
عبدالجواد أبوكب
الجد والفارس إلي مربع القيادة
بقلم : عبدالجواد أبوكب
في وقت تنسحق فيه مهنة الصحافة والاعلام وينحدر الآداء فيها إلي الدرك الأسفل من قاع العشوائية وغياب الضمير المهني وافتقاد الصنعة والمهارة، يأتيك دائما فيض من الله عبر بصيص أمل يمثل علامة طريق توضح أن الحال المايل قد ينتهي وأن الأمور قد تصبح أفضل، وأن القادمون من الخلف هم الأقدر علي إحراز الأهداف في شباك المهنة والعمل علي تصحيح أوضاعها.
فمؤخرا، قررت إدارتا المصري اليوم والوطن في واحدة من القرارات التاريخية داخل الاصدارين الدفع بالزميلين عمر حسانين وسامي عبدالراضي، حيث تقرر أن يتولي حسانين منصب مدير تحرير جريدة المصري اليوم ، في حين تم تصعيد سامي عبدالراضي ليصبح مساعدا لرئيس تحرير جريدة الوطن.
وجاءت حالة الرضا الكبيرة داخل الاصدارين بالقرارات نظرا للخلق الذي يتمتع به الزميلين والمهنية العالية التي نجحا بها في صنع مساحة خاصة داخل مربع الاعلام سواء علي الصعيد الاحترافي أو المستوي الانساني.
أما أنا فقد رأيت في الأمر ما هو أوسع وأشمل وأعم، فقد رأيت في هذا التصعيد بشارة تقول بأن ما ينفع الناس سيمكث في الأرض، وأن القابضون علي جمر المهنة أصبح لديهم أمل في إصلاح أوضاعها قدر إستطاعتهم، وأن ما حدث بشارة حققت دعوات أمهات طيبة لأبناء ساروا علي درب الأصول وحب الوطن ونري في نجاحهم كل نجاح ممكن لنا وكأنما اجتمعت دعوات أمهاتنا الطيبة لتتحق في بعضنا صانعة سعادة تطيب قلب من رحلوا وتطرح بركة في صحة وعمر من بقي ليفرح بزرعه في موعد الحصاد.
والحقيقة أن الاثنان يستحقان كل خير فكلاهما مثلنا حفر في الصخر ليحصل علي ربع فرصة وتحمل كل مشاق الغربة ليصنع إسما يفخر به أصحاب الفضل في قدومنا للحياة.
فالزميل عمر حسانين أو "الجد" كما يحلو لنا أن نناديه من مواليد مايو 1968 في قرية شطورة ; مركز طهطا ; محافظة سوهاج تخرج من قسم الصحافة الأشهر بكلية الآداب جامعة اسيوط فرع سوهاج بدأ العمل الصحفي في مؤسسة اخبار اليوم ،وكان من مؤسسي جريدة اخبار الحوادث منذ الأعداد التجريبية وعمل في صحف الاخبار واخبار اليوم، وعمل فترة بجريدة الحقيقة الاسبوعية لكن استقر به المطاف بعد مشوار صعب في المصري اليوم التي كان ومازال أحد أعمدتها.
أما الزميل سامي عبدالراضي فارس الصحافة، فهو صاحب تجربة شاقة في المهنة وانتهي به المطاف أيضا في نفس الصحيفة إذ يعد من الجيل الأول المؤسس لصحيفة المصري اليوم، وله أكثر من كتاب وحصل على جائزة التفوق الصحفي التي تمنحها نقابة الصحفيين سنويًا عام 2007، ثم انتقل للعمل بصحيفة الوطن عند تأسيسها وتولي مسئولية انشاء ورئاسة قسم الحوادث بها قبل أن يترقي مؤخرا لمنصب مساعد رئيس التحرير.
وكان له ومازال تجربة مميزة جدا في الفضائيات، تولى خلالها رئاسة تحرير عدد من برامج التوك شو، حقق خلالها العديد من الخبطات، والإنفرادات التلفزيونية، حيث تولى رئاسة تحرير برنامج "90 دقيقة" على شاشة قناة المحور، والذي يقدمه معتز الدمرداش، وريهام السهلي، في الفترة من 2009، وحتى مارس 2011، ثم تولى رئاسة تحرير برنامج مصر الجديدة، مع معتز الدمرداش، على شاشة قناة الحياة، منذ بدايته في يونيو 2011. 2012، قبل أن يعود مجددا لقناة المحور، بالاضافة إلي اتجاهه مؤخرا للتقديم التلفزيوني.
وأخيرا... حاولت جاهدا الكتابة عن "الجد والفارس" بما يليق بهما حبا وكرامة وأعلم أنني قصرت لكن ربما يغفر لي أنني من المريدين وأتعلم من كلاهما مهنة وحياة قدر استطاعتي حتي ولو كان ذلك علي البعد.