عاجل
الأربعاء 6 أغسطس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
سالى نفسها تلبس فستان منفوش
بقلم
رشا بكر

سالى نفسها تلبس فستان منفوش

بقلم : رشا بكر

سالى بنت هادية ومؤدبة جداً .. كانت بتردى "حجاب" وقررت تغير "استايلها" وتخلعه سالى عارفة إن الحجاب فرض ،، بس وجهة نظرها أن هى من حقها الإختيار إذا كانت تنفذ الفرض ده أوما تنفذوش بدون ما تتغصب عليه .. وإن دى بقا حاجة بينها وبين ربنا وهى حرة فيها .




سالى نفسها تلبس فستان منفوش طوله متوسط زى مثلاً اللى كانت بترتديه بطلات الستينات زى فاتن حمامة وسعاد حسنى ونادية لطفى وغيرهم ،، سالى شايفة إن الفستان بيعبر عن شخصيتها وأنوثتها وأنه أحسن مليون مرة من البنطلون اللى بيخليها مسترجلة ،، سالى نفسها تكون أنثى بجد ما تحسش إنها عار متتخنقش من أنوثتها موش عاوزة تعيش جوه سجن فرضه عليها مجتمع بيحكم بمظاهر بتحولها لمسخ أو أرجوز .

سالى فعلا راحت فصلت فستان منفوش وقررت ما تنزلش بالحجاب وإتحدت وإتشجعت ونزلت الشارع بالفستان .. ومشيت على رجلها لأنها ماعندهاش عربية .. الشارع كله بصلها بإندهاش وصدمة ولما بعدت أكتر بدء الشباب يعكسوها وبعدين طاروها وبعدين شادوها من فستانها "ايه مزة الحلاوة دى" !!

سالى اتقهرت لأن طبعا اللى حصلها ده إعتداء رغم إنها كانت متوقعة حدوثه بس استجمعت قوتها ومسحت وشها اللى كله دموع وكملت مشوارها .. وهى بتسأل نفسها طيب ليه المجتمع بيعمل كده فى بنت كل طموحها إنها تلبس فستان يحسسها إنها أُنثى بجد ..؟!  وليه يكون جزائها الإعتداء والتحرش _ولو ان ماحدش سلم منه_ .. بنت كل همهما فى الحياة إن متلاقيش حد حاشر مناخيره جواها وحبسها وواخد باله من لبسها وتصرفتها لأنها موش بتعمل حاجة غلط من الأساس فتتهاجم وتلاقى حواجز خرسانية زى (ما تلبسيش ما تخرجيش ما تتكلميش ما تعرفيش ما تفكريش ما انتى اللى غلطانة ما انتى اللى جايباه لورحك ...الخ وموش هقفل القوس .

سالى نفسها ان لما ييجى شاب يتعرف عليها بغرض الإرتباط  يكون فى شهامة شكرى سرحان وجدعنة رشدى اباظة وشياكة عمر الشريف وجنتلة حليم  ،، موش تلاقى واحد ناكش شعره ومسقط بنطلونه وفاقد لإحساس الرجولة يقولها بمياصة يا بيبى أو واحد تانى بعقلية ذكورية مترهل وبكرش يشرب الكولا و "يتكرع" فى وشها وكل كلامه معاها أن النساء ناقصات عقل ودين .

سالى دكتورة نفسها تلاقى شريك حياة يساعدها فى مشوارها ويتباها بيها وبنجاحتها موش يهرب من قدمها أول ما يعرف إنها أعلى منه فى المستوى العلمى لإنه بيعانى من عقد النقص والإحساس بالتقزم .

 

سالى مؤمنه إن الدين جواها وربنا فى قلبها موش لازم تعبر عن ده فى لبسها وهى موش بتنتقد حد لابس حاجة تخالف قناعتها بس بتتمنى إن زميلاتها فى الشغل يسبوها فى حالها .. ويبطلو انتقاد فيها وفى لبسها ونظرتهم اللى زى الرصاص وكلامهم اللى زى السم والذى لا يخلو من الإضطهاد عشان هى بتخالف السائد العام وبحجة إنها بتخالف الدين وتخوفها من إن هيطلع عليها سمعة زى الزفت !
 
سالى بنت حرة وشجاعة موش متحررة ما بتمشيش تضحك فى الشارع بصوت عالى ولا بتعمل عمايل بعض البنات اللى عيارها فلت الايام دى ،، ولا ليها فى نظام الشلل وهاى يا بيبى


سالى نفسها يبقا مافيش تمييز بين بنت مسلمة ولا مسحية ولا يهودية لأن كلنا أبناء وطن واحد وماهياش عاوز تحس بالانقسام والتمييز .
 نفسها لما تركب المترو الستات ما يقعدوش "يتأمزو" عليها ويبصولها من فوق لتحت ويضايقوها فى عربية السيدات ولا الرجالة يتحرشو بيها فى العربيات التانية


سالى موش عاوزة تحس إن المجتمع بيحتقرها ويقلل منها لمجرد انها مختلفة وبيحكم عليها بنظرة سطحية وتوصل لمرحلة إنها تكره المجتمع كله وبالتالى وتتمنى بساط الريح اللى يشلها ويحدفها على ارض بعيدة غير البلد دى او اله الزمن اللى ترجعها لزمن الخمسينات .


سالى شايفة إنها أنثى بيرغمها المجتمع إنها تكون خنثى بيقهرها جوه روحها بتغيرات وحجج وثقافة فرضها عليها من غير أى سابق إنذار ..ودعمها التقليد والعجز  .. سالى إنسانة صريحة ومحترمة نفسها تعيش حرة والناس تتعامل معاها بإحترام لشخصها موش تتعامل معاها على أساس لبسها .

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز