عاجل
الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
السيسى يفضح الإخوان الإرهابيين

السيسى يفضح الإخوان الإرهابيين

بقلم : محمد هيبة

 



 

 

كشف الفريق أول عبدالفتاح السيسى النائب الأول لرئيس الوزراء ووزير الدفاع والإنتاج الحربى، عن الوجه القبيح البشع لـ «الإخوان الإرهابيين» وذلك فى كلمته التى ألقاها أول أمس فى لقائه بضباط الجيش والشرطة فى المنطقة المركزية وقام بتعريتهم وتعرية أفكارهم المنحطة ومنهجهم الضعيف والعنيف فى نفس الوقت.. وأيضا كشف مدى ديكتاتوريتهم وتسلطهم وعنادهم أمام إرادة الشعب المصرى.

 

السيسى وجه عدة رسائل حاسمة فى كلماته التى قطعت الشك باليقين فيما مر من أحداث طوال الأربعة أشهر الماضية.. حيث أكد - بما لايدع مجالا للشك - أن ما قامت به القوات المسلحة فى 3 يوليو الماضى كان إنقاذا للدولة المصرية من جماعة حاولت اختطاف الدولة والشعب معا.. وكانت تريد أن تحكم وتظل قابعة وجاثمة على أنفاس المصريين وإرادتهم 005 سنة.. وأنها أخذت الديمقراطية والصندوق سلما للوصول إلى الحكم ثم أخذت السلم معها حتى لايصعد أحد غيرها ليحكم.. وهو ما يمثل قمة الديكتاتورية وإهدارا ومصادرة لإرادة الشعب وكذلك ترويعا للمصريين باسم الدين وتحت مظلة الدين.. وأن القوات المسلحة كانت أكثر حرصا على الإسلام بمفهومه الصحيح الذى لم يكن أبدا أداة للتخويف والترويع والترهيب للآمنين.

السيسى فى رسائله الحاسمة والقاطعة رد ردا حاسما على إرهاب الإخوان والذين من ورائهم والذين يحاولون إعادة عجلة الزمن إلى الوراء، ووجه رسالة تحذير لهم بأن من يتصور أن العنف سيركع الدولة المصرية والمصريين يجب أن يراجع نفسه وأن القوات المسلحة لن تسكت أمام تدمير البلاد والعباد وحرق الوطن وترويع الآمنين ونقل صورة خاطئة للإعلام الغربى بوجود اقتتال داخل الشارع.

السيسى أيضا وجه رسالة إلى الخارج والداخل على السواء بأن ما حدث فى 3 يوليو لم يتم بالتنسيق أو التعاون خارجيا مع أى دولة فى الشأن المصرى وأن المصلحة العليا تقتضى وضع مصلحة مصر وأمنها القومى فوق كل اعتبار، وكانت تلك رسالة السيسى الواضحة أن القرار مصرى خالص ويراعى مصلحة مصر وشعبها.. ويكشف فى الوقت نفسه الطرف الذى كان يتفاوض مع الخارج وينسق معه ويتعاون معه للوصول إلى الحكم.. وأن هذا هو السبب فى أن هذا الطرف يريد الاستعانة والاستقواء بالخارج للعودة للحكم وتناسوا أن السند الحقيقى لأى فصيل سياسى يجب أن يكون الشعب نفسه.. وليس أى طرف من خارج هذا الشعب.

كل هذه الرسائل وكل هذه الكلمات كشفت القناع عن وجه الإخوان الإرهابيين الذين يعتبرون الطليعة الأولى للتيار الدينى كله فى مصر والذين يمثلون الفاشية الدينية.. والحقيقة أن الأحداث الجارية والعنف المسلح والدم المستباح كله لايستطيع أن يقوم به الإخوان وحدهم.. ولكن اتفقت جميع أطراف وجبهات هذا التيار كله على إعلان الحرب على الدولة كلها  والجيش والشرطة والشعب من أجل استعادة وضعهم السياسى وعودتهم إلى المشهد السياسى والحكم مرة أخرى فى مصر.. والدليل على ذلك أن عناصر الإرهاب فى سيناء مثلا ليست كلها من جماعات الإخوان ولكن هناك أطرافا من الجماعة الإسلامية والجهاديين والجهادية السلفية وحماس وحزب الله وأخيرا تنظيم القاعدة بما يضم من  أفغانيين وباكستانيين يشاركون فى هذا كله.. وكلهم جماعات إرهابية تكفيرية.. وكلها جماعات مسلحة ومدربة على أعلى مستوى وتجيد تماما حرب العصابات والكهوف والجبال، وهو ما تضمنه وتحققه لهم طبيعة جبال سيناء.. وهو أيضا ما يعوق مهمة القوات المسلحة فى مواجهة حرب العصابات والإرهاب بهذه الطريقة.. وقد يوضح ذلك حجم الإرهاب والعمليات الإرهابية ضد قوات الشرطة والجيش فى سيناء وكان آخرها مجزرة سيناء الغادرة التي راح ضحيتها 52 مجندا من جنود الأمن المركزى وكم الضحايا الذين سقطوا ويسقطون يوميا من قواتنا الشرطية والعسكرية شباب ذنبهم الوحيد أنهم يقومون بواجبهم الوطنى بالدرجة الأولى فى حفظ الأمن ومواجهة الإرهاب الذى صمم الشعب وجيشه على مواجهته ومحاربته والقضاء عليه وتجفيف منابعه تماما.. وطبعا هذا سيأخذ وقتا.. أيضا يجب ألا ننسى أن علينا ثمنا يجب أن ندفعه من أجل تحرير هذا الوطن وتحقيق أمنه من هذه الجماعات الإرهابية التى انضمت إليها جماعة الإخوان كجماعة إرهابية.

نفس المنطق يجب أن نتعامل به مع من يطلقون على أنفسهم التحالف الوطنى لدعم الشرعية، والذى يضم أحزاباً سياسية وجماعات دينية أو تتستر تحت اسم الدين وتأليب المجتمع الدولى على مصر بل تقوم بالدعوة إلى الاعتصامات والمظاهرات واستخدام العنف لتكسير الجيش والشرطة وترويع الشعب.. وكل هذا تحت غطاء سياسى بأحزاب قائمة حاليا تتستر تحت اسم الدين وهى فى الأول والآخر جماعات تطلق على نفسها أنها جماعات دينية لكنها فى النهاية هى جماعات إرهابية تتخذ العنف منهجا وتحتضنه وتحض عليه وتباركه وتعتبره شهادة فى سبيل الله.. وتدفع بالمئات والآلاف فى آتون معركة وصراع سياسى على السلطة وليس من أجل الإسلام وإعلاء كلمة الإسلام.. ولذا نحن الآن أمام خيارين.. إما أن نتغاضى عما حدث ونسمح لكل هذه الأحزاب الدينية مثل الجماعة الإسلامية الجماعة السلفية وحزب النور ومصر القوية والبناء والتنمية وغيرها من الأحزاب الدينية بالاستمرار فى المشهد السياسى مع أنهم يتفقون فى المنبع والمصدر مع وجماعة «الإخوان» حتى ولو كانوا يدعون السلمية وعدم جنوحهم للعنف وأيضا اتخاذهم موقفا مضادا للإخوان الآن وهو موقف ليس عن قناعة.. ولكن خوفا من إقصائهم من المشهد السياسى كله إذا وقفوا معهم.. أما الطريق أو الخيار الآخر فهو الأقرب للمنطق والأقرب للصواب وأيضا المتفق مع مدنية الدولة هو الحظر الكامل للأحزاب الدينية على الإطلاق وأيضا عدم وجود أية أحزاب أو جماعات لها مرجعية دينية وأن ينص على ذلك صراحة فى الدستور الجديد أو الذى سيتم تعديله،  كما أنه يجب أن يكون هناك وضوح رؤية سياسية واحدة لكل الجهات المسئولة فى الدولة فى هذا الصدد، حيث تخرج التصريحات متضاربة فى المواقف، سواء من مؤسسة الرئاسة أو الحكومة بشأن المصالحة والسماح بوجود هذه التيارات داخل المشهد السياسى على أساس أنهم ضمن نسيج المجتمع المصرى، وأنه ليس من مصلحة الوطن إقصاءهم تماما عن المشهد والمشكلة الحقيقية أن كل هذه الأحزاب والجماعات الدينية أو التى لها مرجعية دينية لا تؤمن بالديمقراطية ولاتؤمن بالليبرالية.. ولكن لها منهجها ولها عقيدتها.. وهى تطرح دائما الحلول على أساس دينى دون أن تهيىء المجتمع المصرى إلى هذه الحلول.. وهى تصر على إدخال الدين فى السياسة وهو ما حذرنا منه مرارا وتكرارا وأكدنا أن هذا سيدخلنا فى حيز الفاشية الدينية وأن الخروج على الحاكم فى هذه الحالة سيكون كفرا وخروجا عن الإسلام.. وهو ما يتحقق الآن على أرض الواقع والذى شهدناه بإرهاب الجماعة وقتل الناس وإزهاق أرواح ودماء الكثير من الأبرياء باسم الدين والدفاع عن الإسلام ونصرة الإسلام.. هذا هو النفق المظلم الذى حذرنا منه من قبل ولولا القوات المسلحة وتدخلها فى 3 يوليو لدخلنا هذا النفق إلى غير رجعة.

أفيقوا وانتبهوا فوجود تيارات الإسلام السياسى كلها فى المشهد السياسى خطر على الدولة.. والذى عليه أن يمارس السياسة عليه أن يترك الدين للدعوة.. والذى عليه أن يتمسك بالدين فليترك السياسة لأهلها.. فالدين عقيدة ثابتة والسياسة متغيرة.. أفيقوا وانتبهوا يرحمكم الله.. وارحموا هذا البلد من حرب أهلية مستقبلا.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز