

رشا بكر
عزيزى النطع
بقلم : رشا بكر
قانون الانتقاء الطبيعي بيقول إن الأنثى تختار من بين الذكر الأقوى، بينما الذكر فيختار من بين الإناث الأجمل، لكن رتم الحياة السريعة لخبطت القانون ده، وأصبح قانون انتقاء البني آدم مختلف، تمام زى ما كانت الناس متعودة تنام بالليل وتصحى بالنهار والآية انعكست في العقدين الأخيرين، يعنى الجمال دلوقتي أصبح سهل تصنيعه، والقوة أصبحت عبارة عن شوية كبسولات وبراشيم، والشهامة أصبح سهل تمثيلها و تقمصها، والهدف الوصول لغاية واحدة هى إيه؟! مستعجلش هتعرف دلوقتي..
طيب ندخل في الموضوع؛ الآقي واحد بيسأل تقصدى إيه بقانون انتقاء والأقوى والأجمل ؟
إنتي تقصدي إن الراجل بيتجوز عشان الجنس؟
أجاوبه بكل شجاعة وأريحية
- أيوه
واللي هيقول أو يتظاهر بغير كده هاقول له: خُد .. نفس عميق وغمض عينيك كده وخليك في لحظة صراحة مع نفسك ها؟!! إيه؟
اتأكدت؟ فتّح عينك بقا، خلاص كفاية كده، إنت هتنام لنا هنا فى المقال ولا إيه؟
عرفت إن إنت بتضحك على نفسك أو على الاقل بتتجمل لو انت بتنكر الحقيقة دى . على فكرة ده مطلب طبيعى ومُلِحّ وموش عيب أبداً، يعني ما هو انت موش ملاك يا سيدنا الأفندى؟
واحد تانى ناصح يقوللي: ليه، إذا كان على موضوع الجنس فهناك طريق اخرى غير الجواز و موجودة بوفرة...
أقول له برضو بتضحك على نفسك، لأنك في مجتمع شرقي لو لم ممنعتكش حرمانية الفعل ده، هتمنعك تقاليد المجتمع، هيمنعك ضميرك أو على الاقل هتخاف على نفسك من العدوى بالأمراض الجنسية ، وليه تدفع فلوس مع كل لقاء أما ممكن تاخد اشتراك لمدة سنة أو اتنين أو تلاتة أو العمر كله بما لا يخالف شرع الله عن طريق الجواز.
طيب نجيب الحوار من الأول واللي هنتكلم فيه عن الشاب المدلل، أو بالأحرى "المدلدل" لأهله طبعا (النانوس اللي مافيش زيه اتنين) بيخلص الجامعة وهو مصاحب، وبيعيش مع صاحبته أيام وردية، ييجي يُصدم بالواقع، وعشان هو مدّلع حبتشين يحس إن كل اللي بيعمله في شغله موش كفاية، نفسه يطير من الصفر للمليون في نقلة واحدة "ياختي عليه وعلى طموحاته" وفي نفس الوقت عاوز يلتهم أكبر قدر من متع الدنيا، خمرا ونساء... طب والفترة اللى بعد كده!؟
يبدأ بقى زن الأهل؛ صاحبك حسام اتجوز وكمان أحمد وسيد وعمرو وإبراهيم والمضروب على صرصور ودنه وأنت بقا حاطط عينك على مين؟ ، ولما يعدّي الثلاثين يبدأ بقى تشوب حوله الشبوهات، ده فلاتي أو ممكن يتهموه بحاجة أبشع!...
هو عارف في قرارة نفسه إنه "عيل نيّ" موش هيسد في تَحَمُل المسؤولية ولا شيل هم مصاريف ولا بتاع، يبدأ يفكر جديًا فى الجواز وتعجبه الفكرة وتكبر في دماغه وتلاقيه بيدور على بنت الحلال، وبعد ما يلاقى اللي عليها العين ومواصفتها إنها تكون مطيعة لأهله، وليّه، وهادية موش زنانة وأهم حاجة طلباتها موش كتير وكمان موظفة عشان الحياة مشاركة وكدهون... فيبدأ يقوم بجولاته وصولاته ويحوم حواليها بقى، وتبدأ استعراضات الأكروبات في السيرك اللي بيصنعه للبنت الضحية ويمثل فيه دور المهرج مرة، والشجيع مروّض الأسود مرة، ويمشي على الحبل ويطلع كتكوت من ودنه كمان، يقرب من البنت من هنا ويدخل عليها بمواقف الشهامة والرجولة والجدعنة ويلف دماغها ويحسسها إنه كيوت اللى كل البنات لما بيشوفوه بيصرخو "ياااالى"وانه بقا حسّاس أوي أوي ومايقولهاش غير يا بيبى (يا سلام عليك يا بنى.. فرفور أوى والله) وده برضو ما يمنعش إنه يدّعي القوة والجسارة كلامياً بس، وإنه هيبقى( كبير الدهاشنة) لو حد اتعرض لها، مع إنه واقعيًا لو واد (سرسجى بمطوة) طلع عليهم بالليل في حته مقطوعة هيسبها ويجري ومافيش مانع برضو لو خالاها تاخد عليه وتهزر معاه بطرق جريئة أو موش لطيفة على أساس إنه يحسسها بإنها المسيطرة والمدّلعة وصاحبة الأمر والنهي وأهله هيشيولوها فوق فوق راسهم من فوق، أومال إيه "مهو الشيء لزوم الشيء" وهما مخطوبين تقف قدام البياع وتيجي تطلع فلوس من جيبها يبرقلها بعينيه ويقولّها: انتي موش معاكي راجل ولا إيه،..
بعد الجواز بقى، الأية بتنعكس تمامًا وتتحول لـ "ما تدفعي انتي يا اختي، ما انتى بشتغلي وعلى قلبك قد كده.." الحقيقة إن الشاب من النوع ده كان عايش فى وسط أهله اللي غالبًا مدلعينه، حياته زي الفُل ما بينقصهاش غير الجنس، المهم الجوازة تتم وألف ألف مبروك وبوسة ونغمض ويلا.. على رأي سعاد حسنى
وينتهى أسبوع العسل وتبدأ بقى سنين العذاب والزفت ... واحد بعد ما استمتع وحصل على هدفه المنشود وأصبحت البنت مضمونة وتحت إمرته ورغبته في أى وقت لدرجة إنها بعد أشهر من الجواز أو أقل بتكون زى الفيلم المحروق اللي اتهرس من كتر الفرجة عليه، ويبدأ الملل والخنقة ويبقى معاها وهو بيفكر فى عشر بنات وخمس ستات عرفهم من ع النت ولما تسخن أحاسيس العاطفة يولعلها البوتجاز ويقعد يقلب فى ذكرياته (بكبشة) يفتكر صاحبته أيام الجامعة وحبيبة قلبه وازاى كانوا بيبقوا مبسوطين مع بعض وإنّ كان قدامهم ستين حاجز يمنعهم من الجواز، ممكن يكون السبب إنه ما يتجوزش واحدة كان ماشي معاها أو واخد منها حاجة أو إن أهلها اللي رفضوه لعدم أهليته تجاه مسؤولية الجواز، أو إنهم حسسوه بعجزه لأنه فقير رغم إن الفقر موش عيب ويقعد يردد جوه نفسه: "أنا فقير وأنا كحيان، أنا لازم أبقى غني.. غني" أو إنها تكون هجرته وفضّلت عليه راجل تاني أو إن أهله كانوا رافضين ساعتها جوازه من الأساس، أو ما كنش في دماغه الجواز أصلاً...
وبعد ما يخلّص تقليب، يضرب بكبشته إناء ذكرياته بخبطتين ويطفي النار ويبص لمراته من فوق لتحت ويتنهد يحس بالاحباط "بوز الفقر" ويعمُّ انعدام تام للرضا.
الراجل موش مبسوط، ما تجوزش واحدة تليق بمقام معاليه، دلوقتي ما بقتش عجباه وإنه بقى عامل زي الثور في الساقية بيشتغل وبيصرف على واحدة طالعاله زي الأتب وعيل مفعوص ملزم كل يوم وهو جاى من شغله إنه يجبله بامبرز وزبادى ، في نظير إن حياته قبل الجواز كانت سهلة وما فيهاش أي مسؤوليات...
فيبدأ يفكر ويقول لنفسه طب موش كفاية كده واخلع بقى؟ المشكلة هنا في البنت اللي قاعدة تحلم بفارس الأحلام اللي يحن ويطبطب ويدلع ويكون سند لها.. وتتصدم بواقع تانى مُحبط، واحد عديم المسؤولية كان عايش دور العنترية قبل الجواز وأتحول لدور النطاعة بعده... وتبص تلاقي نفسها عايشة مع شخص قاعد يبكّت فيها نهار اليوم وليله وموش عاجبه حاجة، أو ما يبصلهاش خالص، اتكالى؛ عاوزها هي اللي تعمل كل حاجة، تصرف على البيت وعليه وتتحمل مسؤولية الجواز المفروضة على الرجل، وهو يصرف مرتبه على الفُسح مع أصحابه وعلى أخواته اللي بيستغلوه، أو إنه بيحوش لتحقيق هدف أكبر في حياته الشخصية وغالبًا ما بيكون سر، وممكن يبقى شخص مهمل حتى فى نفسه وما عندهوش شعور ولا هدف ولا طموح، أحمق يدقق فى كل حاجة بعشوائية وبيتصيد الأخطاء ولو بسيطة لو أكلة باظت ولا شاطت ولا مراته نامت من غير ما تحط البامية فى التلاجة ولا حكاكة قعر الحلة حمضت يعمل عليهم خناقة وحوار وقِصّة وزعيقهُ يجيب لآخر الشارع ده غير زنه المتصل فى طلباته وفاضي لمراته كقاضي متسلط ورخم وعديم المعرفة وممل ومدب بيرمى ألفاظ زى الدبش سواء لها أو لضيوفها ـ المهم أهله وضيوفه يتشالوا من على الارض شيل ـ وموش مهم المكان اللى بيقول فيه كلامه الدبش، يعني ممكن يضربها قدام أي حد وفي أي مكان، يشتمها وهى ماشية معاه فى الشارع وقدام أي حد برضو عادي جدًا...
دي بعض مواصفات الشخص المهزوز وضعيف الشخصية ما يعرفش ياخد قرار فى حياته وحياة بيته وزوجته من نفسه، بتاع أمه وأخته ماعندوش أى قدرة على الابتكار، مشاريعة دائماً فاشلة، وأى حد ممكن يوديه ويجيبه عادى خالص، أو إنه يكون كداب وماعندوش مبدأ، يقول حاجة ويعمل عكسها وبيحب يتمنظر ويتفشخر على ولا شيء، بخيل وأناني وطماع وعينه زايغة...
دي كلها أشكال وأنماط صفات الرجل اللي ما بيتحملش مسؤولية فتستحيل معاه العيشة (ما يتعاشرش..) طب إيه الحل بالنسبالة لو مراته انتقدته أو حاولت تصلّح منه؟ الدنيا تقوم ما تقعدش ويروح يعيط لأهله اللى هو عندهم فشرعباس العقاد فى زمانة، ابنهم ده نسمة يتحط على الجرح يطيب، هى كانت تطول النشفة المعصعصة دى ضفره؟!! وتبدأ اسطونات وموشحات النفخ اللى مجملها "سيبك منها وارميها لامها وهنجوزك ست ستها" موشحات بتتعامل مع البنت وكأنها منديل كلينكس اتاخد من علبته واستُعمل وحان وقت التخلص منه
أهل البنت بيزهقوا من كثرة من كتر الشكاوي والضغط العصبى والعذاب اللي بنتهم عايشة فيه وبعد تدخلات كتيرة لحل المشاكل ومحاولات الإصلاح عشان المركب تمشي، تلاقيه بيزيد ويزود تسلطة وعنجهية واستعباد للبنت الضعيفة وممارستة القهرعليها والتعالي على أهلها، وهنا ما بيكونش في حل تاني غير الطلاق لأنهم كده كده متحملين مسؤوليتها قبل الجواز وبعده، فعدمه بيكون أحسن بدلاً من وجع القلب وشقلبة الدماغ دي.
الحقيقة إن الرجل من النوع ده نموذج سيء ومكرر في مجتمعنا، يكذب على نفسه من الأول في الحقيقة وبيبني مستقبله على كذبة ووهم، ده رجل بيدور على الطلاق من قبل ما يتجوز فاكر إن الحياة كلها مُتَّع وتفاح سهل الجني وإن المطلوب منه بس يقعد زي عمدة كفر المقاطيع وتحت رجله الجارية اللى بتعمل عشانه كل حاجة والمفروض يكون رد أهلها على إهانته لبنتهم (العفو يا فندم إحنا نطول لما تهزقنا.. ده إحنا محسيبك)
بعد الطلاق؛ وهي إنه بيكتشف حقيقة نفسه، بإنه لا قد مسؤولية جواز ولا خلفة ولا مستقبل ولا أي هري مما سبق، العجيب بقى إنه تلاقيه بيدور على الجواز تاني، بنفس الكلاكيع اللي فيه بدون علاج، والمشكلة فى المجتمع المغفل اللى بيصدقه وهو بيمثل وعايش دور المظلوم والضحية (يا حراام) وإن البنت هي اللي كانت نكدية وأهلها سوء ومابتشبعش فلوس، وتلاقيهم في الحقيقة هما اللي كانوا بيصرفوا عليها وعليه لا موش بس كده ده اللى حواليه كمان بيمدحوه وبيقنعوه إنها هي اللي خسرانة لحد ما بيكرر فشله مرة تانية مع زوجة جديدة وبشكل أبشع..
سؤال أخير عزيزى النطع لما إنت موش مؤهل تشيل مسؤولية روحك بتروح تتجوز ليه؟