

سهام ذهنى
نصرة حبيبنا محمد بين عقلى وقلبى
بقلم : سهام ذهنى
مشاعر متضاربة تجتاحنى منذ بدأت أزمة الفيلم المسىء للرسول صلى الله عليه وسلم. عقلى يقول لى إن الانتصار لسيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم يكون باتباع تعاليم رسالة الإسلام التى نقصر فى الالتزام بما جاء فيها، وأننا حين كنا نسير على هدى الحبيب المصطفى صلوات الله وسلامه عليه تفوقنا وأحرزنا التقدم العلمى والانتصارات على جميع المستويات، وأننا بعودتنا للدين وتنفيذ تعاليمه، فى العبادات، والعمل، والأخلاقيات سنصبح جديرين برسولنا صلى الله عليه وسلم.
فعلينا أن نهتم بالعبادات والأوامر والنواهى منطلقين من جوهر الفكرة وليس من الشكليات، وعلينا أن نؤدى العمل بإتقان لأن ديننا يحثنا على ضرورة إذا عمل أحدنا عملا أن يتقنه، وديننا يحثنا على بناء الأسرة القوية عبر أداء كل منا لدوره فيها، فكلنا راع وكل مسئول عن رعيته، فالرجل راع لبيته، والمرأة راعية فى بيتها. ويحثنا على التسامح وعلى كل القيم الجميلة التى إن التزمنا بها لتصدرنا الأمم، وعندها سيعمل الجميع لنا ألف حساب ولن يتجرأ أحد على رسولنا وعقيدتنا.
لكن لأن نتائج الالتزام بجوهر تعاليم ديننا هو أمر تظهر نتائجه بعد وقت طويل، لذلك فإن قلبى تعاطف مع الاحتجاجات التى اجتاحت العديد من الدول. أنا لم أتحمل أن أشاهد بعينى مقاطع الإساءات التى تضمنها الفيلم ضد الرسول صلى الله عليه وسلم، فمجرد ما سمعته من ابنى باقتضاب حول بعض الأكاذيب الحقيرة التى وردت فى الفيلم ضد الرسول صلى الله عليه وسلم أخذت أراجع عقلى وأستوعب منطق الاحتجاجات التى تمت عبر العديد من الدول ضد السفارات الأمريكية، وإن كان قلبى لم يتقبل أن يصل الأمر إلى قتل السفراء. أما وجود قدر من العنف فى الاحتجاجات، فعلى الرغم من معارضتى للعنف فى التعبير عن الرأى إلا أن البعض يرى أنه طالما تم التجاوز ضد رسولنا صلى الله عليه وسلم، فلا يجب أن يلومهم أحد حين يتجاوزون ضد سفارات الدولة التى تترك الحاصلين على جنسيتها سواء الإسرائيلى منتج الفيلم أو المصرى موريس صادق دون توقيع عقوبات ضد الفيلم الذى قدموه بحجة حرية التعبير، بينما لا يتم السماح بتناول الهولوكست أو المحرقة النازية ضد اليهود بأى قدر يخالف الرواية الإسرائيلية حول المحرقة كى لا يغضب اللوبى اليهودى.
أما فى مصر فقد شعرت بالارتياح عندما رأيت المظاهرة ضد السفارة الأمريكية خلال أول يوم للاحتجاجات حين تم إنزال العلم الأمريكى ورفع راية الرسول صلى الله عليه وسلم مكانها بكل ما حمله المشهد من رمزية. وقد ظهر الغضب أمام السفارة الأمريكية فى مصر خلال ذلك اليوم الأول للاحتجاجات تلقائيا وعفويا وممثلا للعديد من فئات الشعب المصرى، ولقد تصادف هذا اليوم مع الذكرى الـ 11 لأحداث 11 سبتمبر بأمريكا، والذى تصادف هذا العام فى يوم الثلاثاء مثلما كان أيضا فى يوم الثلاثاء عند إسقاط برجى التجارة العالمى. أما مع اندلاع العنف فى الأيام التالية، فصار من الواضح أن الأيدى المضادة للثورة مازالت تقوم بدس البلطجية مثلما حدث فى عدة مواقف خلال مظاهرات سابقة بهدف إشاعة الفوضى.
ولقد وجدت نفسى أتأمل جملة قالها الإعلامى «أحمد الشقيرى» وهى أننا لا بد أن نغضب من أجل الرسول صلى الله عليه وسلم، إنما أن يكون التعبير عن الغضب ملتزما بأخلاق الرسول.∎