عاجل
الإثنين 4 أغسطس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي
مهنة المضطربين عقليا!

مهنة المضطربين عقليا!

بقلم : د. طه جزاع
بحسب ما أعلنه موقع إحدى الصحف البريطانية قبل مدة فأن الصحافة والإعلام هي واحدة من المهن التي يختارها المضطربون عقليا! ذلك أن دراسة أميركية قد أعدت لائحة بأهم الوظائف التي يختارها المضطربون عقليا والتي يتصدرها المدراء والمحامون الذين يختارون هذه المهن تحديدا لأنها تمنحهم شعورا بالقوة على العكس من وظائف أخرى مثل التعليم والمحاسبة والطب التي تتميز بالتعاطف والاجتهاد في سبيل الغير، وتمضي الدراسة في تعريف المضطرب عقليا ، فهو شخص يتميز انه لا يخاف ، لا يضعف تحت الضغط ،غير متعاطف ، قاس ،أناني ،غير مسؤول ، مندفع ، وقلما يشعر بالذنب ، كما يتميز سلوكه الاجتماعي بالعدائية والتطفل والإجرام!
 
سيشعر الكثير من الزملاء الصحفيين والإعلاميين والمدراء والمحامين بالغبن واللاعدالة من زجهم في هذا التصنيف الغريب الذي قد يعني العاملين في بلد الدراسة ، أو انه يعني عينة البحث التي اختارها الباحثون في هذه الدراسة ، والتي لا يمكن تعميم نتائجها على مجمل العاملين في هذه المهن ، كما إنها قد لا تكون صحيحة في مجتمعات أخرى غير المجتمع الأميركي ، ومما عزز ذلك الجريمة التي وقعت منتصف العام الماضي في ولاية فرجينيا بعد أن أقدم فيستر فلاناغا وهو احد العاملين سابقا في محطة فضائية على إطلاق النار  باتجاه زميلته اليسون باركر أثناء تقديمها برنامجا تلفزيونيا على الهواء مباشرة ، ولم يكتف بذلك فقد قتل أيضا مصور البرنامج ادم وارد ، كما أصيبت الضيفة التي كانت تتحدث إلى اليسون باركر بإصابات بليغة ، وبعد أن لاحقته الشرطة وحاصرته لعدة ساعات قام الإعلامي القاتل بإطلاق النار على نفسه منتحرأ !
 
وبغض النظر عن الدوافع التي أدت إلى هذه الجريمة والتي شرحها القاتل بنفسه أثناء تصويره المباشر لجريمته التي هزت الأوساط الإعلامية الأميركية وقت حدوثها ، كما أثارت دهشة المشاهدين واستغرابهم في مختلف أنحاء العالم ، فأنها من جانب آخر يمكن أن تعزز نتائج تلك الدراسة التي توصلت إلى إن مهنة الصحافة والإعلام هي المهنة التي يختارها المضطربون عقليا ، فلا وصف يمكن أن يوصف به القاتل في هذه الجريمة المروعة إلا وصف الاضطراب العقلي ، إذ نادرا ما نجد مجرما يقدم على جريمته بمثل هذه الصورة ، ويحرص على ارتكابها وتوثيقها وبثها على الهواء مباشرة !
 
من المؤكد إن بعض صفات العاملين في مهنة الصحافة والإعلام التي أوردتها الدراسة هي صفات ايجابية تحسب لهم لا عليهم ، مثل عدم الخوف وعدم الضعف تحت الضغط ، أما بقية الصفات والتي تصل إلى حد العدائية والإجرام ، فإنها قد تكون من باب النوادر والمبالغات ، إلا إذا اعتبرنا بعض ما يقدم في برامج قنواتنا الفضائية من لقاءات وحوارات سقيمة ، ومجادلات ونقاشات عقيمة ، جرائم على الهواء مباشرة ، لاسيما إن كان الضيف الكريم من المصابين بأحد أنواع الاضطرابات العقلية !
 
 
 



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز