

أحمد قنديل
"هيكل" الجديد!!!!
بقلم : أحمد قنديل
الاعلام المصرى يمر بمرحلة دقيقة وخطرة في ذات الوقت وأصبح الكثير لايعرف كيف يخطو خطوته المقبلة وكيف يستند الى الحقائق قبل أن يلصق التهم وكيف يحقق مأربه لأغراض شخصية في مقابل تشويه سمعة أشخاص مؤسسات أوطان ,ومن هنا نجد بعض الأقلام التي تدعى المعرفة نجدها مغيبة وتسمم الرأي العام بمقالاتها دون روية أو تدقيق أو اطلاع وتلك هي أفة العصر فنحن نسمم أنفسنا بجهلنا لتلك الحقائق .
أحد الكتاب في صحيفة خاصة طالعنا مؤخرا عن المؤامرة على الدولة المصرية وعندا تقرأ مقاله تجده خاوى المعرفة و الحقيقة والمعلومة فيقول أن الدولة المصرية لم تشفى من أمراضها وأن الدولة تسير باتجاه يستبعد الكفاءات وأن مؤسسات الدولة تتصارع على السلطة ,والطامة الكبرى أن هذا الكاتب يقول أن هناك نقص في المعلومات يجعل الإعلاميين والصحفيين يضربون في الظلام ومن هنا يعترف بنفسه أنه يضرب في الظلام بنشر أكاذيب وافتراءات تشوه وتسمم دون مراعاة للمسئولية المهنية ولكن أسال هذا الكاتب هل نقص المعلومات يمنحك صك النشر المضلل ؟ بهدف أو لأخر لجهل أو لابتزاز عن عمد ونجده في مقاله أيضا يطلب حوارا مع الرئيس يكشف ما هو تصوره ,دعنى أقول لك الرئيس السيسى ليس في حاجة الى رؤيتك فأنت معروف بتوجهاتك المذبذبة فمثلا نجدك تمجد الراحل هيكل وفى وقت أخر تلعنه اذن أنت تتحرك على أهواءك الشخصية وليس من واقع مبادى المهنية الصحفية الملتزمة هل تريد أن تكون هيكل الجديد بمعنى أن تكون في حجم مكانته أو شهرته ولا اقصد مواقفه المتناقضة معك ؟ وهل تريد أن تكون في الصورة ؟وفى الدائرة الإعلامية المقربة دعنى أقول لك أن الرئيس السيسى ليس لديه فواتير لكى يدفعها لك أو لغيرك تلك هي الجزئية الأولى التي أود الحديث عنها والجزئية الثانية حديثه عن القومية العربية وأصبح يجهل من يخرب ومن يصنع السلام من ينشر الإرهاب ومن يواجهه .
فحينما تحدث عن سلطنة عمان وأتهمها بأنها تغرد خارج السرب العربى كيف ذلك والعرب يتهافتون عليها من أجل وساطتها للتدخل في العديد من الازمات وخير دليل الزيارات العربية المتتالية بل المصرية أيضا الى السلطنة اذن كيف تغرد خارج السرب وسوف استعرض في جزئي الأخير من هى سلطنة عمان ؟
النسيج العرقي العماني مكون من العرب والعجم والافارقة والهنود والباكستان ولا يوجد تفاضل لعرق على عرق مطلقا الجميع يجمعهم العرق الوحيد وهو العماني وأما الاتهام الخاص بالانحياز الديني الطائفي فسلطنة عمان بعيدة عن مسألة الصراع الذي يسمى اليوم بالصراع السني والشيعي والذي ينهش جسد الامه من اقصاها الى أقصاها فسلطنة عمان دولة مسلمة تسيير البلاد وفق الفقه والعقيدة القائمة على فهم القرآن الكريم تاركه الصراعات السنية الشيعية للعرب ومتفرغة بالكامل لبناء السلطنة وساعية الى لم شمل الامة مع ادراكها ان ما يحدث اليوم من تناحر انما هو نتيجة لترك العمل بالقرآن الكريم والتعصب لتراث السابقين بجميع ما فيه من شوائب ونواقض لروح القرآن وأود أن أقول أن ألية علاقات عمان مع الاخرين فلها حق السيادة في التواصل من عدمه مع أي دولة كانت وهى أيضا غير مجبره على قطع علاقاتها لا مع ايران ولا مع مصر ولن تكون عروبتها زائدة أن هى شاركت في قتل اطفال اليمن ولن تنقص عروبتها أن هى عالجت جرحى القصف العربي على اليمن الشقيق,فقط عمان تمشي على نهجها منذ ان اشهرت اسلامها طواعية وهو نهج محمدي لا يرضى بسفك دم من نطق الشهادتين.
"فالخلافات لا تحل إلا بالسلم ولا داعي لاستخدام أسلوب آخر في معالجتها، فالسلطنة لا تريد أن يكتب التاريخ أنها اشتركت في هذه الحرب " هذه العبارة ذات كلمات قليلة العدد لكنها كثيرة وكبيرة المعني، تلخص كتبا ودراسات ربما تتجاوز عشرات ومئات الصفحات تجعلها الدول منهجا لسياساتها الخارجية، قالها وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي، إجابة على سؤال حول أسباب عدم مشاركة سلطنة عمان في عمليات عاصفة الحزم في اليمن. وإن كان السؤال ينسحب علي حالة واحدة ومحددة، إلا أن الإجابة جاءت شاملة ومباشرة، وهذا هو المسار الذي تنتهجه السلطنة منذ تولي السلطان قابوس بن سعيد الحكم في العام 1970، وهو ما صبغ السياسة الخارجية بصبغة مميزة، جعلت عمان نموذجا فريداً، ليس في المنطقة فحسب، بل علي مستوي العالم. ومن أهم سماتها مايلي:
-الجنوح إلي محادثات سلام والبعد عن لغة التهديد والصدام ،وهذا هو عهدها دائماً، فقد لعبت السلطنة دورا مهماً وكبيرا في تقريب وجهات النظر بين أطراف الصراعات التي شهدتها المنطقة ،لا سيما إذا كان طرفاها عربيين، أو أحدهما عربياً، كما حدث في ذلك الموقف الشجاع والفريد حين رفضت عمان قطع علاقاتها مع مصر، والانصياع لقرارات قمة بغداد في العام 1978 عقب توقيع اتفاقية كامب ديفيد للسلام بين مصر وإسرائيل، ولعبت السلطنة دورا مهماً في محاولات تقريب وجهات النظر والوساطة بين العراق وايران أثناء الحرب بين البلدين في ثمانينيات القرن الماضي ويأتي دور السلطنة الكبير مؤخراً في دفع عجلة المفاوضات بين إيران والدول الكبرى بشأن الملف النووي الإيراني ،حتي تم الوصول إلي توقيع الاتفاق النهائي بين الطرفين في شهر يوليو من العام الماضي 2015.
-عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول والنأي عن الصراعات وسلوك نهج متوازن في العلاقات مع دول الجوار، فدائما تحاول السلطنة اتباع سياسة الحياد والانفتاح علي كل الأطراف حفاظاً على علاقاتها مع الدول المحيطة احترازا من التورط في الصراعات التي شهدتها دول المنطقة، لا سيما بعد انطلاق ثورات الربيع العربي والتي ما زالت توابعها مستمرة حتي الآن في بعض البلدان أبرزها سوريا واليمن وليبيا.
- التواصل مع مختلف الدول والتعامل مع كافة الأطراف بما تمليه المصلحة العليا للبلاد، ويتجلى ذلك في التعاون الفعال بين السلطنة وشقيقاتها دول مجلس التعاون الخليجي والمساهمة الإيجابية في أعمال المجلس ومشاريعه المشتركة المختلفة، في الوقت ذاته التعاون مع إيران وإقامة مشروعات مشتركة معها حفظاً للعلاقات الجيدة بين البلدين، مع تحفظ بعض دول الخليج علي هذه العلاقات، خصوصاً أن السلطنة لا تري في علاقاتها الجيدة مع إيران ما ينعكس سلباً علي علاقاتها الطيبة بدول الخليج، ولم تقتصر علاقاتها علي دول الإقليم أو المنطقة فحسب، بل اتسع نطاقها إلي المستوي العالمي من خلال تعاونها مع الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا في عدة مجالات،يتصدرها الجانب الأمني .
تلك كانت أبرز وأهم الخطوط العريضة والسمات العامة للسياسة الخارجية لسلطنة عمان، إضافة إلي ثباتها واستمرارها بنفس التوازن والاعتدال منذ 45 عاماً وتولى السلطان قابوس مقاليد الحكم في السلطنة والذي صرح بأن ما يحرك هذه السياسة هو المصلحة الوطنية العليا، وأن عمان ترفض أن تكون مصالحها وصداقتها حكراً لأي بلد مهما كانت قوته ومكانته، مضيفاً :"لسنا ملزمين بشئ أمام أي دولة إلا عمان ".
ونظراً لالتهاب بعض الملفات واشتعال الصراعات التي ما زالت قائمة في بعض الدول العربية، استمرت السياسة الخارجية للسلطنة في أداء دورها الإيجابي ، ففي الملف اليمني، وعلي الرغم من رفض عمان المشاركة مع دول مجلس التعاون الخليجي ودول أخري في عاصفة الحزم، إلا أنها لم تتخل عن دور الوسيط للوصول إلي هدنة علي الأرض لإنهاء الصراع، ثم الانتقال إلي مفاوضات مباشرة بين الأطراف اليمنية المتصارعة لإنهاء الوضع المتأزم والمأساة الإنسانية التي تهدد بعض المحافظات اليمنية، وبالفعل تمكنت عمان من الوصول إلي اتفاق مع "اللجنة الأمنية العليا في اليمن "التي تسيطر عليها جماعة الحوثي لتسليم جثمان الطيار المغربي الذي سقطت طائرته في أثناء مشاركته في إحدى العمليات العسكرية في اليمن ضمن قوات عاصفة الحزم ،وحاليا تبذل عمان جهوداً متواصلة لإنهاء الصراع في اليمن بعد أن رأت أنه لا جدوي من التدخل العسكري، وبعد أن كانت أول دولة ترعي المفاوضات التي أسفرت عن اتفاق السلم والشراكة، وقد عرضت عمان علي المملكة العربية السعودية خطة سياسية للخروج من المأزق اليمني، واقترحت نقل الحوار اليمني إلي السلطنة ،باعتبارها أرضاً محايدة ،ودولة لا تنحاز لأي طرف من طرفي الصراع، ويقبل الطرفان وساطتها ، لعلاقاتها الجيدة بكل منهما .
لم تتوقف جهود الدبلوماسية العمانية علي محاولات إيجاد حلول لصراعات الدول المجاورة فحسب، بل اتسعت دائرتها لتشمل ملف الصراع الليبي، من خلال تعزيز التقارب في الرؤي السياسية ووجهات النظر المتباينة، منذ منتصف العام الماضي وتوجت بلقاء وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي المبعوث الأممي إلي ليبيا مارتن كوبلر، بعد لقاء سري عقد في مسقط بين رئيس المؤتمر الوطني نوري أبو سهمين، ورئيس مجلس طبرق المستشار عقيلة صالح، ولا تزال جهود الوساطة العمانية مستمرة لرأب الصدع بين الفرقاء الليبيين للخروج بالبلاد من نفق الصراع المظلم الذي تعيش فيه.
وبالانتقال للحديث عن أبرز وأكثر الملفات اشتعالا في المنطقة والعالم حاليا، الأزمة السورية، يبرز الدور العماني إلي سطح الأحداث، وتصدر جهود الوساطات الدولية والعربية، من أجل التوصل إلي حل سياسي للأزمة وليس عسكرتها حفظاً لوحدة وسلامة الأراضي السورية، خلال استقبال مسقط وزير الخارجية السوري وليد المعلم في شهر أغسطس من العام الماضي ،ثم زيارة وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي إلي دمشق في شهر نوفمبر من نفس العام، لتكون الزيارة الأولى والوحيدة لوزير خارجية عربي إلي دمشق بعد احتدام الصراع في البلاد،
ثم جاءت زيارة رئيس الائتلاف السوري المعارض خالد خوجة إلي مسقط، تأكيدا للدور الحيادي الذي تلعبه سلطنة عمان لحل الصراع، ثم استقبلت السلطنة المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا، تزامناً مع الحراك الدولي ومفاوضات فيينا التي شاركت فيها عمان ضمن ممثلي 17 دولة ومؤسسة علي مستوي العالم. وحتي الآن لا تألو سلطنة عمان جهداً ولم تترك سبيلا إلا سلكته من أجل فتح باب للحوار السياسي يفضي بدوره إلي إنهاء الصراع السوري وتوفير الحماية الإنسانية والاحتياجات الأساسية للشعب السوري في الداخل والخارج ولم تتوقف تلك التحركات بل أتى اليها الغرب فنجد وزير الخارجية الألماني يلتقى المسئولين ويؤكد على الدور المحورى للسلطنة ثم مؤخرا وزير الدفاع البريطاني يوضح أن سلطنة عمان بلد صانعي السلام ولم يقتصر ذلك عندما خرج تصريح بان كي مون الشهير بأن السلطنة لديها اسهامات في السلم العالمي ودورها الفريد في التقريب بين الشعوب وتيسير الحوار بين الأطراف المتنازعة. وأعرب عن التقدير العالمي للجهود السامية للسلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان في هذا الشأن، التي تؤكد الحرص على اتخاذ الحوار سبيلاً لحل النزاعات والصراعات بين الدول بما يجنب البشرية ويلات الحروب ونشوب النزاعات المسلحة ,ثم خرج علينا تصريح من الأمين العام لجامعة الدول العربية الحالي نبيل العربى والسابق عمرو موسى واللذان يؤكدان على أهمية دور عمان في الوساطة والتهدئة وحل الازمات بمنطقة الشرق الأوسط اذن أخيرا أوجه سؤالي هل هؤلاء جميعا جهلاء مغيبون فاقدون للحقيقة عندما يبرزوا دور سلطنة عمان وأنتم و فقط من تعرفون وتؤكدون وتشيعون أنها تغرد خارج السرب العربى ؟ أم أنكم تنحرفون خارج المسار الإعلامي الطبيعي؟ فمصر وسلطنة عمان والوطن العربى في حاجة الى أقلام أمينة ورصينة تبنى ولاتهدم تصحح ولاتبجح لان تلك المرحلة التي يمر بها الوطن العربى ومن بينها مصر في حاجة الى العقلاء لا الجهلاء .