عاجل
الثلاثاء 11 نوفمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي
برقية السفير

برقية السفير

بقلم : طارق رضوان
 
 
هاجت الدنيا فى الصحف والفضائيات بداية الاسبوع على برقية مرسى إلى إسرائيل لتولى السفير الجديد عاطف سالم سفيرا لمصر فى تل أبيب. وتلاسن كثيرون على ما كان بالبرقية، ورغم أنها كلمات بروتوكولية بحتة وديباجة موجودة فى كل رسائل السفراء ممن يذهبون جديدا لعملهم، إلا أن رسالة إلى تل أبيب وإلى رئيس إسرائيل من رئيس إخوانى لها أكثر من دلالة وأكثر من معنى عند إسرائيل نفسها. والسؤال الذى انتظرت أن يسأله جهبذ من جهابذة الإعلام فى بر مصر. من الذى سرب تلك البرقية كما سرب من قبل البرقية السابقة التى أنكرتها الرئاسة فنشرتها الصحف الإسرائيلية لتأكيد الرسالة وتأكيد محتواها؟ إسرائيل هى من سربتها عن عمد ولم نكن فى الماضى نسمع عن برقيات مبارك أو السادات وهى كانت مخجلة. بلعنا الطعم بسرعة. فهم لا ينشرون تلك الرسائل من أجل إحراج مرسى الإخوانى. هم لا يلعبون اللعب الصبيانى أبداً، ولا يفكرون فى ذلك على الإطلاق. بل نشروها لتهيئة المناخ العام قبل أن يجلس مرسى مع بيريز آخر العام تحت الرعاية الأمريكية. وهو اللقاء الذى ينتظره الأمريكان وتنتظره إسرائيل على أحر من الجمر. رئيس إخوانى بخلفية إسلامية ويجلس على عرش مصر يجلس مع رئيس إسرئيل مرة واحدة. مصانع الإعلام الضخمة الفخمة فى أمريكا تنتظر تلك اللحظة التاريخية التى لن تقل أهمية أبداً عن زيارة السادات إلى تل أبيب. ويتحقق الحلم الأمريكى الكبير الذى كانت تحلم به منذ عام 25. والأستاذ هيكل يعرف ذلك الحلم القديم عندما زار واشنطن فى خريف 25 بذريعة تغطية الانتخابات الأمريكية لصحيفة الأهرام أما مهمته الحقيقية فكانت إمداد عبد الناصر بمعلومات حول المواقف المحتملة للإدارة الجديدة وكان أيزنهاور هو الوافد المتوقع للبيت الأبيض استقبل هيكل بالبنتاجون بترحيب شديد وكان مضيفه جنرال قدم له عرضا خرائطيا خاصا، حيث ضغط على زر فهبطت وراءه خريطة ضخمة للعالم مغطاة بألازرار والأعلام التى كان يمثل كل منها حامية أو قاعدة عسكرية أمريكية أشار الجنرال إلى أن البديل فى المنطقة سيكون إقامة حلف إسلامى ونظرا لمحتواه الدينى لابد أن يكون دعامة طبيعية والواقعة لم يشر إليها هيكل فى من كتبه بل ذكرها الكاتب الأمريكى لويد سى جاردنر فى كتابه الشهير مصر كما تريدها أمريكا. أى أن المشروع الإسلامى فى مصر معد وجاهز منذ إدارة إيزنهاور لأمريكا فى منتصف القرن العشرين. إذن مرسى سيجلس مؤكدا مع الرئيس الإسرائيلى بيريز وتتسلم إسرائيل يد مرسى لتأخذ الشرعية إلاسلامية الإخوانية فى المنطقة. ولأن القومية العربية انتهت تماما وأصبح الإخوان يتحكمون فى كثير من الدول العربية فلن يزايد عليهم أحد على الإطلاق ولن يعترض أحد. كما أن المناخ العام فى مصر أصبح مهيأ تماما إلى تصافح مرسى وبيريز على الملأ. وسيخترع الإخوان كالعادة الحجج وتوظف الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والتأويلات من فم حسن البنا. لتبرر التعامل مع اليهود ومصافحتهم وعدم انتهاك الاتفاقيات مع الآخرين. ولمصلحة مصر أن تحافظ على معاهدة كامب ديفيد. ولن تنطق حماس الابن الأصغر المدلل والمخلص للإخوان. ومن هنا. من بداية سلام مرسى وبيريز يدا بيد. سيتغير شكل المنطقة تماما. بل سيتم مخطط الشرق الأوسط الجديد كما كتبه بيريز فى كتابه الشهير فى بداية التسعينيات . وكما تنبأ به اللورد كرومر فى بداية القرن العشرين. تسريبات إسرائيل لبرقيات مرسى هدفها الوحيد إزالة الدهشة والتحضير للمقابلة المنتظرة قريبا ما بين الرئيس الإخوانى المصرى وبين الرئيس الإسرائيلى
 
لك الله يا مصر !!!



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز