عاجل
الأحد 28 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي
المسجد الأقصى «كمان وكمان»

المسجد الأقصى «كمان وكمان»

بقلم : سهام ذهنى

لا يكفى التعامل مع خطط اليهود ضد المسجد الأقصى عبر الاكتفاء بالمطالبة بطرد السفير الإسرائيلى، أو بالتظاهر ضد اقتحام اليهود للمسجد الأقصى، وإن كانت مثل هذه التصرفات هى أيضا مهمة، إنما هى تقف عند محطة ردود الأفعال المؤقتة، فى حين أن المطلوب بالإضافة لذلك هو أبعد من هذا بكثير.



 
المطلوب التعامل من منطلق «الفعل» وليس مجرد «رد الفعل». المطلوب أن نفهم أن القضية أبعد بكثير من اقتحام عدد ممن تطلق عليهم وسائل الإعلام اسم «المتطرفين» للمسجد الأقصى.
فبداية لابد من الوعى بأن من يقتحمون المسجد الأقصى هم ليسوا فقط المتطرفين، فالذين يؤيدون الاقتحامات هم الصهاينة بصفة عامة، هم اليهود المؤمنون بفكرة الصهيونية بما تقوم عليها من عودة اليهود إلى جبل «صهيون» بفلسطين المشتقة منه اسم الحركة الصهيونية، بما يترتب على هذه العودة من تنفيذ قلب الفكرةالصهيونية المتعلقة بواجبات اليهود بعد العودة إلى فلسطين أو بحسب تسميتهم إلى أرض الميعاد، حيث يصبح من الواجب عليهم إقامة «الهيكل اليهودى» مكان «المسجد الأقصى». لا خلاف بين اليهود على هذا المبدأ. الخلاف فقط هو حول الموعد الذى يتم فيه التخلص من المسجد الأقصى وإقامة الهيكل مكانه. ففريق يرى أنه لا بد من ظهور علامات معينة هى بمثابة إشارات يزعم بها الكهنة اليهود منها ظهور بقرة حمراء. وقطاع آخر من اليهود لا يعتقدون فى ضرورة ظهور العلامات قبل التخلص من المسجد الاقصى والبدء فى إقامة الهيكل.
 
مع ذلك فإن أصحاب كل من الرأيين لا يختلفان حول البدء بالإجراءات التى تمهد للتخلص من المسجد الأقصى، وهو ما بدأ منذ وقت طويل، ومثال لهذه الإجراءات قيامهم بعمل الأنفاق تحت المسجد الأقصى التى تمثل فى المستقبل طرقا آمنة للصهاينة للاحتماء بها عند اقتحامهم للمسجد الأقصى، حيث إن هذه الأنفاق لاتمر فقط تحت المسجد الأقصى، إنما تصل من تحته إلى المستوطنات الإسرائيلية جنوب مدينة القدس.
 
والمعروف أن المستوطنات الإسرائيلية تطوق مدينة القدس بشكل دائرى، وترتبط ببعضها البعض عبر طرق متسعة، بالتالى يستطيع المستوطنون من جميع المستوطنات المحيطة بالقدس الوصول إلى المسجد الأقصى مستخدمين النفق الواصل للمسجد الأقصى من تحت المستوطنات الجنوبية دون أن يتمكن المقدسيون من التصدى لهم.
 
ومن الإجراءات الأخرى والأخطر التى يقوم بها الصهاينة تمهيدا لإقامة الهيكل اليهودى مكان المسجد الأقصى هو طرد المقدسيين من بيوتهم، ومن المدينة بأكملها عبر استخدام حجج تتعلق بعدم دفع الضرائب الباهظة التى يفرضونها عليهم من أجل تعجيزهم.
 
بالتالى لا بد من أن نتجاوز نحن دور رد الفعل إلى دور الفعل القائم على معلومات، فحين تجتمع جامعة الدول العربية أو منظمة التعاون الإسلامى لا بد أن تتجاوز الشجب والإدانة إلى مرحلة اتخاذ إجراءات إيجابية قائمة على معلومات تبدأ بدعم المقدسيين الذين هم خط الدفاع الأول عن المسجد الأقصى، وهو ليس واجبا وطنيا فقط، إنما هو أيضا واجب دينى انطلاقا من أن حديث الرسول عليه الصلاة والسلام قد خص المسجد الأقصى عن الحرمين الشريفين بأن الذى لا يستطيع شد الرحال إليه، يصبح له أن يرسل زيتا يُسرج فى قناديله على حد تعبير الحديث الشريف كناية عن ضرورة العمل على إعماره، فما بالنا والأمر لم يعد مجرد إعمار وإنما صار كفاحا كى لا يتم هدمه، وكى يظل حماته من السكان المقدسيين مرابطين فى جواره ومدافعين عنه.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز