

سهام ذهنى
البيت لنا والقدس لنا
بقلم : سهام ذهنى
نقلة نوعية فى الرد على اقتحام اليهود للمسجد الأقصى، تمثلت فى قيام مجموعة من الشباب الفلسطينى لأول مرة بالدخول إلى القدس، عن طريق هدم جزء من الجدار الذى يفصل من ضمن ما يفصل ما بين القدس والضفة الغربية، وهو التحدى الذى قاموا به فى عز النهار.
بالطبع تحركت قوات الاحتلال ودارت المواجهات وتم إعلان المكان كمنطقة عسكرية مغلقة، كما تحركت قوات حرس الحدود الإسرائيلية لحراسة الجزء الذى تم هدمه من الجدار.
إنما بغض النظر عن النتيجة فإن الفلسطينيين بهذه النقلة النوعية قد أكدوا أن المسجد الأقصى خط أحمر مهما كان التباين الشاسع فى الإمكانيات بين الطرفين.
حيث لم يكن من الممكن أن تمر الاستفزازات الإسرائيلية المتتابعة ضد المسجد الأقصى دون رد قوى، صحيح أن المرابطين المقدسيين بالمسجد الأقصى قد تمكنوا كالمعتاد بثباتهم وصمودهم من صد دخول المزيد من اليهود إلى المسجد الأقصى بعد أن اقتحمه مجموعة من اليهود لإقامة شعائر تلمودية فيه.
إنما جاء تصميم هؤلاء الشباب الفلسطينيين من خارج القدس على أن يشاركوا هم أيضا كتأكيد على عدم السكوت تجاه تكرار المحاولات الصهيونية لاقتحام المسجد الأقصى. فالمعروف أن الفلسطينيين المقيمين بالضفة الغربية غير مسموح لهم بدخول القدس، فكان قيام هذه المجموعة من الشباب بكسر ذلك الجزء من الجدار العازل الذى يحول بينهم وبين دخول القدس تعبيرا عن التحدى والتمسك بالمقاومة والدفاع عن المقدسات، ومما زاد من أهمية الرمز الكبير الذى مثلته هذه الخطوة الجريئة هو أن هذا العمل كان مواكبا لإحياء ذكرى النكبة، فكان إشارة فى الوقت نفسه إلى أن استيلاء الصهاينة على فلسطين هو أمر لم يمر حتى بعد كل هذا العمر.
كما جاءت هذه الخطوة مواكبة أيضا لاحتفالات اليهود بما يقولون أنه عيد نزول التوراة، والذى جرت خلاله العديد من الاستفزازات الصهيونية، من ضمن هذه الاستفزازات قيام عدد كبير من الصهاينة بالتظاهر فى القدس وهم يرتدون ملابس مرسوما عليها أطفال يقومون بهدم قبة الصخرة، وبالطبع فإن قبة الصخرة جزء من المسجد الأقصى، فالمسجد الأقصى هو كل المساحة داخل السور المعروف بالحرم القدسى الشريف. وهذه الملابس تأكيد على رغبتهم فى التخلص من المسجد الأقصى، وربما يقصدون بالأطفال فى الرسم أن هدمه مسئولية الجيل الجديد، كجزء من عقيدتهم التى يعلنونها الآن بلا تردد حول أنهم يخططون للتخلص من المسجد الأقصى من أجل إقامة هيكلهم مكانه.
إنما مهما كانت مخططاتهم، ومهما كان تلقينهم لصغارهم بما يعتقدونه حول هدم المسجد الأقصى وإقامة هيكلهم مكانه، فإننا فى المقابل يجب ألا نظل مكتفين بالهتاف والغناء حول أن البيت لنا والقدس لنا، بل واجب على كل الأمة بداية وكخطوة متأخرة أن يتم تعليم صغارنا نحن أيضا حقيقة المخطط الصهيونى الذى يتضمن هدم أولى القبلتين ومسرى الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، وأن الأمة بأكملها لا يمكن أن تقبل التخلى عن المسجد الأقصى مهما كان الثمن.∎