عاجل
الأربعاء 22 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
معضلة فض الاعتصام

معضلة فض الاعتصام

بقلم : محمد هيبة
أصبحنا الآن.. ورغم التفويض الشعبى الكاسح للفريق السيسى فى 26 يوليو بمواجهة الإرهاب والحرب عليه.. أمام معضلة حقيقية وفعلية وهى مدى إمكانية وكيفية فض اعتصامات الإخوان وأنصار الرئيس المعزول فى ميدانى رابعة والنهضة الذى دخل يومه الأربعين بما يمثل حالة قلق وغضب بين أفراد الشعب وأيضا ماترتب عليه من إحداث شلل تام فى أكثر المناطق حيوية بالقاهرة الكبرى.
 
والمشكلة أن التأخير والتأخر فى عملية فض الاعتصامين وتركهما طوال 40 يوما يزيد الأمر تعقيداً على اعتبار أن الاعتصام السلمى حق لكل مواطن، وهو عكس ما كان يحدث فى الاعتصامين من تصدير للفوضى والعنف المسلح وقطع الطرق فى كل أنحاء القاهرة والإسكندرية وامتد أيضا إلى الطرق السريعة والحيوية داخل البلاد.. ولعل مشاهد الضحايا الكثيرة التى سقطت أمام الحرس الجمهورى ورمسيس والشرابية ومسجد القائد إبراهيم، وأخيراالمنصة يؤكد أننا لسنا على الإطلاق أمام اعتصام سلمى بأى حال من الأحوال.. بل هى منصات إرهابية وقواعد عسكرية تنطلق منها هجمات مسلحة لترويع المواطنين وخلق حالة من الفوضى والشلل تعم المدن والطرق.. وأيضا تصدير الاشتباكات والصدامات وإظهار ما يحدث على أنه فوضى عارمة وحرب أهلية ورفض شعبى لعزل مرسى وإن ذلك لن ينتهى إلا بعودة مرسى والإخوان إلى الحكم!
 
والحقيقة أن ساعة الصفر لفض الاعتصامين كان محددا لها فجر الأحد 28 يوليو بعد 48 ساعة من التفويض الشعبى الهائل للسيسى بفض هذه الاعتصامات وإعلان الحرب على الإرهاب فى سيناء وأخذ المبادرة من قبل الداخلية والقوات المسلحة ضد الهجمات الإرهابية بدلا من اتخاذ موقف الدفاع ورد الفعل على ما يحدث من هجمات.. ويبدو أن هذه المعلومات عن فض الاعتصامات وصلت إلى الإخوان وقياداتهم فى رابعة فأخذت المبادرة بالهجوم لوقف عملية فض الاعتصام، وذلك بتوجيهالأتباع والمأجورين والإرهابيين لقطع كوبرى أكتوبر واحتلال شارع النصر وفرش الخيام أمام المنصة وما إن تحركت قوات الأمن لفتح الطريق حتى وقعت فى الفخ المنصوب ودارت المعركة التى سقط فيها العشرات من القتلى والمئات من المصابين بأيدى الإخوان وأنصارهم لا بأيدى الأمن والشرطة، والأهم من ذلك أنهم قاموا بتصوير مشاهد المصابين والمقتولين من داخل المستشفى الميدانى برابعة بقلوب ميتة غاب عنها الضمير والإنسانية والإسلام الذى يدعونه.. وصدروا مشهدا إعلاميا مأساويا، لكنه مزيف بأن الأمن ارتكب مذبحة ضد الإخوان وأنصارهم السلميين.. وقاموا ببناء متاريس وجدران من الطوب المنتزع من الأرصفة ليصوروا مشهدا أكثر فوضوية.. كل هذا جعل قرار فض الاعتصام مستحيلا بعد كل هذه الدماء التى سالت والأرواح التى أزهقت.. وخرجت بعض الأصوات من الداخل والخارج تطالب بضبط النفس وعدم فض الاعتصام بالقوة مع أنهم همالذين يستعملون القوة.. كل ذلك أعطى قوة للاعتصامين لأنهما محميان بالغرب والإعلام الغربى والساسة الغربيين.. وكل هذه الزيارات المكوكية من أوروبا وأمريكا وأفريقيا.. كلها تقريبا جاءت لعدم فض الاعتصامات بالقوة وأيضا لضمان الخروج الآمن لقادة الإخوان وكذلك الرئيس المعزول.
 
ما حدث كله أصاب الشارع المصرى بالإحباط الشديد رغم تأكيد مجلس الوزراء على تفويض وزير الداخلية بعملية فض الاعتصامات، وكذلك مجلس الدفاع الوطنى والرئيس المؤقت اللذين أعطيا إشارة البدء فى فض هذه الاعتصامات بأقل الخسائر.. وأعتقد أنه كان هناك جانب إنسانى فى عدم فض الاعتصام فى الفترة الأخيرة نظرا لظروف الصيام وظروف الشهر الكريم التى لم يراع حرمتها الإخوان وأيضا تصدير النساء والأطفال وهم يحملون أكفانهم.. وإدخالهم فى المواجهة فى الصفوف الأولى.. وأعتقد أنه بمجرد انتهاء شهر رمضان فإن أى تأخير فى عملية فض الاعتصام سيؤدى إلى أزمة فعلية وعواقب وخيمة على الدولة وهيبتها.. وفى نفس الوقت لا بد أن تكون مؤسسات الدولة على قلب رجل واحد وبرأى واحد دون أن نسمع عن رفض من هنا أو هناك لعملية فض الاعتصامات.. والحقيقة أن هناك خططا ما بدأ تنفيذها بالفعل، وسوف تتصاعد خلال الأيام القادمة ستؤدى إلى سلمية فض الاعتصام وخنق الاعتصام نفسه بدءا من استخدام غمر المياه فى مناطق الاعتصام سواء كانت مجارى أو مياها عادية، وكذلك استخدام مرشات المياه القوية والغاز المسيل للدموع، بالإضافة إلى الحصار الاقتصادى والأمنى بعدم دخول وخروج أى من المعتصمين، بالإضافة إلى قطع المياه عنهم وكذلك منع دخول المؤن والأغذية لهم حتى يخرجوا سالمين.. وهذه هى كل الوسائل السلمية فى خطط فض الاعتصام وسيكون آخرها استخدام القوة إذا حاولت مجموعات من هذه الاعتصامات مقاومة فض الاعتصام بالعنف المسلح وإطلاق الرصاص والمدافع على القوات ووقتها لا يلومون إلا أنفسهم.
 
كشف قادة الإخوان عن وجههم القبيح.. وفكرهم الدنىء بتقسيم مصر فى دعاوى بعض القادة فى رابعة والتى خرجت لتؤكد أن عملية الإرهاب فى سيناء لن تنتهى إلا بخروج قوات الشرطة والجيش من شمال سيناء واحتلالها من قبل الإرهابيين والجهاديين والتكفيريين والقاعدة وإعلانها إمارة إسلامية تنفصل عن مصر.. نعم هذا هو وجههم القبيح وخطتهم الفاضحة لتقسيم مصر إلى أجزاء مثلما حدث فى السودان ومثلما يحدث فى العراق.. نعم هذا فكرهم المريض ومخططاتهم التى وراءها بالطبع الصهاينة والأمريكان الذين يحتضنونهم وهم لديهم عملاء مخلصون.. فكرة القومية والدولة غير موجودة لديهم أو فى قاموسهم.. وهذا هو ما عبر عنه الفريق أول عبدالفتاح السيسى نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع والإنتاج الحربى فى حواره القنبلة الجرىء والصريح مع صحيفة «الواشنطن بوست» الأمريكية والذى فتح فيه النار على أمريكا وإدارة أوباما واتهم أمريكا بأنها تجاهلت الإرادة الشعبية التى خرجت فى 30 يونيو ولم تقدم الدعم الكافى لها.. وأن المصريين لن يغفروا لها نكران إرادتهم ضد الظلم الجانى.
 
السيسى عبر عن ضمير الشعب المصرى كله وقال كلمته فى حكم الإخوان بعد أن أصدر الشعب حكما مشمولا بالنفاذ ضد مرسى وجماعته حيث أكد السيسى فى حواره أن مرسى لم يكن رئيسا لكل المصريين وأنه كان رئيسا فقط لجماعته وعشيرته.. وأن مفهوم الدولة لم يكن واضحا عند جماعة الإخوان.. وأن ولاءهم للتنظيم ولمعتقداتهم أكبر من ولائهم لفكرة الدولة والوطنية والهوية المصرية.. السيسى أيضا وجه اتهاما للأمريكان ولأوباما بأنهم يدعمون الإخوان ماديا ومعنويا وأنهم يستطيعون وقف نزيف الدم والعنف فى مصر إذا أجبروا الإخوان على وقف الاعتصامات والاعتداءات المسلحة والعمليات الإرهابية فى سيناء.
 
أيضا وجه السيسى لطمة قوية لإدارة أوباما بأن محاولات أمريكا للإفراج عن مرسى وقادة الإخوان لن تجدى بعدما ارتكبوه فى حق الشعب من جرائم قتل وإرهاب وتخابر وخيانة عظمى.. وأن ربط الإفراج عنهم مقابل وقف العنف المسلح داخل مصر لن يجدى لأنه لا يملك أحد ذلك فى مصر سوى القضاء المصرى الشامخ الذى تطاولوا عليه وحاولوا كسره هو أيضا مثلما حاولوا كسر بقية مؤسسات الدولة وتفكيكها.
 
السيسى أعاد لنا خطاب مصر القوى الحازم فى مواجهة أكبر قوة فى العالم.. ولم يمسك العصا من الوسط.. ولم يحاول إرضاء أمريكا أو استرضاء إدارة أوباما حتى لو كان الثمن قطع المعونة العسكرية حيث أعرب بشدة عن خيبة أمل المصريين والجيش المصرى حيال موقف أمريكا بعد تأجيل تسليم 4 مقاتلات «إف 16» لمصر، مما يشير إلى أن واشنطن تعاقب الجيش المصرى وأن ما حدث يسبب نفور المصريين منهم.. السيسى فجر قنبلة انفجرت فى وجه دعاة الديمقراطية والحرية والمساواة، انفجرت فى وجه أمريكا وإدارة أوباما.. يسلم فمك يا سيسى.



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز