عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
أهم إنجازات الإصلاح الاقتصادى

أهم إنجازات الإصلاح الاقتصادى

بقلم : محمد هيبة

البطالة تنخفض 6 ٪ فى 4 سنوات



 

منذ بداية التسعينيات من القرن الماضى، كانت مصر والمجتمع المصرى يعانيان من مشكلة مزمنة تتزايد تباعًا وتزداد حجمًا حتى أصبحت كالقنبلة الموقوتة التى يمكن أن تنفجر فى وجه المجتمع كله.. وتؤدى إلى نتائج وخيمة.

هذه المشكلة هى البطالة والتى حدثت وزادت بسببين: الأول هو توقف الدولة عن تعيين الخريجين الذين يفدون كل عام إلى سوق العمل بعد أن اكتظ بهم الجهاز الإدارى للدولة، والثانى هو عدم استيعاب سوق العمل للأعداد الكبيرة التى تتخرج كل عام نتيجة الفجوة الشاسعة جدا بين متطلبات هذه السوق وبين نوعية ومهارات الأعداد التى تدخل هذه السوق والنتيجة تزايد أعداد العاطلين خاصة بين الشباب وخريجى الجامعات.

وأذكر أننا كنا نعقد المؤتمرات والاجتماعات وينظمها ويحضرها الوزراء المعنيون بالمشكلة وكان يتم الحديث دائما عن تمكين الشباب سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا خاصة بعد العزوف الشديد منهم عن المشاركة السياسية والمجتمعية.. وكنت أؤكد وقتها فى كتاباتى أنه لا حديث عن تمكين الشباب سياسيًا واقتصاديًا مادام يعانى من مشكلة البطالة.. وأن الشاب لن يبحث عن المشاركة السياسية والمجتمعية وهو عاطل عن العمل لا يجد قوت يومه.. والأهم من ذلك أن أعداد هؤلاء العاطلين كانوا فريسة سهلة للغاية لدعاوى التطرف والانضمام لجماعات تكفيرية أو الدخول إلى مجال الجريمة.. وقد كنت أعتبر أن مشكلة البطالة والأمية هما قضيتا أمن قومى لابد أن تتضافر جهود المجتمع كله للقضاء عليهما.

والحقيقة أنه منذ أن بدأ الرئيس السيسى خطوات الإصلاح الاقتصادى وضخ الاستثمارات فى البنية الأساسية والتحتية من منظومة طرق إلى مشروعات إنشائية ومحطات كهرباء وتعمير صحراء وكذلك مدن الجيل الرابع وضخ استثمارات ضخمة جدا لتحقيق النهضة الاقتصادية.. فقد كان ذلك له أكبر الأثر فى تراجع وانخفاض معدل البطالة من 13٫5 ٪ عام 2013 وهو أعلى مستوى وصل إليه معدل البطالة إلى 7٫5 ٪ فى الربع الثانى من عام 2019، وهو أدنى مستوى حققه الاقتصاد المصرى منذ أكثر من 30 عاما، حيث إنه بلغ فى 2008 أى قبل يناير 2011 «9٫9 ٪» على الرغم من وجود معدل نمو وصل إلى 7 ٪ آنذاك.

ولذا فأنا أعتبر أن انخفاض البطالة إلى هذا الحد يعتبر أهم إنجازات ونجاحات الإصلاح الاقتصادى المر الذى دفع ثمنه الشعب وتحمله وتغلب على صعابه رغم ضيق العيش وارتفاع الأسعار ونتائج التعويم وخلافه.

والحقيقة أن تحقيق 6 ٪ انخفاضا فى معدل البطالة فى غضون 4 سنوات هو رقم يمثل إعجازا حققه الاقتصاد المصرى فى هذه الفترة، والحقيقة وبحسب الأرقام الرسمية التى لا تكذب، فإن الدولة نفذت 9039 مشروعا استثماريًا قوميًا فى 4 سنوات وبتكلفة 2٫1 تريليون جنيه أسهمت فى استيعاب المزيد من فرص العمل التى تدخل سوق العمل كل عام.

على الرغم من ذلك، فإنه من الضرورى أن تنتبه الحكومة والمؤسسات المعنية فى هذا الصدد إلى أننا نحتاج إلى جهد كبير جدا فى ضخ استثمارات جديدة وبناء مشروعات تنموية جديدة.. فإذا كانت المشروعات السابقة التى استوعبت كل هذه الملايين من العمالة قد قاربت على الانتهاء فلابد فى غضون 2022، البدء فى تنفيذ مشروعات تنموية ضخمة مثل مشروعات تنمية قناة السويس ومصانع الحديد والصلب واستكمال الجيل الرابع من المدن الجديدة فى كل المحافظات والمناطق التى كانت تعانى من الإهمال.. وتكشف الأيام أن هذه المشروعات ستستوعب 2 مليون عامل سنويا خلال الفترة القادمة.. وهو إذا حدث، فإن معدل البطالة سيتجه إلى مزيد من الانخفاض ليصل إلى أقل من 5 ٪ خلال السنوات الثلاث المقبلة خاصة مع خطط تطوير التعليم ومدخلاته وخاصة التعليم الفنى وما قبل الجامعى.. وكذلك التعليم الجامعى فى إنشاء مزيد من الجامعات التكنولوجية المشتركة مع أعرق جامعات العالم.

وفى النهاية.. فإن مهمة الصحافة أو الكاتب ليست أن يرشق الحكومة ومؤسسات الدولة بسهام النقد.. ولكن أيضا أن يسلط الضوء على الإنجازات الضخمة والإيجابيات الواضحة التى تحدث فارقا فى المجتمع.. فمشكلة البطالة كانت مشكلة تؤرق المجتمع كله.. وكانت فعلا قنبلة موقوتة لو انفجرت فى وجه المجتمع لحدث ما لا تحمد عقباه.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز