عاجل
السبت 13 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي
مع "بحيري" و "ناعوت"!

مع "بحيري" و "ناعوت"!

بقلم : محمد نوار

 



قضت إحدى المحاكم بتأييد حبس إسلام البحيري بتهمة ازدراء الأديان لمدة سنة، في الدعوى المقامة ضد الآراء الدينية التي طرحها البحيري في برنامجه التلفزيوني "مع إسلام"، باعتباره يبث أفكاراً شاذة تمس ثوابت الدين، وتنال من تراث الأئمة المجتهدين، وتعكر السلم الوطني، وتثير الفتن.

ما يحاول إثباته إسلام البحيري أنه لم يعد مقبولاً اليوم الاستمرار في الاعتماد على كتب التراث الإسلامي بما فيها من تناقضات، ولابد لنا إن أردنا التقدم والنهضة أن نبدأ بنقد كتب التراث، فمنها نشأت داعش، ومن فتاويها خرجت المذاهب المتناحرة وتناثرت الدماء.

وبالبحث في كتب المعتدلين ومصادرهم سنجد التكفير وأحكام الحرب ومعاملة أهل الكتاب هى نفسها التي تمارسها داعش، فالفكر الديني وما يحتويه من فتاوى التكفير أنتج تطرف لن ينتهي إلا من خلال نقد الفكر الديني ونقد مصادره التي تحرض على العنف والكراهية وقتل الآخر.

ثم جاء حكم المحكمة على فاطمة ناعوت بعدما وصفت أضحية العيد بالمذبحة: "بعد برهة تساق ملايين الكائنات البريئة لأهوال ‏مذبحة يرتكبها الإنسان منذ عشرة قرون ونصف، ويكررها كل عام وهو يبتسم، كائنات لا حول لها ولا قوة ‏تدفع كل عام أرواحها وتنحر أعناقها وتهرق دماؤها دون جريرة ولا ذنب ثمناً لهذا الكابوس القدسي‎"‎‏.

فتقدم أحد المحاميين بدعوى ضد ناعوت يتهمها بازدراء الأديان، وهي الدعوى التي حكم فيها على الكاتبة بالحبس 3 سنوات، وغرامة 20 ألف جنيه.

والكاتبة معروفة بإثارتها للجدل بتصريحات متنوعة، منها التصريح على قرار ‏رئيس جامعة القاهرة، بحظر عضوات هيئة التدريس من ارتداء النقاب داخل قاعات التدريس، فقالت: "أنا مع كشف الوجه في التعامل الإنساني من أجل‎ ‎تبادل‎ ‎الثقة"‏‎، وأضافت: "أنا اعتبر الإخفاء الكامل كالتعري الكامل، كلا‎ ‎الشخصين‎ ‎يرى نفسه سلعة ومادة للإغراء، والأفضل هو الحالة الوسط"، ‎الأمر الذي أثار جدلاً كبيراً ضدها.‏

ناعوت والبحيري أسلوبهما يحتاج لمراجعة، ورغم اختلافي مع أفكارهما، إلا أن الفكر يتم الرد عليه بالفكر وليس بالسجن، ولن يحدث هذا إلا من خلال تقديم رؤية جديدة للوجه الصحيح للإسلام، بدلاً من الإنكار وتجاهل الحقيقة، ومحاربة كل من يفكر ويبحث ويجتهد.

 


 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز