

بقلم
سهام ذهنى
قتل الأحياء تهمة مبارك الحقيقية
12:00 ص - الثلاثاء 23 أبريل 2013
بقلم : سهام ذهنى
أغرقَنا النائب العام السابق «عبدالمجيد محمود» فى قضية قتل مبارك للشهداء.
بينما الثورة قد قامت لأن نظام مبارك قد تسبب فى قتل الأحياء.
ففى سنوات حكمه الأخيرة تسبب نظامه فى أن يعيش الناس حياة مقتول فيها الأمل، ومغمور فيها الطموح، ومرجوم فيها الرجال «المحترمين».
تفنن نظام مبارك فى تتويج المنافقين، والاحتفاء بالفاشلين.
جرّفوا النفوس، وسحقوا العزة، وبعثروا الكرامة.
ضيقوا الأفق، وسمموا الهواء، وجعلوا القدوة أمام الشباب هم اللصوص والقوادون.
حتى المعارضة شارك نظام مبارك فى إفسادها وإغرائها لتعتاد القيام بدور الديكور، فصارت جزءا من فساد النظام. أما الشعب فموحول فى الفقر والجهل والمرض.
وعلى رأس نظامه القمعى كان الدور الرئيسى لوزير داخليته حبيب العادلى الذى تنافس رجاله فى قمع الشرفاء والعمل على إذلال الوطنيين.
تنافسوا على دس الباطلفى بوادى الحق، وتطعيم الخِسّة فى ساحات النزاهة.
رفعوا راية الفساد، وداسوا على الشرف.
رسخوا الاستبداد. ورخصوا الإتاوات.
ساروا على طريق الاقتداء بمن يعملون على أن تشيع الفاحشة، كى لا يعايرهم أحد لأن «الهم طايلهم وطايله».
وترك من بعده أتباعا برعوا فى زرع الفخاخ والمطبات عبر طريق الثورة، وكأنهم قد بدروا الأرض بآلات حادة ومسامير، فتقطعت إطارات سيارة الثورة بمجرد أن بدأت السير، فتم نصب الكاميرات لترصد كيف تعثر قائد السيارة فى الطريق، كما أسرع المستفيدون يسخرون من فشله وتبعهم كثيرون، البعض عن غفلة، والبعض بدافع الرغبة فى التخلص من الملل، والبعض الآخر لغرض فى النفس من أجل القفز على السلطة، فى ظل «شوشرة» نخبة تفرغت غالبيتها لليأس قبل الثورة، ثم بعد الثورة احترفوا الإحباط، ونجحوا بكفاءة فى أن «يبهتوا» على جيل الشباب الصاعد.
وبين يوم وآخر تندلع فتن تقوم أيدٍ خفية بتحريكها من أجل إضعاف الوطن، وعلى كل لون يافتنة، بين المسلمين والمسيحيين، وبين الشعب والجيش، وبين الشعب والشعب، وما بين محافظة وأخرى. وفى الخلفية خرائط تقسيم مصر مستعدة للانقضاض.
ولكى يكتمل المشهد الركيك فإن الهتافات تتعالى ضد الذين يحاولون انتزاع الأشواك من مجرى الطريق. ضد الذين يعملون على نصرة دماء الشهداء عبر الوصول بمصر إلى بر الأمان. ضد الذين يرون أن الوفاء لتضحيات الشهداء يكون من خلال بناء مصر الحرة القوية، التى يتوفر فيها لكل مصرى الخبز والحرية والكرامة الإنسانية. والذين يؤمنون أن زمنا جديدا قد بدأ، وأن عقارب الساعة لا تعود إلى الوراء.
تابع بوابة روزا اليوسف علي