

جورج أنسي
مرارة فى الصدور!
بقلم : جورج أنسي
رغم كل المشاعر الدافئة التى يغمرنا بها دائمًا اهالى المغرب العربى خاصة دول تونس والجزائر والمغرب ، وهو ما تحققت منه على أرض الواقع بالتعامل المباشر مع شباب وبنات هذة الدول الجميلة سواء من خلال الزيارات المتبادلة أوالمقابلات الشخصية مع نماذج حية لأجيال مختلفة تحمل داخلها حب وإعتزاز بمصر وشعبها ، الا أنه انتابني أخيرًا شعور بالقلق خوفًا على هذة المشاعر الجميلة من وجود بقايا مرارة فى الصدور من تصرفات بعض الموتورين المتعصبين الذين يزيدون من الفرقة والجفاء بين الأشقاء.
بالطبع فإن مناسبة هذا الكلام تأتى على خلفية اللقاء الأخير الذى جمع منتخبنا الوطنى الأول لكرة القدم بنظيره المغربى فى الدور ثمن النهائى من كأس إفريقيا للأمم والمقامة حاليًا بالجابون والذى انتهى لمصلحة منتخبنا والصعود للدور قبل النهائى ، وما تلا ذلك من إعادة إنتاج لدعابات أخذها البعض بمحمل سيئ وبين ملاسنات وبذاءات حملت هجومًا وتحقيرًا مما حرك مرة أخرى مشاعر الفرقة والجفاء بين البلدين .
ورغم ان ما سبق ، يحدث دائمًا بين جمهور أى فريقين ، الا أننى لاحظت أن هناك فئة تتعمد الخروج عن النص والتطرق لأمور أبعد ما تكون عن كرة القدم وتفاصيلها كلعبة رياضية ، والأعجب أن يأتى ذلك من نماذج بعيدة كل البعد عن الرياضة وتحديدًا كرة القدم .
وما كتبته هذا لايعنى أننا فى مصر أبرياء وملائكة ولانخرج عن حدود اللياقة ، فمن المؤسف حقًّا - وتلك حقيقة - أن هناك مصريين يتجاوزون كثيرًا فى التهكم والسخرية بصورة مخجلة ، ولكننى أحسست هذة المرة أن هناك تعسفًا بل تحميلًا للأمور بأقصى مما تحتمل من جانب بعض الأشقاء وهو أمر محزن جدًا ، ولطالما كنت أحمل الاعلاميين والصحفيين مسئولية مباشرة فى تهييج واثارة المشاعر بين الشعوب ، الا أننى هذة المرة اؤكد على أن وسائل التواصل الإجتماعى كان لها الدور الأعظم فى إعادة إنتاج الماضى القبيح بكل مساؤه وكنت أظن أننا جميعًا تجاوزناها ، لكن يبدو أن هناك من يصر على إستمرار الشقاق بين شعوب بسيطة سواء عن قصد او بدون قصد وفى النهاية فالخسارة لنا جميعًا ، والأمل أن نتدارك ذلك سريعًا وننتبه حتى لانسقط فى فخ العنصرية والتعصب المقيت.