عاجل
الخميس 25 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي
عدالة البنائين

عدالة البنائين

بقلم : حسام طلعت

 



لقد احتار الكوكب الارضي فى امر شعب كلما حفروا من تحته ليسقط دفن هو فى هذا الحفر من اراد به السوء!!

شعب وحده يستطيع التغيير فقط حينما يريد ان يغير، يستطيع ان يبنى فقط حينما يريد البناء، شعب واحد لا فرق فيه بين فرد وآخر مهما كانت الاختلافات بينهما، اول فلاح كان منه، أول معلم، اول كاتب، اول موسيقى، اول طبيب، أول جندى، بل أول من رفع حجرا لبناء كان منه فنحن "البناؤون" الاصليون وإلا ما اتخذ بناؤوا هذه الايام من هرمنا رمزا لهم ..نعم نحن البناؤون.

لقد عزف الشعب ملحمته فى جمع اموال حفر قناته وجنب الوطن ذل السؤال بعدما قرر الرئيس ان يبيع الوطن.. للشعب!!

ليشترى لهم ولأبنائهم من بعدهم غدا افضل.

الشعب الذى نعول عليه جميعا ان يساعدنا على بناء الوطن بعدما اكتشف الجميع بلا ادنى شك انه بالفعل اقوى مافى الوطن.

لقد سبق وان طرحت فكرة بناء الوطن باموال الشعب على النحو الذى تم فى قناة السويس وما سوف يتلوها من مشاريع عملاقة وذلك فى مقالة بعنوان "غزوة الأفكار" واليوم اطرح فكرة اخرى لا اعتقد انها اقل اهمية عنها متمنيا من المولى عز وجل ان يوفقنى فى ان تصل هذه الفكرة أيضا الى مسامع صانع القرار وسأوجزها قدر المستطاع لانها بها الاف التفاصيل!!

لاشك ان العدالة الاجتماعية هو مطلب كل البشر فى كل العصور حتى فى عصر الفاروق سيدنا عمر بن الخطاب الذى قتله شخص يظن انه لم يحقق له العدالة الاجتماعية، وايضا فان العدالة الاجتماعية هى المحرك الاساسي لاحداث يناير 2011 وما تلاها الى يومنا هذا ولكن لم يتحرك احد لحل هذه المشكلة لما تحتاجه من اموال باهظة رغم اننا حتى لو ضاعفنا الرواتب عدة مرات فسوف تجد دائما من يشكو!!

البعض يعرف ان الحكومة تقوم بمشروع قومى لحصر الاشخاص ذوى الاعاقة، ولكن لم يذكر احد ماذا سوف ييستفيد من نقوم بحصرهم ومن اين سنأتى اصلا بالاموال التى نفيدهم بها؟!!

لم يراع احد ما يعانيه كبار السن ابائنا الذين نكافئهم على تربيتهم لنا باعادة تربيتهم انفسهم فى طوابير الخبز والتموين واستخراج التصاريح والاوراق الرسمية وحتى فى صرف الدواء حال مرضهم!!

لم يلتفت احد الى ان الافراد شديدى العوز من ابناء الوطن فى أمس الحاجة للاحساس بان الوطن بدأ بالفعل النظر اليهم بعين الاهتمام حتى لا يكونوا عرضة مرة اخرى للابتزاز بزجاجة من زيت الطعام!!

 ماذا لو انشأنا شركة حكومية "عملاقة" لتنفيذ العدالة الاجتماعية "عمليا" شركة لتوصيل الخدمات الى المنازل توصل للفقير والمريض وكبير السن مجانا بينما توصل نفس الخدمة لبقية الشعب بثمن معقول!!

هل سترفض عزيزى القارىء حينما يعرض عليك ان تأتيك المواد التموينية والخبز وانبوبة البوتاجاز الى منزلك دون عناء مقابل ثمن يسير نستخدم هذا المال فى خدمتك وخدمة المحتاجين فأنت تدفع المال للحصول على الخدمة وفى نفس الوقت انت تساهم فى توصيل نفس الخدمة مجانا الى المحتاجين "مجانا" تخيل كم الثواب حينما تساهم فى رفع العناء عن امرأة عجوز كانت تقف فى حر الصيف ساعات للحصول على الانبوبة أو رجل ذو اعاقة كان يعانى الامرين حتى يحمل المواد التموينية الى ابنائه أو رجل مسن يكاد يصيبه الاعياء من طابور الخبز المميت!!

ماذا لو اضفنا للمنظومة الصيدليات والمطاعم ومحلات السوبر ماركت وكافة المحلات التجارية التى ستنضم للمنظومة مقابل اشتراك شهرى منها لكى تحتفظ لنفسها بمكان داخل القائمة الامر الذى سيزيد من حجم مبيعاتها بشكل كبير جدا.

ماذا لو زرعنا بذرة التجارة الالكترونية فى المجتمع المصرى بمعنى ان تشترى اى شيء من الانترنت بينما تتكفل الشركة الحكومية بتوصيل المنتج الى حيث يسكن المستهلك!!

ماذا لو ادخلنا فى المنظومة الاعمال الحرفية "حداد، نجار، كهربائي، سباك،,,,,الخ" وفق معايير محددة ساعة السباك بكذا ساعة النجار بكذا...الخ كبداية لانشاء نقابات لهذه الحرف واخضاعهم لاحقا لمظلة التأمين الصحى والمعاشات الامر الذى سيعيد ترتيب حياة هذه الفئة المطحونة.

ماذا لو ادخلنا فى المنظومة المشاريع متناهية الصغر.."ارملة لا تمتلك من الدنيا سوى عدد يسير من الدجاج من الممكن ان تبيع بيض هذا الدجاج من خلال المنظومة، شاب لا يمتلك ما يبدأ به مشروع من الممكن بعد الخضوع للشروط الصحية ان يصنع فى منزله معملا بسيطا لانتاج لبن الزبادى يدخل به المنظومة ليصبح لديه صنعة ينفق منها على نفسه على الاقل،...الخ"

ماذا لو ادخلنا فى المنظومة ان يكون فى كل منطقة سكنية تناوب بين الاطباء "ممارس عام" بنظام الساعات يقوم الطبيب بالكشف عن المريض لو كان مقتدرا يدفع له و ان لم يكن دفعت الدولة للطبيب نيابة عنه!!

يشتكى الباعة المتجولون من بعد الساحات التى تخصصها لهم الدولة عن التجمعات السكنية بالمنظومة الجديدة لن يكون هناك حساب للمسافات!!

ماذا لو ادخلنا فى المنظومة استخراج الاوراق الرسمية من المنزل مقابل أجر باستخدام موظفين حكوميين يعملون فى داخل المنظومة!!

ماذا لو ادخلنا فى المنظومة ان يبيع الفلاح زرعه مباشرة من ارضه وذلك فى المدن الريفية وما اكثرها فى قلب الوطن!!

يشكو المجتمع كثيرا من مشكلة الدراجات البخارية التى لا تحمل لوحات معدنية فى الوقت الذى يعانى اصحابها انفسهم من البطالة فلماذا لا نفتح لهم الباب للعمل داخل هذه المنظومة شريطة ان يقوموا بتقنين اوضاع هذه الدراجات البخارية؟!!

ماذا لو ادمجنا فى منظومة التوصيل الصم من ابناء الوطن؟!!

ماذا لو استعنا فى مركز الاتصال وخدمة العملاء بالمكفوفين وذوى الاعاقة الحركية وقد اثبتوا براعة فى ذلك فى احدى شركات المحمول العاملة فىمصر حاليا؟!!!

لو عددت ما فى هذا المشروع من فوائد و قيم مضافة لن يكفينى مئات الصفحات من توفير للطاقة و تخفيف لحدة الازدحام المرورى واشاعة حالة الرضا بين المعدمين و غلق الباب امام من يتاجرون باوجاع الوطن و توفير الطاقات البشرية وتوظيف "الملايين" من ابناء الوطن دون ان تتحمل الدولة أية اعباء اضافية،

لقد تعلم الشعب ان يجتمع على البناء والآن جاء الوقت الذى يجتمع فيه الشعب ليفرد على نفسه "بيده" مظلة العدالة الاجتماعية.

الفكرة رزق...والتفكير هو سعيك لهذا الرزق!!

بعد الثورات يأتي الكفاح وقبل أن نعيد بناء الوطن نحن بحاجة لأن نعيد بناء الانسان......
نحتاج عصرا جديدا للعقل...!!

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز