12:00 ص - الثلاثاء 10 سبتمبر 2013
«الحبيب» الذى يتم البحث عنه هو أحيانا «زوج»، وأحيانا «ابن»، وأحيانا «أخ» أو «صديق»، إنما فى كل الأحوال يتحدث الباحثون عنه تحت صفة «مفقود»، وهو فى غالبية الأحوال إما شهيد أو معتقل أو مصاب، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
يارب أصلح الحال والطف بهؤلاء وأمثالهم الذين بعد أن داخوا بحثا عن أحبتهم على الأرض بدأوا يكلمون العالم الافتراضى عله يدلهم على حبيبهم،
فإذا بالاستغاثات تبدو وكأنها قد تحولت إلى حملة عنوانها «ابحث مع الشعب». واللافت للنظر أنه بمجرد نشر صورة لمفقود على الفيس بوك يتصاعد الحماس لإعادة نشر الصورة، فبسرعة يتم إعادة النشر مئات المرات، وأحيانا آلاف المرات، إلى درجة أننى قد لاحظت أن إحدى الصور مسجل عليها أنها قد تم مشاركتها (48 ألف) مرة.
ومن كثرة هذه الحالات وتتابعها تم إنشاء موقع على شبكة الإنترنت من أجل المساعدة فى التوصل إلىالمفقودين، والموقع يحمل اسم «مفقودين»، مع عمل صفحة على موقع الفيس بوك تحمل الاسم نفسه، وفى التعريف بالهدف من الموقع يوضح من أنشأوه أنه «موقع يهدف لمساعدة أهالى المفقودين للتوصل إلى ذويهم، بغض النظر عن انتمائك الحزبى أو أفكارك السياسية. مساعدتك للعثور على أحد المفقودين عملية إنسانية».
وكيف لا يتم التعامل بإنسانية حين تطل علينا صورة شاب أو شابة مع نداء ممن يبحثون عنه أو عنها، فتطل لهفة الباحثين بين السطور وكأن كلماتهم تصرخ: «يا جماعة ده أخويا (عبدالرحمن عادل) منعرفش عنه حاجة، اللى شافه فى أى مكان يتصل ع النمرة دى ربنا يكرمكوا».
وهناك من يستحلف الناس: «بالله عليكم يا شباب اللى بيحب ربنا يشير الصورة دى يمكن حد يكون شافه، محدش عارف عنه حاجة».
التعليقات أو الردود التى يسجلها الذين يقرأون الاستغاثة هى فى حد ذاتها تعبر عن حالة من التفاعل الإنسانى اللافت للنظر، ولأنأكثر حالات المفقودين كانت قد حدثت عقب جمعة الغضب برمسيس، لذلك توقفت مع بعض التعليقات على هذه الاستغاثة: «المهندس عمرو إسماعيل مفقود من أحداث رمسيس، آخر مكالمة معه كان فى غمرة، اللى يعرف عنه معلومة يتصل على الرقم ده».
فجاء أول تعليق يحكى فيه صاحبه عن همومه هو أيضا حيث كتب: «ده نفس اللى حصل مع محمد صاحبى، آخر مكالمة كانت الساعه 1 بالليل فى غمرة».
وتعليق يشبه محاولة ضرير الاستعانة بضرير، حيث جاء فى التعليق: «أنا ليا واحد صاحبى برضه مفقود، وبرضه كان فى غمرة، لو حد عرف حاجة عن الناس اللى كانت ف غمرة يقول بالله عليك».
ولا تقتصر الاستغاثات على النداء للبحث عن شخص غائب، إنما هناك أيضا نداءات ممن يعلنون عن أشخاص مجهولين. مثل الاستغاثة التالية: «هذا الشاب مصاب موجود حاليا فى 303 مستشفى التأمين الصحى بشارع الطيران مدينة نصر، وليس معه أى بطاقة هوية. على من يتعرف عليه أنيتوجه للمستشفى».. أما أفظع الاستغاثات فهى استغاثة الباحثين عن جثة من يعلمون باستشهاده لكنهم لا يجدون جثته، وبعضهم استمر ينشر استغاثته على الرغم من مرور وقت طويل، ومن نماذج الباحثين عن جثة قرة أعينهم هذه الحالة: «محمود سعد محمود حسن فى سنة 5 كلية طب عنده 12 سنة، أصحابه شافوه أثناء إصابته بالرصاص من الشرطة. إللى يعرف مكانه يبلغ أهله عشان يدفنوا جثمانه». حسبنا الله ونعم الوكيل.