رغم فداحة التآمر .. دوما تنتصر القلوب الأمينة
بقلم : لواء أركان حرب/ جمال عمر
في زخم مؤامرات الماسونية والصهيونية العالمية وما يتبعها من هرتلات مدعي الثورة وعودة المعزول وأوهام الإخوان المستمرة ، توقفت عجلة الزمن منذ أيام قليلة عند لحظة فارقة ألجمت الألسن وتحجرت فيها المقل بالدموع وخفقت القلوب بأحزان وطن يئن لفقدان رجاله عندما شاهد العالم قبل المصريين دموع هذا الرجل الخلوق خلال احتفائه بشهداء بلاده ، وكأنه والد أو أخ مكلوم محزون لكل شهيد ، وليس مجرد رئيس دولة يؤدي دوره المراسمي لتأبين وتكريم شهداء بلاده ، ولست أدري تأثير هذا المشهد على غيري ولكني لن أنسى أن المشهد هزني بعنف وأعاد حساباتي كاملة في ما يحدث ويثار حولنا وما نعانيه كشعب وأمة عبر السنوات الخمس الماضية ، وما نفعله نحن كشعب بكل فئاته وطوائفه لنعين أنفسنا ونساعد هذا الرجل لنستعيد كيان هذه الأمة العظيمة .
ولا ينكر بشرا في العالم أن هذا الرجل بمواقفه وأعماله وتفاعلاته مع الأحداث قد أثبت أنه رجل خلوق وأمين ومخلص لوطنه وشعبه وصاحب رؤيا مستقبلية واعدة وأنه بخطواته الثابتة استطاع أن يضع مصر على طريق التقدم والاستقرار الشامل بكل معانية وقيمه المادية والمعنوية ، ومن لا يرى إنجازات الرجل وصدقه في تنفيذ وعوده فهو مضلل يتعمد إنكار الشمس وهي ساطعة تحرق وجوده وبهتانه ، بل يكفي هذا الرجل ما صرح به أعداؤه ومناوئيه في الغرب وعلى رأسهم رموز سياسية كبرى مثل مرشح الرئاسة الأمريكية ورئيس البرلمان البريطاني والرئيس الفرنسي والإيطالي ومن قبلهم الرئيس الروسي وقد أجمعوا أن السيسي رجل دولة من نوع فريد ويمتاز بالشجاعة والإخلاص والأمانة وأن مصر على يديه ستصبح دولة عظمى في غضون سنوات قليلة ، ثم آخرهم الرئيس الصيني الذي قال عنه أنه أيقونة العالم الحر ، وهي تصريحات خالية من المجاملة والنفاق ولكنها نتاج أفعال الرجل وصدقه وحبه واحترامه لشعبه ووطنه وهو ما لا يملك بشرا أن ينكره إلا لو كان مختل النفس ومعتل الضمير والأخلاق .
والعجيب أن هناك قلوب وعقول تملك منها الضلال والبهتان وأعماها بريق المال والشهرة ولو بالكذب والبهتان أو ربما الكراهية لهذا الوطن ومستقبله ، رغم أنهم مصريون ولمصر عليهم أفضال لا ينكرونها فقد صنعت شهرتهم وكياناتهم التي يستغلونها لتضليل أنفسهم قبل مشاهديهم ومتابعيهم ، وهم بعض أعلاميي الفضائيات وهم من المفترض يصنعون اتجاهات الرأي العام بأمانة ، والتي غابت عنهم بتعمد وإصرار على توجيه العامة لكل ما هو سلبي وهدام ومحبط مع تعمد إغفال أي إنجاز أو عمل إيجابي ولا يملكون سوى التقريع والتسفيه والتشدق بالباطل وتضخيم السلبيات وصناعة فزاعات الإحباط وانعدام الأمل في كل ما يحدث ويفعله الرئيس والدولة ومؤسساتها ، فترى بهلوانا قد يفاجئ المشاهدين صارخا ومتشقلبا ومحمولا بكل صادم وغير مقبول ، والآخر لا يستضيف إلا كل موتور ومتخلف نفسيا وعصبيا ليعيد المشاهدين لمربعات يناير 2011م وكأنه مأجور لتضليل المشاهدين ، وأخرى لا تستضيف إلا الشواذ والمخنثين سياسيا وفكريا لتشعل برنامجها شجارا وعويلا لا عائد منه سوى مزيد من المشاهدة والمال مهما كان الثمن ولو حساب ضمائر شعب وإحباطه ، وآخر يلقي التساؤلات المغلوطة ليشكك في كل شيء بلا ضمير وآخر يقوم بدور عبقري البهتان والضلال بافتراء الفروض الكاذبة ويبني عليها نتائج وأحداث واهمة لينتهي بنتيجة واحدة في كل حديث وتحليل له بالساعات ، أن لا أمل في غد ولابد من تكرار الثورة والفوضى وتحطيم ما تبقى من قيم وترابط هذا الشعب وكأنهم جميعا مأجورين من كوكب آخر جاءوا ليدمروا ويقسموا هذا البلد بدعوى حرصهم وخوفهم على مستقبلها وأجيالها القادمة حتى أصبحوا مثالا واضحا للسم في العسل وفضحتهم ألسنتهم فبدأوا بالسقوط من أعين ومشاهدة الشعب واحترامه ، ولا عزاء في المخربين .
وربما ما أغضبني كثيرا بضع كلمات بعينها تتعمد البهتان والضلال وأولها ادعاء البعض بأن الدولة لم تفعل شيئا ملموسا للفقراء والمعدمين وضحايا البطالة ، وأن مشروعاتها جميعا لا تصنع مستقبلا لهذا الشعب ، وثانيها افتراضات وهمية مضمونها أن الدولة فاشلة في سياستها الخارجية والداخلية ، وثالثها تصريح غريب لضيف موتور نفسيا وثقافيا يدعي فيه أن الاستقرار في مصر وهمي ولا أساس له ويمهد لثورة جارفة ، وكأنهم يكملون صورة البهتان الأكبر للإخواني المرزوقي التونسي بأن السيسي ضيع مصر ، وله كل الحق فقد ضيعها بأن جعلها شريك اقتصادي استراتيجي للصين وروسيا وإيطاليا وفرنسا بل وبريطانيا ، نعم ضيعها وجعلها عضوا في مجلس الأمن ، وبالفعل ضيعها وأنجز فيها ما لم تنجزه مصر في عقود ثلاثة مضت وضيعها فارتقى بجيشها حتى أصبح في المرتبة السابعة عالميا في أقل من عامين ، حقا قد ضيع السيسي مصر بجمعه كلمة الشعب على رفض كلاب الماسونية المسعورة من أهله وعشيرته الإخوانية ، نعم ضيع السيسي مصر بإعادتها لمكانتها الطبيعية كقائدة ورائدة لأشقائها العرب والمسلمين ومثالا يضربه الغرب لعبقرية شعب ودولة وزعيم استطاعوا تجاوز محنتهم وكبوتهم في زمن قياسي وغير مسبوق في تاريخ البشرية .
تلك مشاهد متفرقة ما بين دموع السيسي وحبه وإخلاصه لوطنه وشعبه ، وبين هرتلات النخب المأجورة والمأفونة بسواد قلوبها أو ضمائرها وبين الحقائق الساطعة والتي لا تقبل جدالا والتي يجب أن تستوقف كل صاحب ضمير ليراجع نفسه ماذا قدم لهذا الوطن وما يمكن أن يقدمه اليوم وغدا من أجل مستقبل أجيال قادمة ، ولا مجال للنفاق ولا تأليه البشر كما هو لا مجال للتنطع باسم مصالح شعب ومستقبله لنشر الإحباط وقتل الأمل في قلوب هذا الشعب ، وكلمة أخيرة سمعت حروفها من عجوز لا تعرف القراءة والكتابة ولكنها مدركة لأبسط قواعد ناموس الله في كونه وخلقه .. قالت وهي تشاهد تصريحات بعضهم .. يا ولدي ( مش عاجبهم الراجل علشان فضله عليهم ، ولولاه .. لبكوا زي النسوان وهم بيبيعوا نسوانهم وبناتهم للنخاسة في كل دولة شوية .. زي غيرهم) ، وصدقت العجوز المثقفة نفسيا وفكريا في وصفها لهؤلاء الجهلة بناموس الله في كونه وخلقه .
وأخيرا .. مشاهد متفرقة لنوع واحد من ممارسات الماسونية يمر علينا مرور الكرام ولا نلقي له بالا ولكنه بالغ الخطورة ، يديره خراف الماسونية والملقبين بالعرافين والمنجمين ومعظمهم أعضاء في الماسونية الكونية ، وتستخدمهم الماسونية منذ أكثر من عشرة قرون مضت لتوجه الشعوب والدول لما تريد فعله فيساعدوها بتقبله والرضا به على أنه قدر مكتوب ، والعجيب أنهم جميعا يجهزون المصريين لتقبل حدوث كارثة طبيعية تجتاح سواحلهم على المتوسط وهي المؤامرة التي يجهزون لها منذ سنوات بصناعة تسونامي أوسطي يغرقون بها نصف مساحة ليبيا وسواحل جنوب المتوسط إنقاذا للجزيرة البريطانية وهي مؤامرة متشابكة ومرتبطة بشائعات سقوط وضياع قنابل نووية في قاع المحيط منذ سنوات ، ثم التكرار للعام الثاني على التوالي بادعاء زوال حكم السيسي واغتياله وهي المؤامرة المتكررة والتي فشلوا في تنفيذها حتى الآن ، وينسون أن قدر الله لا ولم يطلع عليه أحد حتى أعز خلقه وأكرمهم عليه ، وأن رب العزة قد حكم في هذه القضية بقوله تعالى (وما تدري نفس ماذا تكسب غدا ، وما تدري نفس بأي أرض تموت ) ولا ننسى قوله تعالى (.. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون) ، ولو رحل السيسي فمصر بها ملايين أمثاله وربما خير منه ، لأنها مصر هي عين الله الصغرى في الأرض وكنانته في أرضه وهو سبحانه الحارس والحافظ لها ، فجعل فيها خير أجناد الأرض وهم وأهليهم في رباط إلى يوم القيامة .
















