عاجل
الأربعاء 17 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي
مداخلة الرئيس وفساد تأويل النخبة !

مداخلة الرئيس وفساد تأويل النخبة !

بقلم : محمد يوسف العزيزى

رجال إعلام وحقوقيون واقتصاديون وأكاديميون ونقابيون انتقدوا مداخلة الرئيس الأخيرة مع عمرو أديب وبرنامج القاهرة اليوم .. النقد كان حسب التوجه والأيديولوجية والحب والكراهية ودرجة القرب أو البعد عن النظام ، والغل والكراهية لدولة 30 يونيو وقرارات 3 يوليو .. اختلفت أوجه النقد لكنها اتفقت جميعا في فساد التأويل وتفسير العبارات والكلمات وسطحية الرؤية ، وتحميل المداخلة بأكثر مما تحتمل ، وكان الأبرز في النقد هو حالة الترصد والتصيد الواضحة التي عبرت عن جهل أصحابها ، وبالتدليس علي القارئ والمتابع.



تناسي كل من انتقد المداخلة أن جمهور المشاهدين والمتابعين لم يصل إليه شيء مما وصل إليه الذين انتقدوا حديث الرئيس ، بل أثني الغالبية العظمي علي ما أوضحه الرئيس وما أشار إليه من إنجازات لم يرصدها الإعلام ولم تستطع الحكومة تسويقها بالشكل المطلوب ، وربما يكون عجز الحكومة وأدواتها عن بيان ما يحدث علي الأرض هو من عوامل عدم الثقة بين الشعب والحكومة ، وهذا ما ركز عليه الرئيس حيث طلب من الإعلام تصوير ما يحدث ومتابعته يوم بيوم حتى يستقي الإعلام معلوماته من أرض الواقع .

قال أحد أساتذة الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن الرئيس تعمد الحديث عن إنجازاته، وتجاهل الحديث عن الملفات «الحرجة»، مثل سد النهضة، وأزمة الدولار وأن ربط الرئيس بين المشكلة الاقتصادية في مصر والعالم هو ربط تعسفي ! حازم حسني باعتباره أستاذا للعلوم السياسية والاقتصاد لم يعرف - أو أنه يعرف ويتجاهل --  أن المداخلة كانت بسبب الحديث عن تنمية سيناء وأنها منسية ولا يحدث بها شيء مما تم الوعد به .. فما المناسبة أن يتحدث الرئيس عن سد النهضة أو الدولار ، ويضيف أستاذ الاقتصاد نافيا وجود علاقة بين المشكلة الاقتصادية في مصر وما يحدث في العالم ( نظرية جديدة من اختراع أستاذ الاقتصاد تعني أننا يجب أن ننعزل عما يجري في العالم .. !! )

واستطرد قائلا ( أن المداخلة كانت بمثابة محاولة إنقاذ جديدة للرئيس، خاصة بعد مرور حوالي سنتين من توليه الرئاسة، دون إنجازات حقيقية ! ) .. حسني أستاذ الاقتصاد لم يكلف نفسه مناقشة أي من المشروعات التي أعلن عنها الرئيس والتي تم بالفعل إنجاز بعضها ووضع مواعيد نهائية للباقي منها وكأنه لا يراها ولا يعيرها اهتماما ، وهذا مما يضع انتقاده موضع الشك وسوء القصد وفساد التأويل!                           

بينما يري أستاذ آخر للعلوم السياسية أن مداخلة الرئيس لم تكن موفقة حيث لم يتحدث فيها عن تجاوزات أفراد الشرطة وغيرها من الملفات الشائكة .. ويبدو أنه سمع أو تناهي إلي سمعه ما جاء في المداخلة دون أن يعرف لماذا أجري الرئيس المداخلة .. !                            

ويري أحد أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة ( إن رسالة الرئيس التى وجهها فى مداخلته هى أنه يرغب فى الاستمرار بالحكم لأكثر من 20 عامًا، وهذا يعنى أنه إما غير قارئ للدستور أو غير مكترث بالدستور، ويُريد تعديله ) !

إذا كان ما قاله خبراء الاقتصاد والحقوقيون من نقد يجوز الحوار حوله .. ففي تقديري ليس مقبولا من أستاذ إعلام أن يفهم الكلام بمثل هذا القصور والتدليس .. الرئيس قال  ( إذا استطعت أن أنجز ما يتحقق في 20 عام في سنتين سأفعل ) وهذا يعني رغبة الرئيس في الانجاز في مدته المحددة وليس طلب البقاء 20 عام في الحكم ، ويبدو أن أستاذ الإعلام هو من لو يقرأ الدستور أو غير مكترث به ، فالرئيس قال علي الملأ لكي نبني دولة القانون علينا الالتزام الكامل بالدستور كما هو .. المشكلة عندك يا أستاذ الإعلام في التأويل والاستنتاج الخاطئ  !

الجميع صوب سهام نقده علي الشكل وعلي الوسيلة وحمل المداخلة ما لا تتحمله عن قصد وسوء نية منهم ، ولم يناقش أحد منهم ولو بالنقد مشروعا مما جاء بالمداخلة .. مرة ثانية لعن الله الغرض .. الغرض مرض ويؤدي إلي فساد التفسير والتأويل .

لكن المهم أن الشعب فهم رسائل الرئيس كما جاءت علي لسانه وصدقها وينتظر منه المزيد.

 

 

 

 

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز