

سهام ذهنى
مطلوب قرارات ثورية
بقلم : سهام ذهنى
سهام ذهني
مطلوب قرارات ثورية وجريئة لإصلاح النظام الإدارى فى كل المجالات بشكل حاسم وفورى، حتى لا تظل تتكرر أخطاء النظام السابق، وحتى لا يموت أطفال على مزلقان للسكة الحديد.
الثورة لن تتحول إلى واقع ملموس على الأرض إلا حين تتم الاستجابة لما يسمى بالمطالب الفئوية، فحالة الإحباط التى صارت منتشرة تعود فى جانب أساسى منها إلى مفهوم ساد من المسئولين عقب الثورة وحتى الآن يتعامل مع المطالب الفئوية باعتبار أن هذا ليس وقتها. فى حين أنها هى الملح الذى لابد من إضافته كى يصبح للأكل طعم.
بل إن عدم احترام المطالب الفئوية هو أحد الأسباب التى أدت إلى عدم شعور المواطن العادى بأن ثورة قد حدثت. ولا يجب التعامل مع المطالب الفئوية بطريقة مجزأة، إنما بقرارات ثورية شاملة. فجوهر المطالب الفئوية هو تمكين المواطن البسيط من العيش بالكرامة التى هتفت الملايين مطالبة بها مع الخبز والحرية والعدالة الاجتماعية.
وإذا كان الفقر والجهل والمرض هى ثلاثية التخلف، فإن الفقر يحتاج لمواجهته إلى قرارات ثورية لإعادة توزيع الدخل. قرارات تتضمن جرأة فى الدخول إلى أعشاش الدبابير بتطبيق الحد الأدنى والأعلى للأجور، بالاستغناء عن الوظائف الكبرى التى لا يؤدى أصحابها أعمالا حقيقية، ويتقاضون عنها مرتبات فلكية مثل المستشارين، أو على الأقل تقليص الأجور التى يتم دفعها لهم.
والجهل لن نتخطاه إلا بالبدء فى تحقيق مطالب المعلمين التى يسميها البعض مطالب فئوية، بينما هى بداية الطريق الرئيسى لإصلاح نظام التعليم عبر إصلاح أحوال المعلمين كى يقوموا بتعليم الطلاب فعليا فى المدارس ونستطيع بذلك القضاء على الدروس الخصوصية التى يتعلم فيها التلميذ أول دروس الرشوة من أجل الحصول على شهادة.
مطلوب قرارات ثورية يتم بها إعادة النظر فى الإنفاق داخل وزارة التربية والتعليم، ومطلوب الجرأة فى تحويل ما تدفعه الأسرة للدروس الخصوصية إلى مبالغ يتم دفعها للمدرسة، بدلا من «شحططة» الأبناء ليلا ونهارا بين الذهاب إلى المدرسة المسجلين بها، وبين الذهاب إلى الدروس الخصوصية بلا رقابة ولا تعلم حقيقى.
أما ثالث محاور التخلف وهو المرض، فمازالت الحكومة تعتبر مطالب الأطباء مجرد ما يسمى بالمطالب الفئوية، فى حين أن ما يطالبون به هو ليس فقط الحصول على الأجر الذى يستطيعون أن يعيشوا به ـ وهذا حقهم ـ إنما هم يطالبون بإصلاح منظومة العلاج المهلهلة، وألا تظل المستشفيات الحكومية مجرد جدران بلا أجهزة طبية صالحة للاستخدام وبلا مستلزمات علاجية وأدوية وبدون حتى أسرة فوقها ملاءات نظيفة.
يا أيها الرئيس المنتخب محمد مرسى نريد قرارات ثورية، وليس مجرد إجراءات إصلاحية بطيئة، نريد قرارات تهدم البيروقراطية المتغلغلة فى الدولة العميقة بكل ما فيها من فساد سرطانى.
قرارات ثورية فى جميع المجالات حتى لا ينتصر أمثال الضابط الذى اعتدى على «الدكتور تقادم الخطيب» قائلا له «الثورة فى التليفزيون بس مش هنا، هنا مافيش ثورة».
ومطلوب فى الوقت ذاته من كل واحد فينا أن يبدأ بنفسه فى التوقف عن «اللت والعجن» وتوزيع الاتهامات وترويج الشائعات، وأن نبدأ بأنفسنا فى محاولة الحرص على الإتقان فى العمل ورفض الفساد والإهمال.