عاجل
الأربعاء 6 أغسطس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
العدوان الثنائي علي مصر

العدوان الثنائي علي مصر

بقلم : عبدالجواد أبوكب

بينما كان الرئيس السيسي يستهل  زيارته لها، لم يكن من قبيل الصدفة أن تسارع المملكة المتحدة إلي الإعلان بأن حادث سقوط الطائرة الروسية في سيناء عقب مغادرتها مطار شرم الشيخ  كان نتيجة قنبلة زرعها تنظيم داعش الارهابي داخل الطائرة.




ولم يكن من قبيل الصدفة أيضا أن يتزامن ذلك مع إعلان سريع بدا منسقا من قبل الادارة الامريكية وعلي لسان أكثر من مسئول أبرزهم الرئيس أوباما نفسه الذي استپق نتيجة التحقيقات وأكد سقوط الطائرة عمدا علي يد تنظيم داعش.


وكان يمكن لتلك التصريحات أن تمر دون أن يكون لها سند يشير لكونها مؤامرة كاملة التفاصيل علي مصر، لولا حقيقتين، الأولي أن التحقيقات الرسمية والتي يباشرها الجانب المصري بمتابعة روسية لم تنتهي بعد، والثانية أن الدولتين( انجلترا وامريكا) بدأتا في سحب السائحين في مصر من شرم الشيخ بشكل مرتب بدا عليه التنسيق حيث فعلته أمريكا الأقل تواجدا بشكل ناعم وغير معلن، بينما تعمدت المملكة المتحدة أن يصاحب الأمر ضجة عالمية لاحراج مصر.


وبدأت هذه الضجة بالإعلان عن إجلاء وليس سحب السائحين، والاجلاء هنا لغة تستخدم في الحروب والحالات الحرجة للأوضاع، وهو مالا ينطبق علي الوضع في شرم الشيخ، مرورا بالأزمة الدبلوماسية المفتعلة والتي روج لها الجانب الانجليزي إعلاميا بدعوي أن مصر تعيق عملية عودة السائحين الانجليز لبلادهم، وانتهاء بتعاملها الخشن مع الأزمة التي صنعتها من الأساس.
 
وتطورت الأحداث بشكل دراماتيكي، وبات الوضع محرجا للدول الأخري التي صورت وكأنها لا تخشي علي سلامة مواطنيها، فأعلن عدد منها امتناعه عن تسيير الطائرات فوق شبه جزيرة سيناء، وزاد الحرج علي روسيا فخضع بوتين لقرار الكرملين وتم تعليق الرحلات الروسية إلي مصر مع سحب السائحين الروس من شرم الشيخ.


وبغض النظر عن نتيجة التحقيقات في قضية سقوط الطائرة الروسية بسيناء فإن الأفعال علي أرض الواقع تجاوزت كل النتائج والاحتمالات، ويبقي السؤال الأهم: ماذا يحدث بالضبط؟


وهنا تأتي الاجابة الواضحة من مربع اليقين لأي متابع منصف: إنه العدوان الثنائي علي مصر، فالنيتة مبيتة، والتدبير واضح، وقرار الحرب صار واقعا ينفذ بلا هوادة وأيا كان الضحايا، والثابت في الحرب الانجليزية الأمريكية علي مصر أن الدولتين والحلفاء التابعين لا تروقهم فكرة مصر المستقلة التي تحاول الاعتماد علي نفسها، ومسألة التقارب بين القاهرة وكل من موسكو وبكين باتت مزعجة جدا لهم، ولا أن تصبح روسيا صاحبة اليد العليا في الحرب السورية وأن تتحول للاعب رئيسي في الشرق الأوسط، بعد انتصار كبير في أزمة أوكرانيا علي الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في أوروبا، ولذلك تم التعامل مع التقارب المصري الروسي بإعتباره انتقالا واضحا إلي جانب العدو.


والمتابعة الكاملة للسيناريو الذي ينفذ الآن بحق مصر من قبل أي محايد سيكشف عن أن البلد الأكبر والأقوي في الشرق الأوسط لا يريد لها الكبار أن تنهض وتقاوم فكر التقسيم الشامل للمنطقة وتدمير قواتها المسلحة، بعد أن نجحوا في تصفية الجيشين السوري والعراقي دون عناء، ليبقي الجيش المصري مصدر الازعاج الكبير لهم، واذا أضفنا لذلك القوة العربية المشتركة التي تحالفت تحت عنوان"عاصفة الحزم" لتصحح الأوضاع في اليمن بمشاركة مصر وقيادة السعودية مثلت أيضا مشكلة حقيقية، اذ أوضحت وللمرة الأولي منذ زمن طويل أن العرب في الصورة، وأنهم قادرون علي التعاون والفعل حتي في اليمن، تلك المنطقة التي ظلت حكرا علي التواجد الامريكي والايراني في السنوات الأخيرة.


ودون استرسال في سرد الوقائع في جوانب أخري تؤكد ما نطرحه يبقي أن يتأكد أبناء مصر ومحبيها من أن نظرية المؤامرة لم تعد هاجسا يتملكنا كما كنا نظن، لكنه أصبح واقعا نعيس تفاصيل مأساته، فاحترسوا ولا تسقطوا في الفخ، لأن الهدف مصر وأهلها...حفظ الله مصر وشعبها، ورد كيد الظالمين.
 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز