عاجل
الأربعاء 17 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي
في الحالة المصرية .. ولا أي اندهاش !

في الحالة المصرية .. ولا أي اندهاش !

بقلم : محمد يوسف العزيزى

الدهشة تقود إلي التأمل ، والتأمل يقود إلي إعمال العقل ، وإعمال العقل يقود إلي الرؤية الشاملة ، والرؤية الشاملة تقود إلي القراءة الصحيحة للمشهد أو القضية أو ما يجري أمامك من أحداث ، والأحداث تجري بسرعة مياه الشلال المتدفق فتراها بلون واحد أبيض ، والحقيقة أنها متعددة الألوان بما تحمله في باطنها عندما تجري علي الأرض .



في حالتنا المصرية لا نندهش ولا نتأمل ولا نفكر رغم أن ما نراه يدفعنا دفعا للدهشة والاستغراب مما يحدث من ردود فعل حول أزمة الجزر سواء من مثقفين أو نخبة أو حتى العامة من الناس ناهيك عن من يطلقون عليهم خبراء ، وأنا هنا لا أناقش هل الجزر مصرية أو سعودية .. ؟ أنا أناقش الحالة التي تصاحب هذه الأزمة التي فرضت نفسها في وقت أراه غير مناسبا بالمرة مهما كانت المبررات لأسباب كثيرة أبرزها حالة الجدل الدائر الذي لن يتوقف قبل مرور وقت طويل !

ولا أي اندهاش.. عندما يقول السفير معصوم مرزوق -  رجل دبلوماسي كان سفيرا في الخارجية يعرف كيف يزن كلماته بميزان العقل والمنطق بحكم خبرته كمفاوض وكان من فريق الحملة الرئاسية لحمدين صباحي – الجزر مصرية ولو نزل سيدنا آدم علي الأرض وقال عكس كده ..!! بدلا من الدخول في مناظرة قانونية أو سياسية نخرج منها بقيمة مضافة لنا !

ولا أي اندهاش .. عندما يقول المفكر والروائي والمؤرخ والباحث وصاحب كل الألقاب يوسف زيدان أن الجسر المزمع إنشاؤه بين مصر والسعودية هو جسر الملذات أو سرداب الملذات .. المفكر ترك كل شيء ورأى أن الخطر الحقيقي هو الجسر الذي سوف يسهل المتعة الحرام !

ولا أي اندهاش .. عندما يتحول محمد حسنين هيكل صاحب اللقب الأشهر في الصحافة ( الأستاذ ) -  والذي كان يستشار في كثير من القضايا وكان ينصت إليه مريديه وأتباعه وتلامذته ويرفعون له القبعة ويدافعون عن كل كلمة يقولها وكتبوا فيه قصائد شعر وزرفوا الدمع علي فقده – إلي جاهل ومفرط في الأرض عندما كتب أن الجزر سعودية .. من تحولوا هم أقرب الناس إليه !

ولا أي اندهاش .. عندما يستشهد الإخوان بكلام عدوهم اللدود الزعيم عبد الناصر ، ويركبون كلامه عندما قال أن تيران مصرية .. تركوا السياق السياسي وتشبثوا بالكلمة .. رغم أنهم يعتبرون الوطن الذي يعيشون عليه حفنة من تراب عفن ، وأن الوطن في مجمله شقة مفروشة ليس أكثر !

ولا أي اندهاش.. عندما يصبح جمال حمدان جاهلا .. خائبا .. بائعا للأرض وهو صاحب موسوعة شخصية مصر التي نحتفظ بها في دور وثائقنا ، والذي أصابنا الفزع عندما تم حرق المجمع العلمي الذي كان يحتويها لولا وجود نسخ أخري .. صاحب شخصية مصر التي يفخر المثقفون باقتنائها وقراءتها لأنه كتب أن الجزر سعودية فاستحق عقاب أهل الفكر في عصور أوروبا الوسطي !

ولا أي اندهاش .. عندما نري زيارات لرؤساء دول كبري إلي مصر للبحث عن فرص استثمار وللتنسيق مع مصر في مواجهة الإرهاب والتعاون في ملفات الخطر ، وزيارة البرلمان والتأكيد علي الانتقال إلي مرحلة الدولة في الوقت الذي يقول فيه أهل الشر أن البلد تتراجع ورئيسها يبيع أرضها وعلي وشك السقوط .. وهو السقوط الأخير !

ولا أي اندهاش .. عندما يكون تقرير البرلمان الأوروبي الذي يتحدث عن حالة حقوق الإنسان في مصر وعن التعذيب والاختفاء القسري وكبت الحريات هو ذات التقرير الذي كتبته 16 منظمة مصرية ممولة من الخارج وأرسلته إلي أصحاب المال في الغرب .. يبيعون الوطن كله ، وينتفضون بالباطل علي قضية لم تحسم بعد !

ولا أي اندهاش .. مقدمو برامج التوك شو الذين يتحدثون عن الغلابة وأزمات الوطن الاقتصادية .. مرتب واحد منهم في الشهر يكفي إعاشة 400 أسرة في الشهر بشكل كريم .. نقول كمان .. !!

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز