عاجل
الإثنين 10 نوفمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي
انتهاء شهر العسل

انتهاء شهر العسل

بقلم : طارق رضوان

كل ما نراه الآن من أحداث له دلالات كثيرة. اختبار قوة وأعصاب واختبار سيطرة منذ أن شعر الأمريكان بضعف المخلوع وهو فى الحكم وتأكدوا أن الابن الأبله لا يصلح لقيادة مصر وهم يراهنون على الإخوان. كانت اللقاءات الأولى تتم على مدى أزمنة متباعدة. وكان عراب الصفقة الدكتور سعد الدين إبراهيم. هو من وضع يد الأمريكان فى يد الإخوان وقد سألت الدكتور سعد عن دوره فى هذا التعارف وفى هذا التقارب سألته معاتبا. فقال لى: أنا رجل حقوقى والإخوان كانوا فصيلاً مضطهداً فى ظل نظام مبارك وكان علىّ أن أقف معهم وقمت بتوصيل قيادات الإخوان بكبار الساسة فى البيت الأبيض والحقيقة - الكلام مازال على لسان الدكتور سعد - أننى وجدتهم من أول جلسة «سمن على عسل». كأننى أرى لقاء حبيبين. ومع تطور الأحداث تمت بعدها عدة لقاءات بعيدا عنى ولم أكن شاهدا عليها. فسألته: هل توجد صفقة واضحة وصريحة ما بين الإخوان والأمريكان. قال الرجل دون تردد: نعم الأمريكان يريدون من الإخوان خمسة أشياء. المحافظة على السلام مع إسرائيل والسيطرة على حماس فى غزة وحماية المصالح الأمريكية فى مصر وإقامة تحالف سنى مع السعودية ضد المد الشيعى الإيرانى فى المنطقة والتفاهم مع الإيرانيين للتخلى عن حزب الله وبشار الأسد مقابل عودة العلاقات مع طهران. هذه هى مطالب الأمريكان، والإخوان أعطوا كل الضمانات التى تثبت حسن نيتهم. انتهى كلام الدكتور سعد لكن على المستوى الآخر هناك عدو مرابط جهة الشرق لا يريد أبدا أن تصبح العلاقة المصرية- الأمريكية « سمن على عسل» إلا بوجودهم فى الصورة. وهو ما كان يحققه لهم المخلوع لذلك حزنت عليه إسرائيل ليس لأنه صديق. بل لأنه يعرف اللعبة جيدا لا علاقة حسنة مع الأمريكان إلا بوجود إسرائيل. وكان الرجل محافظا على هذا الخيط طوال سنين حكمه البائس. أما عبدالناصر فقد دمروا علاقته مع الأمريكان فى العام الثانى من توليه الرئاسة بضرب غزة عام 55 والسادات دمروه هو شخصيا بآلات الإعلام الجبارة التى يمتلكونها وبجناح قوى داخل النظام الأمريكـى استطاعـوا التخلـص منـه نهائيـا كمـا رأينـا فى المنصـة - وآخر ما ننظر له فى أى حدث كبير كهذا هو الفاعل. الزمر والإسلامبولى ومعاونيهم هم آخر الخيط وليس أوله. هم أداة فقط - تلك هى أزمة إسرائيل مع كل حاكم فى مصر. الصراع دائما ما بين الدولتين تجاه أمريكا هو صراع خدم فى بعض جوانبه وشهر العسل الذى نراه ما بين الإخوان والأمريكان لم يدم كثيرا كما رأينا فى أحداث السفارة الأمريكية فى القاهرة وظهر الإخوان ودولتهم عاجزين عن حماية السفارة فكيف سيحمون المصالح الأمريكية وهو الأمر الذى أربك الإخوان تماما وظهرت كل التصريحات مخجلة ومرتبكة ولم يعلن الإخوان مثلا أنهم سيقاطعون المنتجات الأمريكية من أجل كرامة رسول الله ترى لماذا الآن اشتعلت الدنيا. لأنه ببساطة مرسى فى طريقه إلى أمريكا فى 42 سبتمبر ذاهب وموقفه فى غاية الضعف. لأنه أثبت أنه وشاطره ومرشده لا يمكنهم حماية المصالح الأمريكية كما كانوا يعتقدون. وإسرائيل تتفرج ضاحكة!!!



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز