عاجل
الأربعاء 24 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي
السيسي وفاعلية الدور المصري عالميا

السيسي وفاعلية الدور المصري عالميا

بقلم : خالد عبد الخالق

القراءة المتأنية لتفاعلات مصر في إطارها العربي والدولي والاقليمي خلال السنوات الخمس الماضية (فترة تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي المسؤولية) وبعد مرور ست سنوات على ثورة 30 يونيو، تؤكد على عودة الدور المصري في كافة قضايا المنطقة وأصبحت أما راعية أو شريكا في أي عملية تسوية سياسية وامنية. ويمكن القول إن الزيارات التي قام بها الرئيس إلى اغلب دول العالم والعواصم الفاعلة في المنظومة الدولية، استطاع خلالها ان يوضح رؤية مصر وسياساتها وان يكون معبرا عن تطلعات الشارع المصري وآماله في تلك المرحلة التي تمر بها المنطقة، كما اكد خلالها على ثوابت سياسة مصر الخارجية والتي ترتكز على احترام حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول وهي التي عبر عنها الرئيس بقوله بان " مصر تمارس السياسة بشرف في زمن عز فيه الشرف ".



نتذكر جميعا حالة العزلة التي كان المجتمع الدولي يفرضها على مصر بعد 30 يونيو، وكان ذلك نتيجة لقراءة خاطئة للأحداث وعدم ادراك وفهم للواقع المصري والشخصية المصرية من جهة، ونتيجة أيضا لسعي قوى دولية وإقليمية لمحاصرة وتحجيم الدور المصري في المنطقة؛ لانه من الثابت تاريخيا ان نهوض مصر وفاعليتها في نطاقها الاقليمي تنظر له القوى الدولية والاقليمية على انه يشكل تهديدًا لمصالحها أو لادوارها في قيادة المنطقة؛ لانه ما من مرة قادت فيها مصر المنطقة الا وشكلت تحديًا للقوى الدولية والاقليمية. لقد استطاعت القيادة المصرية بعد 30 يونيو ان تتعامل بمرونة وكفاءة عالية في ادارة الأزمات التي احاطت بمصر وكانت قادرة من خلال نهج سليم على ربط مصالح القوى الدولية باستقرار مصر وأمنها وقد ترجمت نجاحات الادارة المصرية من خلال ثلاث مؤشرات. الاول: عدد الزيارات التي قام بها رؤساء دول العالم لمصر خلال السنوات الماضية فقد زارها رؤساء روسيا والصين وفرنسا والمانيا وايطاليا واليونان إضافة إلى قادة ورؤساء الدول العربية والإفريقية.

الثاني: حجم الاتفاقيات والشراكات التي تم توقيعها بين مصر وبين حكومات تلك الدول والتي قدرت بمليارات الدولارات وتناولت مختلف اوجه التعاون سواء الاقتصادي أو السياسي أو العسكري.

الثالث: تفاعلات مصر في المحافل والمنظمات الدولية، فهي الان تتولى رئاسة الاتحاد الإفريقي 2019، وقبل ذلك كانت عضوية مصر غير الدائمة بمجلس الامن عن إفريقيا لمدة عامين 2016 – 2017 (باجمالي 179 صوتا من اصل 193 صوتا ) استطاعت خلالها ان تعرض رؤيتها ورؤية الدول الإفريقية بشأن قضايا الامن والسلم الإفريقي، إضافة إلى تأكيدها على ضرورة ان تنعم القارة الإفريقية بالجانب الاكبر من برامج التنمية المستدامة الدولية، كما ترأست مصر لجنة الحكومات الإفريقية المعنية بالتغير المناخي وعرضت رؤية الحكومات الإفريقية بشأن قضايا التغير المناخي خلال قمة باريس 2015، كما ترأست لجنة مكافحة الارهاب ولجنة العقوبات الخاصة بالكونغو الديمقراطية.

لقد تعاملت مصر مع كافة الاطراف الدولية والاقليمية وفقا لرؤيتها ومصلحتها العليا فقط وكانت سياسة السيسي الخارجية نموذجا في كيفية ادارة تلك الأزمات، فأصبحت مصر فاعلًا دوليًا واقليميًا في حل أزمات المنطقة، وكان للمخابرات العامة دور أصيل في حفظ الأمن والاستقرار في عدد من الدول بدءا من سوريا واتفاقات التهدئة وخفض التوتر في دمشق وحلب وحمص، ثم اتفاق المصالحة الفلسطينية، ووثيقة " إعلان القاهرة " لتوحيد الحركة الشعبية لتحرير السودان، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى، وحرصها على الحفاظ على وحدة وسلامة الاراضي الليبية.

نجاح ثورة 30 يونيو هو نجاح للدول العربية التي ترى في المرجعية العربية الامل الوحيد لمواجهة التحديات والاخطار التي تحدق بدول الخليج العربي التي تمثل أمنا قوميا مصريا أكد عليه الرئيس عبدالفتاح السيسي في أكثر من مناسبة ويكاد لا يخلو الخطاب السياسي المصري من التأكيد على أن أمن دول الخليج هو أمن مصر القومي وكان اخرها قمة مكة المكرمة اواخر الشهر الماضي.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز