عاجل
الإثنين 4 أغسطس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي
الثورة الكلينيكية!

الثورة الكلينيكية!

بقلم : د. طه جزاع
يمكن لأمرأة بمواهب بسيطة في عرض الأزياء والرقص والغناء ، ومواهب كبيرة في الخلاعة والعري والخروج عن المألوف أن تشغل وتقلق مجتمعاً بأكمله ، ففي عالمنا العربي الذي ينهار في أغلب بلدانه عمرانياً وبشرياً وذوقياً وأخلاقياً ، تكثر الظواهر الغريبة ، وتتعدد " المواهب " اللفظية والجسدية التي تثير العجب واللغط والخلاف ، لاسيما اذا خرجت من  "باب " العروض الخليعة لتدخل من " شباك " السياسة الخليعة !
 
هي عارضة أزياء لبنانية تدعى ميريام كلينك ، اشتهرت بعريها ولباسها البكيني وجسدها المثير وأغانيها ذات الكلمات التي توحي بأشياء وأشياء ، وهي عادة ما تتلوى في رقصاتها مثل "  قطة في وقت التزاوج " كما يصفها البعض !  وقد طرحت نفسها كناشطة " انسانية " و " اجتماعية " و " سياسية " حين أرتدت مايوه سباحة باللون الأحمر تأييداً للرئيس الأميركي الجديد ترامب في حملته الانتخابية ، ثم ارتدت مايوه باللون البرتقالي مع علم التيار الوطني الحر البرتقالي ، تأييداً للرئيس اللبناني الجديد ميشال عون الذي انتخب بعد فراغ رئاسي شهدته البلاد استمر لأكثر من سنتين ، والطريف ان رئيس وأعضاء مجلس النواب اللبناني وملايين المشاهدين في لبنان والعالم ، قد فوجئوا وهم يستمعون الى قراءة أسماء المرشحين للرئاسة اللبنانية يوم 31 تشرين الأول / اكتوبر الماضي بأن هناك من رشح ميريام كلينك لتكون رئيساً للجمهورية اللبنانية كمنافس وحيد لميشال عون ! وبعد ردود الأفعال على هذا الترشيح والتخمينات التي اطلقت حول شخصية البرلماني الذي  رشحها لهذا المنصب من بين 128 نائباً في البرلمان اللبناني ، قالت كلينك  "  أتمنى أن يكون وليد جنبلاط هو الذي فعلها لأني أحبه ، وهو مجنون وممكن أن يفعلها " ! كما اعلنت احتجاجها على الغاء اسمها في الانتخابات الرئاسية وطالبت تعويضا عن ذلك بحقيبة وزارية !
 
ميريام كلينك مثل " واثق الخطوة يمشي ملكاً " لم تعر اهتماماً لأي معارض أو مستهجن لأقوالها وأغانيها ورقصاتها ومايوهاتها البكينية الملونة وملابسها وحركاتها المثيرة ، وآخرها اغنية عنوانها " ثورة كلينك " صورت مشهداً منها في مقبرة وهي ترتدي قلادة تحمل رمزاً دينياً ، مما أثار موجة من الاحتجاجات ولاسيما لدى عدد من رجال الدين الذين يقال انهم قاموا بمراجعة السلطات المختصة مطالبين منها متابعة قضية الثورة الكلينيكية !
 
رداً على ذلك ، غردت كلينك عبر موقع " تويتر " مؤكدة ان المشاهد الملتقطة في المقبرة كانت أمام ضريح جدها رحمه الله ! وحسمت الجدال حول هويتها وديانتها بالقول  : ان بلدها هو مملكة كلينكيستان وديانتها هي الكلينكولوجية !
ما أسعد البلدان العربية في ثوراتها المستمرة ، فبعد حصاد ثورات " الربيع " العربية ، عليها أن تستعد من الان لحصاد " الثورة الكلينيكية " في مملكة كلينكيستان الشعبية الديمقراطية البكينية المايوهيه العظمى !
 



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز