

جمال عبدالصمد
قلوبنا تخطو خطواتها الأولى
انطلق العام الدراسي (٢٠٢٥ _ ٢٠٢٦م ) يوم السبت الماضي، حيث فتحت المدارس الحكومية أبوابها لاستقبال أولادنا تدريجيًا على حسب الصفوف الدراسية بجميع المراحل التعليمية، وذلك لتجنب الازدحام وتنظيم عملية دخول المدارس، فكان يوم السبت بالمرحلة الابتدائية من نصيب الصف الأول، ثم جاء يوم الأحد لكي يستقبل زهور رياض الأطفال والصف الثاني، بينما كان يوم الاثنين من نصيب الصف الثالث، وتوالت الأيام فكان يوم الثلاثاء للصف الرابع والأربعاء للصف الخامس، وأخيرا الخميس نهاية الأسبوع الأول في العام الدراسي الجديد باكتمال دخول طلاب الصف السادس، والذي كان غالبًا مخصصا لأداء الأنشطة الترفيهية والتربوية فقط.
الأمر الذي جعل الشوارع تتزين بألوان الزي المدرسي الذي يختلف من صف لآخر، ومن مدرسة لأخرى، حيث تحول محيط كل مدرسة إلى بوكيه ورد متنوع الألوان والأحجام، وكالعادة ظهر أبطال الحكاية الحقيقيين وهم أولياء الأمور، الذين يلعبون دورًا مهمًا في دعم ومساندة أولادهم طوال العام الدراسي، منهم من يتفرغ لأولاده منذ الذهاب إلى المدرسة مرورا بانتظارهم بالخارج، وصولا إلى رحلة العودة للمنزل، حاملين على عاتقهم مشقة واعباء متنوعة تواجههم خلال أيام الدراسة "الواجبات، الأنشطة، المذاكرة، الدروس"، وغيرها من المهام التي يتكبدها ولي الأمر على مدار العام الدراسي.
كما حرصت وزارة التربية والتعليم على القيام بوضع خطة استقبال الطلاب الجدد وتوزيعها على كل المديريات التعليمية بجميع محافظات مصر، وقد اختصت هذه الخطة أطفالنا الذين يخطون أولى خطواتهم التعليمية "أولى ابتدائي، رياض أطفال"، وقامت مديريات التربية والتعليم بتنفيذ التوجيهات المؤكلة إليهم على أكمل وجه وبالشكل الذي يليق بأولادنا مستقبل مصر، وذلك بهدف تخفيف الضغط النفسي عليهم، حيث استقبلت المدارس طلابها بالأغاني والبالونات والهدايا والحلوى، بالإضافة إلى الفقرات الترفيهية التي تعد حافزا مشجعا لطلبة أولى ابتدائي، وذلك بهدف خلق صورة ذهنية تستمر عالقة بالأذهان والنفوس على مدار مشوارهم التعليمي.
ضربت محافظة الإسكندرية مثالا حيا يحتذى به في كيفية الاستعداد للعام الدراسي الجديد بصورة متميزة منها: إطلاق مبادرة معارض "أهلاً مدارس ٢٠٢٥" في مختلف أنحاء عروس البحر الأبيض المتوسط، من أجل تسهيل وتوفير المستلزمات المدرسية "الزي الرسمي، الحقائب، الأحذية، الأدوات المدرسية، وغيرها من المتطلبات الدراسية"، بأسعار مخفضة تناسب الجميع وذلك في إطار جهود الدولة لتخفيف الأعباء الاقتصادية عن كاهل أولياء الأمور.
أيضا استعدت مديرية التربية والتعليم بالثغر للموسم الدراسي (٢٠٢٥ _ ٢٠٢٦م)، من خلال إتمام أعمال الصيانة الشاملة بالمدارس "الدهانات، زيادة أعداد المقاعد بالفصول وصيانة القديم، التشجير والنظافة داخل وخارج المدرسة"، وغيرها من أعمال الصيانة المختلفة وذلك لتهيئة بيئة تعليمية جذابة وآمنة للطلاب، بالإضافة إلى الحرص على سد العجز في أعداد المعلمين والمعلمات، من خلال عمليات النقل والندب وقبول دفعات من المعلمين المعينين بنظام الحصة، لضمان توفير مدرسين مؤهلين في جميع المدارس، فضلًا عن التجهيزات الخاصة بالطلاب من ذوي الهمم، حيث تم توفير معايير الأمن والسلامة لهم داخل المدرسة، وإزالة التحديات وحل المشاكل التي تقابلهم بمدارسهم.
ختامًا.. لم تكن الخطة التي وضعتها وزارة التربية والتعليم لاستقبال الطلاب الجدد من أجل الترفيه أو الشو الدعائي، بل كان لها دور مهم يجمع بين الجانب تربوي والنفسي والاجتماعي، وذلك بهدف تذويب الحائط الجليدي بين الطالب والمدرسة، بل وتسهيل عملية انتقالهم من مرحلة رياض الأطفال إلى التعليم الأساسي، لذا ركزت وزارة التربية والتعليم على الجانب النفسي للطالب حتى يشعر بالطمأنينة والأمان داخل مدرسته ومع معلمته، الأمر الذي يساعده على بناء صداقات جديدة وتنمية المهارات الاجتماعية.