هل يعيد التاريخ نفسه .. أم هي النهاية؟
بقلم : لواء أركان حرب/ جمال عمر
سؤال .. لابد وأن السنوات القادمة ستسطر إجابته المنتظرة .. والتي لابد وأنها سوف تحمل الكثير من سطور التاريخ المصري وربما الجغرافيا والتاريخ البشري حيث اعتادت مصر أن تكون صاحبة البصمات الواضحة والمؤثرة على العالم منذ فجر التاريخ وحتى يومنا هذا مهما كان مستواها وأحوال شعبها .
ولا شك أن هناك تشابه كبير وملفت ما بين ثورة يوليو 1952م التي نقترب من ذكراها وبين ثورة يونيو2013م خاصة في تسلسل الأحداث والنتائج التي ترتبت على كل منها مع الاحتفاظ بخصوصية وسمات عصر كل منها ، ولكن يظل التشابه كبيرا في الخطوط العريضة بينهما ، فكلا الثورتين كان لهما زعيما شعبيا أجمع عليه المصريون وبنفس نسب التأييد تقريبا حيث كان حجم المعارضين لعبد الناصر متمثلا في الإقطاعيين والمستفيدين من الملكية وبعض الأحزاب التابعة للقصر الملكي ونسبتهم تكاد تتطابق مع حجم المعارضين للسيسي من الإخوان وبعض السلفيين وبقايا فلول مبارك ونشطاء السبوبة مع احتفاظ السيسي بتميز التأييد الشعبي الإيجابي المتمثل في ملايين 30 يونيو التي لم يشهدها التاريخ البشري من قبل زمانا ومكانا .
وفي كلا الثورتين سعى الإخوان للاستنجاد بالغرب والجري وراء القوى الغربية خاصة أمريكا التي عينت مرشد الإخوان المستشار الهضيبي بعد حسن البنا وهو أحد أكبر رواد كازينو سامية جمال ونائبه سيد قطب قائد التنظيم الخاص ورئيس تحرير مجلة التاج الماسونية في حينه ، لتمكينهم أو إعادة تمكينهم ولو باحتلال مصر ومعهم بالقطع بعض الخونة والعملاء أو النشطاء حديثا ، كما لا يمكن أن ننسى حجم الحرائق والخراب الذي أضرم نيرانه الإخوان قبل وبعد ثورة يوليو 1952م والتشابه الكبير بينه وبين ما يكرر نفسه اليوم مع اختلاف الحجم والتوقيت والدعم الأمريكي والبريطاني والقطري والتركي والإيراني والذي نراه اليوم متناسبا مع فارق التقدم التكنولوجي والتاريخي والإعلامي بين الثورتين .
وفي كلا الثورتين شقت مصر عصا الطاعة للغرب وتمردت على الأطماع الغربية ثم التركية الحالمة بعودة الإمبراطورية العثمانية مع إضافة الأطماع الفارسية والحلم القطري الفاشل في التأثير في المنطقة العربية ولو بتدميرها لصالح قوى التقسيم والخراب الغربي الساعي لتطهير منطقة الشرق الأوسط ومهبط الأديان من غير اليهود بالتحالف مع امتدادهم التاريخي بالمسيحيين الكاثوليك في إطار منظمة الصهيونية العالمية تمهيدا لنزول المسيح ظاهريا أو المسيخ الدجال كحقيقة منتظرة كما تقول الأديان السماوية الثلاث ، وكان تمرد مصر في المرتين تعطيلا لمخطط الإعداد والتقسيم أزعج القوى الغربية بشدة جعلتها تضع زعيما الثورتين هدفا كبيرا وهاما للتصفية بأي ثمن مع اختلاف الوسائل والأساليب تبعا للتطور الزمني .
وفي كلا الثورتين اهتم كل من الزعيمين بمستقبل مصر وعمل منذ اليوم الأول على إنجاز لعدد من المشروعات الكبرى التي يمتد أثرها لعقود وربما قرون ، فعبد الناصر ترك خلفه السد العالي وعدد كبيرا من المصانع والسيسي اليوم يقتحم عدد هائلا من المشروعات الكبيرة وبنيتها الأساسية والتي تحاول القوى المعادية له التهوين والتقليل من شأنها وإشاعة الأكاذيب عنها على رأسها قناة السويس ومحطات الطاقة النووية واستزراع ملايين الأفدنة وتشغيل أكثر من ألف مصنع وملايين الشباب مع الاهتمام الواضح والأمين بالارتقاء بالخدمات والقطاعات والمؤسسات الخدمية التي تؤثر مباشرة على حياة المواطن ومستقبله ، مع الفارق الكبير بين حجم التحديات التي يعاني منها السيسي والتي على رأسها التدني الخطير في مستويات الاستجابة وردود الأفعال والأخلاقيات المصرية بل وبعض القوى الداخلية المعوقة والمبنية على حجم التأثير الإعلامي الفاسد والعميل والموجه بدقة ومدى واسع وسريع الانتشار .
ويبقى أبرز الاختلافات في وضوح وعلانية العداء الانجليزي والفرنسي والإسرائيلي في زمن عبد الناصر والذي يقابله التنطع والمكر والخداع الفاشل للعداء الأمريكي والغربي المتخفي وراء القناع الإخواني والجهاديين داخليا والمؤيد والمدعوم بالتركي والقطري والإيراني وداعش خارجيا ، ولعل الاتجاه المصري في عهد عبد الناصر للمعسكر الشرقي بزعامة روسيا يختلف كثيرا عن التقارب الحادث حاليا لنفس القوى تقريبا ، فمصر يومها كانت تكاد تكون بلا قوى عسكرية مصنفة عالميا ، ولكنها اليوم قوى لا يستهان بها استطاعت أن توقف بل ودمرت مسلسل التقسيم الغربي للشرق الأوسط بل ويمكنها اليوم التأثير بقوة في خريطة الشرق الأوسط الجديد وهو ما يزعج الجانب الإسرائيلي بشدة بل ويؤرق أحلامها في المنطقة ويهددها ، بل أصبحت مصر مصدرا للردع الاستراتيجي السلبي للقوى الغربية وهو ما كان أبرز نتائج دراسات مراكز الدراسات الإستراتيجية الغربية خاصة مركز استانفورد التابع للمخابرات الأمريكية وهو ما دفع البنتاجون ليصدر توصياته للإدارة الأمريكية بتحسين العلاقات ومحاولة عدم خسارة مصر كحليف استراتيجي ولو بالتضحية بالإسلاميين كحليف فاشل وورقة محروقة على طاولة الرهان الغربي .
ولعل الوقت مبكرا لنعرف مدى التطابق ما بين نتائج الثورتين وإن كان تسارع الأحداث وتقارب الزمن في ظل التقدم والتطور التكنولوجي الخطير أصبح أكثر سرعة مما نتخيل ، ولكن تظل فوارق التطابق الرئيسية واضحة والتي من أهمها الأسلوب المخابراتي التي تدار به استراتيجيات القيادة المصرية والذي ما زال يحير أمريكا وإسرائيل وحلفاءهم ويجعلهم في غالبية الأحداث أصحاب ردود أفعال بل ويدير دفة غالبية التأييد الغربي في اتجاه مصالحهم مع مصر ، ثم الفارق الذي لا يمكن التغافل عنه وهو الثأر المبيت بين أمريكا والدب الروسي القادم بسرعة وقوة لا يستهان بها والتي بدأ صراعه مع القوى الغربية على الساحة الأوربية في جورجيا وأوكرانيا وخطوط البترول الأوربية منذ سنوات ويقف كحجر عثرة في طريق الأطماع الأمريكية والذي يسعى بإصرار لإسقاط الإمبراطورية الأمريكية في غضون سنوات أو على الأقل يعيد التوازن العسكري والاستراتيجي للعالم .
ولعلنا .. حقيقة لا ندري هل تضحي الماسونية العالمية والتي جاءت كنتيجة تاريخية لتطور الكابالا ثم فرسان المعبد وأخير الماسونية ورمزها التاريخي (إسرائيل) برجل الشرطة العالمي المتمثل في أمريكا حاليا لتسقط الإمبراطورية الأمريكية لو استطاعت إيجاد البديل أيا كان نوعه وجنسيته ، وهو ما يدور ترتيبه حاليا في الخفاء أو ربما يكتفى بالتضحية بالإدارة الأمريكية الحالية بزعامة (أوباما) في سبيل استكمال مسلسل السيطرة على العالم لصالح (لوسيفر) تنفيذا للعهد الأبدي الذي قطعه إبليس على نقسه (فبعزتك لأغوينهم أجمعين) ، خاصة لو أدركنا جميعا أننا نقترب بسرعة من نهاية العالم والتي تهاجمنا علاماتها المتنوعة والمختلفة سواء من النبوءات أو تقارير ناسا الكونية العلمية المتفاوتة .
أخيرا .. ربما يكون هذا بعضا من تخيلات أو تكهنات ولكنها تحمل كثيرا من دلائل صدقها خاصة وأن كثيرا من أجهزة المخابرات وعلى رأسها الأمريكية تؤكد صدقها وتسعى جاهدة لإيقاف التطور الطبيعي للتاريخ طبقا للنبوءات التي يؤمنون بها ، بل ويتابع تسلسلها مستشارو الأمن القومي الأمريكي وعلى رأسهم (جون هيج) والذي حذر من السيسي وأوصى بضرورة وحتمية تصفيته لإيقاف تحقق نبوءة سقوط أمريكا في غضون سنوات قليلة قادمة .. والله أعلى وأعلم ،،
















