عاجل
السبت 13 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي
يعني إيه وطن؟!

يعني إيه وطن؟!

بقلم : محمد نوار

أصبحت المشكلات التي تفاجئنا بشكل مستمر أكثر من أن يتم حصرها، فمن أزمة الجزيرتين، لأزمة نقابة الصحفيين، لأزمة الدولار، لإرتفاع الأسعار، لسلسلة الحرائق، لسقوط الطائرة، وأخيراً حادثة الفتنة الطائفية في قرية الكرم بمركز أبو قرقاص، عندما قام عدد من المسلمين بحرق بعض منازل المسيحيين بحجة وجود علاقة بين مسيحي ومسلمة، ولم يكتفي هؤلاء المسلمون بذلك ولكن قاموا بتعرية أم المسيحي في الشارع لزيادة المهانة.



والسؤال: ما قيمة الحياة بدون الأمن والكرامة؟، وما قيمة الوطن الذى يشعر فيه المواطنون بالغربة؟، وما قيمة الدولة التي يحرم فيها الناس من حقوقهم القانونية والدستورية؟.

وهل صحيح أن حب الوطن يكون بدون شروط حتى لو كان لا يحترم آدمية مواطنيه؟، أم أن علاقة المواطن بوطنه هي علاقة منفعة متبادلة، فالوطن ليس مجرد ذكريات الطفولة والشباب، الوطن ليس كلمة، الوطن هو أرض وشعب يعيش عليها، وتتوافر فوق هذه الأرض قيم العدل والمساواة ومعانى الأمن ومقومات العزة والكرامة، بهذه الصفات يكون الوطن وتكون الحياة.

من الطبيعي أن يتمنى المواطن أن تصير دولته أفضل دولة بل ويضحي بحياته في سبيلها، وذلك مرجعه ببساطة أن الدولة حين تكون متحضرة سيعود هذا بالنفع على المواطن وعلى أبنائه، فالدولة التي تحترم آدمية مواطنيها ستوفر لهم خدمات راقية تلبي احتياجاتهم وتحترم انسانيتهم.

وكما أن الوطن يحتاج للحب والانتماء والتضحيات من المواطن، فالمواطن يحتاج من وطنه أن يوفر له حياة إنسانية كريمة.

والمواطن المصري يستحق وقفة من حكامه ليؤكدوا فيها حرصهم على مصلحة الوطن والمواطنين، ويقومون بإصلاحات فعلية يترتب عليها استعادة المواطن لحقوقه فى المنزل والشارع والمصالح الحكومية، وتكون المساواة والعدالة فيها على أساس عدم التمييز بين الناس.

وقفة تجعل "الدين لله والوطن للجميع"، وهى العبارة التي قالها سعد زغلول أثناء قيام ثورة 1919 ضد الاحتلال الإنجليزى لمصر، ونجح فى توحيد الشعب تحت كلمة أن مصر بلد كل المصريين، وأن على الجميع احترام الأفكار والعقائد المختلفة بينهم، ففشل الاحتلال فى تفريق الشعب.
ولكن الاحتلال هذه المرة هو الاحتلال الفكري الذي يجعل من المصري المختلف فى المذهب أو الدين هو العدو، احتلال يحاول تقسيم المجتمع إلى فرق متصارعة، ومقاومته تكون باحترام فكر وعقيدة ودين الآخر، وبالتطبيق العملي وليس بالكلام أن "الدين لله والوطن للجميع".

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز