عاجل
الخميس 14 أغسطس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي
حكاية فتاة الصورة !

حكاية فتاة الصورة !

بقلم : عائشة سلطان
 بعض الصور قصص بحد ذاتها دون أن يحتاج الصحافي أو الكاتب أو الشخص الذي التقطها إلى أن يكتب تحتها تعليقاً أو تفسيراً، فبعض الصور تلخص الحكاية أياً كان مسار أو خط تلك الحكاية، فلقطة عابرة في شارع مزدحم أو سوق شعبي أو حي فقير لشخص يمارس وظيفة ما، أو يقوم بفعل ما، قد تكشف عن مفارقة أو مأساة أو شيء لا يصدق، لكن الأهم أن هذه اللقطة تصبح ذات شهرة واسعة حين تنشرها الصحافة أو حين تغير مسار حياة صاحب أو صاحبة الصورة!
 
على مواقع التواصل الاجتماعي تروج الكثير من هذه الصور التي يتداولها المدونون والمغردون ويستخدمونها لخدمة أو شرح معنى محدد يريدون الترويج له أو التعبير عنه، ففي الأيام الماضية راجت صورة الرجل السبعيني الذي كان يحتضن ويقبل قبر زوجته التي فارقته منذ فترة وجيزة، لقطة عابرة حولت العجوز من رجل مجهول إلى أحد رموز النبل والوفاء وحديث الإعلام وملايين الناس!
 
وفي مصر نشرت على أحد مواقع التواصل الاجتماعي صورة لفتاة تدفع عربة بضائع ضخمة، دلالة على قسوة الأوضاع الاقتصادية، وتردي حال أسرة الفتاة التي تعتاش من وراء عملها المتمثل في جر تلك العربة المحملة بالبضائع التي تنقلها للمحال التجارية مقابل أجر بسيط جداً ولمدة لا تقل عن 14 ساعة يومياً.
 
ربما اعتادت تلك الفتاة الفقيرة ممارسة ذلك العمل منذ زمن بأكبر قدر من الصبر، كما اعتاد عليه أصحاب الشارع والمحال وأفراد عائلتها، رغم قسوته، ففي الحياة ما هو أقسى دائماً.
 
 إلا أن أمراً واحداً غيّر مسار حياة الفتاة، حين وجدت نفسها موضوعاً متداولاً على صفحات التواصل الاجتماعي، ومحل بحث معدي ومقدمي البرامج الحوارية، لتنتقل منى، الفتاة الاسكندرانية البسيطة من فتاة كل همها أن تواجه عبء جر تلك العربة يومياً إلى ضيف على برنامج الإعلامي عمرو أديب ومن ثم حديث المدينة، وتالياً إلى شخص يتسابق أثرياء البلاد لتقديم المعونات والتبرعات له لإنقاذه من وضعه المتردي!
 
 التغير الذي قلب التوقعات كلها جاء من قصر الرئاسة حين قرر الرئيس المصري - بحسب ما نشر - استقبالها وتكريمها، بل ودعوتها لتكون ضيف شرف في مؤتمر الشباب المقبل، باعتبارها نموذجاً للشباب المكافح والمجتهد الذي يكد ويتعب من أجل الحصول على لقمة العيش. هكذا تجري الأمور أحياناً وهكذا تتغير الحياة دون أن يكون لنا يد فيها!



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز