عاجل
الثلاثاء 5 أغسطس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
لماذا دخلت مصر حرب اليمن؟

لماذا دخلت مصر حرب اليمن؟

بقلم : عبدالجواد أبوكب
لم يكن التصعيد الجاري في اليمن حاليا وليد لحظة راهنة لكنه كان نتيجة طبيعة  للعبث الايراني في جنوب الخليج العربي، وعلي عكس كثيرين أري ما يحدث من عمليات عسكرية خطوة  هامة تأخرت كثيرا ولو تمت منذ فترة لجنبتنا كثيرا من النتائج الكارثية للآداء الحوثي الغير متزن والذي يضرب بكل مفاهيم الأمن القومي العربي عرض الحائط ويضع اليمن في مهب ريح يعلم الله وحده كيف ستنتهي بها الأمور.
 
 
 وكان إعلان السعودية عن بدء عملية «عاصفة الحزم» في اليمن، والتي تستهدف مواقع الحوثيين، بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بعد دقائق من بيان خليجي مشترك جمع السعودية والإمارات والبحرين والكويت وقطر وتخلفت عنه عمان، تم من خلالها الإعلان عن استجابة خليجية لطلب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بحماية الشعب اليمني من ميلشيات الحوثي، علامة فارقة في التحرك العربي المشترك حيث تشارك عشر دول  في  العملية .
 
 
وقد دعا الرئيس اليمني في رسالته إلى قادة دول مجلس التعاون الخليجي، إلىتدخل لإنقاذ بلاده من ملشيات الحوثي، استناداً إلى مبدأ الدفاع عن النفس المنصوص عليه في المادة (51) من ميثاق الأمم المتحدة، واستناداً إلى ميثاق جامعة الدول العربية ومعاهدة الدفاع العربي المشترك، تقديم المساندة الفورية بكافة الوسائل والتدابير اللازمة بما في ذلك التدخل العسكري لحماية اليمن وشعبه من العدوان الحوثي المستمر وردع الهجوم المتوقع حدوثه في أي ساعة على مدينة عدن وبقية مناطق الجنوب، ومساعدة اليمن في مواجهة القاعدة وداعش.
 
ولابد أن يفهم الجميع أن المشكلة الحالية لا تعني السعودية فقط، بل تعني كل دول الجزيرة العربية، والبحر الأحمر، وخطوط الملاحة والتجارة الدولية المارة بمضيق باب المندب ورأس الرجاء الصالح وقناة السويس، وبالتالي فهي مشكلة للعالم كله، أمنيا وسياسيا واستراتيجيا، أخذا بالاعتبار تحول اليمن  لكتيبة عسكرية تتبع القاعدة والمعسكر الايراني بأطماع الفرس القديمة في المنطقة وجوارها.
وهذا الأمر اضافة للأطماع الغربية  أدي إلي تحول المنطقة العربية  إلي مسرح للعمليات العسكرية والتداخلات الدولية التي سيكون لنتائجها تأثير واسع يمتد لعقود طويلة، ولأن الخطر يطال مصر التي تعتبر أيضا أن أمن الخليج خط أحمر كان طبيعيا أن تسارع إلي إعلان موقفها  "العسكري والسياسي" الداعم  للعملية العسكرية  ضد جماعة الحوثيين اليمنية، مؤكدة أنها على تواصل مع الرياض من أجل بحث سبل المساهمة في العملية، دون أن تستبعد أن تصل الأمور إلى حد إرسال قوات عسكرية بريّة بحال تطلب الأمر ذلك.
 
 
وأن تقول في بيان للخارجية  إن مصر "تابعت بقلق بالغ على مدار الأسابيع الماضية التدهور الشديد في الأوضاع السياسية والأمنية في اليمن الشقيق.. وما شهدته من انقضاض على المؤسسات الشرعية وانتشار لأعمال العنف والإرهاب، الأمر الذى طالما أعلنت مصر رفضها الكامل له، وطالبت بالتنفيذ التام لمخرجات الحوار الوطني واحترام الشرعية."
 
 
والأهم هو اعلان أن التنسيق جار حاليا مع السعودية ودول الخليج "بشأن ترتيبات المشاركة بقوة جوية وبحرية مصرية، وقوة برية إذا ما لزم الأمر، في إطار عمل الائتلاف، وذلك دفاعا عن أمن واستقرار اليمن وحفاظا على وحدة أراضيه وصيانة لأمن الدول العربية الشقيقة."
 
 
وقد جاء ذلك بعد أيام على تأكيد مصر أن أمن دول الخليج "خط أحمر" بالنسبة لها، وجزء من أمنها القومي، دون تقديم مبررات آنذاك للبيان الذي تزامن مع تقدم جماعة الحوثي باتجاه مدينة تعز اليمنية، وتصاعد الأنباء عن إمكانية سيطرة الجماعة على مضيق المندب، الذي يشكل المعبر الوحيد للسفن التي تمر بقناة السويس.
 
 
ولم يكن الاعلان مجرد رأي دولة أو سياسة نظام، لكنه كان ترجمة لموجة شعبية ترفض الاقتراب من استقرار مملكة يعتبرها المصريون بلدهم الثاني، ومن هذا المنطلق نؤكد نحن مجددا علي حالة الاصطفاف العربي عسكريا وشعبيا واقتصاديا وحتي علي مستوي وسائل الاعلا التي ستظل كتيبتها داعمة ومساندة لكل تحرك يضمن استقرار الأوطان العربية ويؤمن العالم أجمع من شرور الارهاب ودواعشه.



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز