من عزله شعبيا ورسميا لقب"أول الرؤساء الراشدين"،وسارعت الجماعة الي تدشين صفحة جديدة علي موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" بالوصف الجديد للرجل الذي بدا خلال الجلسات الأخيرة لمحاكمته غير متزن مثل جماعته قولا وفعلا.

 

ولا أعرف اذا كان المعزول"مرسي" هو أول الرؤساء الراشدين فمن هو الرئيس "النبي"الذي تلاه هو في الرشد وهل هو عظيمهم الكبير حسن البنا،أم أن الشطط جعلهم يرسمون المنصب مقارنة بالخلفاء الراشدين بعد الرسول محمد صلي الله عليه وسلم وهم الخلفاء الأربعة الأول الذين تعاقبوا على إمرة المسلمين بعد وفاته (أبوبكر وعمر وعثمان وعلي)، فيكون وفق الرؤية الاخوانية أبوبكر الصديق هو أول الخلفاء الراشدين وينقطع الزمان عن الحكماء حتي يأتي رجلهم"مرسي"ليكون أول الرؤساء الراشدين،ويبقي فقط أن يعلنوا أنه أحد المبشرين بالجنة مثلما كان الخلفاء الراشدون.

 

 

ورغم أن الرسول صلي الله عليه وسلم مات قبل قرون،ومع موته انقطع الوحي ولم يعد جبريل يؤدي هذه المهمة لأحد بعد المصطفي، لكن يبدو أن الاخوان لهم رأي آخر،ولو عدنا بالذاكرة قليلا الي الوراء سنجد أن الأخوة المعتصمين في رابعة العدوية سبقوا هذه  الحكاية بأمر جلل، وكان لهم رأي آخر وتحدثوا عن ظهور جبريل عليه السلام هناك وهو ما يعني أنهم كسروا القاعدة بعد أكثر من 14 قرن من التوقف،ليس هذا فقط بل رأي أحدهم رؤيا ضمت الرئيس المعزول الدكتور محمد مرسي والنبي محمد ،وقال صاحبها أن الصلاة حانت وهما معا فقدم الحاضرون الرسول صلي الله عليه وسلم،لكن المصطفي طلب من مرسي أن يتقدم لأنه الأحق بالإمامة...وهكذا تمتد الحكايات الروحانية الخارقة للمعتقدات والثوابت والتي لا تحدث الا في خيال الاخوان وقيادات التيار الاسلامي المتشدد.

 

والغريب أن أحدا منهم لم يستوعب الدرس المتمثل في أن هذا الكلام لم يعد مقنعات لجيل الشباب في الجماعة والذي اكتشف العقلاء فيه زيف دعاوي النضال والدفاع عن الدين وعدم الصراع علي مكاسب السياسة من قبل قيادات كانت وما زالت تدفع بهم ليكونوا وقودا لمعركة ضد الوطن الذي يعيشون فيه ولصالح أطراف أخري.

 

وحتي البسطاء الذين دفعوا ثمنا غاليا لتصديقهم خرافات الجماعة يتضاءل عدد المريدين منهم يوما بعد آخر خاصة في الصعيد الذي خدع فيه شخص مثل عاصم عبدالماجد مئات المسنيين بحجة التطوع للجهاد في "رابعة العدوية" لحماية الاسلام والمسلمين ،وعندما اشتدت رحي المواجهة هرب كالنساء تاركا خلفة من خدعهم وبعضهم لا يعرف أحد أين اختفي ولا أين ذهب به عبدالماجد منذ فض الاعتصام وحتي الآن.

 

ولن أتحدث هنا عن مشروع الأخونة،ومحاولات بيع مصر لتركيا وقطر ولكل ما يخدم مخطط التنظيم الدولي،ولا عن فساد قياد الجماعة ،ولا التغرير بشباب كان يمكن أن يكون مفيدا للوطن لولا إفساد عقله بحروب لم تكن تدور الا في عقل قاطني مقر المقطم وشارع متحف المنيل،ولن أتطرق الي المجموعة الاقتصادية  و"لوبي"رجال الأعمال الذي ما زال بعضه يعمل لصالح الجماعة حتي الآن متعاطفا معهم أو داعما للموقف القطري التركي الراعي الرسمي لها،ولا حتي عن الفساد الذي شاركوا فيه أو تستروا عليه، ولا عن أشياء كثيرة ليست محل حديثنا الآن.

 

سأكلمهم بالدين الذين يدعون احتكار الحديث بإسمه قائلا لهم،إن رسول الاسلام توفاه الله قبل 14 قرنا من الزمان ومع موته انقطع الوحي فلا تتحدثوا عن أشياء من قبيل الخرافات،والمبشرون بالجنة عشرة من الصحابة لم يكن من بينهم أبدا الرئيس المعزول محمد مرسي،لأنكم ببساطة شديدة تسيئون للاسلام والمسلمين وتذكروا دائما أن مرسي لم يكن رئيسا فعليا يوما،ولم يكن راشدا أبدا فأفيقوا من خرافاتكم يرحمكم الله.

 

  

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز