
عبدالجواد أبوكب
عبدالفتاح السيسي..اكتساااااااح
بقلم : عبدالجواد أبوكب
عندما أعلنت اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة الأسماء النهائية للمرشحين، واستقرت الأمور علي مرشحين اثنين هما المشير عبدالفتاح السيسي والسيد حمدين صباحي، بدت الصورة واضحة المعالم في فارق القوة بين المرشحين، وانطلقت الحملتان واهتم الزميل الصحفي حمدين صباحي بالاداء الاستعراضي علي حساب التوجه للمتحكمين في الكتل التصويتية، وانشغل مع حملته بالتحرك شمالا وجنوبا لكن حتي في هذه التحرك بقيت خطوته في عواصم المحافظات التي تخلو عادة من وجود كتل تصويتية واضحة المعالم، واعلاميا غلب علي حديثه شعارات ووعود صعبة التحقيق مثل اسقاط الديون البنكية، وعدم ازالة مخالفات الأراضي والحديث الذي يداعب أحلام البسطاء، علي أن مربعه الأخطر علي حملته تمثل في عدم وضوح رؤيته تجاه جماعة الإخوان وتعرضه للمرشح المنافس ومن يؤيدونه، ويحسب له تميز حملته في الدعاية والجانب الاعلامي ورد الفعل السريع تجاه الاحداث.
وفي المقابل بقي المرشح عبدالفتاح السيسي في مقر حملته لم يذهب إلي أي محافظة ولم يشهد مؤتمرات جماهيرية خارجه، لكنه علي الأرض وبلغة قواعد الانتخابات كان تحركه تجاه الكتل التصويتية نموذجيا، فقد التقي قيادات العائلات وشيوخ القبائل ورموز التحرك الشعبي في المحافظات وهو ما جعل كتلته التصويتية تتسع يوما بعد آخر ومع كل لقاء، واعلاميا التزام بالخطاب الشعبي البسيط المستقطب للفئات المختلفة وابرزها المرأة المصرية ، وكان قاطعا وحادا فيما يتعلق بملف الاخوان، كما أنه رفض منح القاعدة التصويتية أي وعود رخاء وحدد فترة عامين لإستقرار الأحوال وركز علي العمل وعلي العطاء لمصر وكان اداؤه اجمالا الأبرز والأكثر تميزا لدرجة أن التحرك الشعبي كان أفضل من حملته الرسمية التي عابها البطء وعدم اتقان الاداء الاعلامي وغياب سرعة رد الفعل.
واليوم جاء وقت الحصاد ومع الساعات الأولي للتصويت بدا واضحا التفاوت الكبير في نسبة التصويت بين المرشحين، وكان المشهد أمام اللجان كفيلا بتوضيح الصورة التي تصدر مشهدها الرئيسي المرأة المصرية الداعمة بقوة للمشير السيسي، وفي الصعيد لم يختلف الوضع كثيرا، ونفس الأمر في المحافظات ذات الكثافة التصويتية العالية مثل الدقهلية والمنوفية.
ووفق استطلاعات الرأي المبدئية لمعرفة المؤشرات غير الرسمية بدا أن الوضع يتجه لتكرار موقعة المغتربين المصريين في الخارج والتي فشلت فيها جماعة الإخوان في إفساد المشهد أو دعم السيد حمدين صباحي بالتصويت العقابي نكاية في المشير عبدالفتاح السيسي، وحتي السعودية وقطر وتركيا حيث معاقلهم الرئيسية انقلبت فيها الموازين وتفوق المشير.
ومع نهاية اليوم الأول للتصويت، وهذا التنظيم الكبير للحشد والتصويت العنقودي لصالح وزير الدفاع السابق من قبل الكتل الرئيسية الفاعلة للعائلات والقبائل الكبيرة، ومع فشل جماعة الإخوان في دعوات المقاطعة تأكد أن الأمور حسمت بشكل كبير علي الأرض لصالح المشير، ومع اصرار مؤيديه علي السير بنفس الاداء القوي في اليوم الثاني للتصويت لا يبقي سوي أن نقول لمصر مبروك عليها رئيسها الجديد قاهر الاخوان، ونسمع جملة"عبدالفتاح السيسي..اكتساااااااح.