عاجل
الإثنين 22 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي
أحـداث السفـارة.. وقبضـة الدولـة القويـة

أحـداث السفـارة.. وقبضـة الدولـة القويـة

بقلم : محمد هيبة

 




 

رغم تباين ردود الفعل العنيفة التى خرجت من مصر ضد الفيلم المسىء للرسول.. والذى فجر أزمة كبيرة بين أمريكا والعرب بمن فيهم من مسلمين ومسيحيين.. فإن الأزمة التى تفجرت كشفت بشدة عن أن هناك أيادى عبثت بأمن ومقدرات البلد.. وتحاول أن تدخله فى دوامات متتالية وتشغله فى قضايا فرعية، بحيث لا يلتفت إلى المشاكل الحقيقية التى تواجه مصر، خاصة بعد أن قاربت المرحلة الانتقالية على الانتهاء باختيار الرئيس.. ومن بعده إقرار الدستور ومن ثم عودة مجلس الشعب بانتخابات جديدة يحدد ملامحها الدستور الجديد لتبدأ مصر عصرا ديمقراطيا جديدا بمؤسسات تعمل وفق المبادئ الجديدة التى أقرتها ثورة 25 يناير.

 

والدليل على ذلك أن أحداث السفارة الأمريكية بالقاهرة التى تفاقمت بشدة بعد أول 48 ساعة لتتحول إلى معركة بالحجارة والطوب والخرطوش بين المندسين من البلطجية والمسجلين خطر وبين الشرطة.. فالاحتجاجات كانت سلمية فى أول يومين ومن طوائف عديدة وتيارات مختلفة مسلمين وأقباطا كلهم على كلمة واحدة ومبدأ واحد وهو رفض هذا الفيلم المسىء والتنديد به.. بل ورفض دعاوى التطرف التى حاول البعض جرنا إليها أقباطا ومسلمين.. وما محاولة أبوإسلام حرق الإنجيل أمام السفارة إلا شكل من أشكال التطرف المرفوض ولا يعرفه إسلامنا ولا تعرفه أيضا مصريتنا التى احتوت أبناءها مسلمين وأقباطا وكلهم آمنوا بالله وكتبه ورسله.

 

الذى يرى المشهد أمام السفارة ويتابعه يجد أن أغلب الذين كانوا يقفون كان هدفهم الاعتداء على الداخلية وعلى هيبة الدولة وليس على السفارة.. لأن معظمهم لم يكن يعرف ما هى القضية التى يدافع عنها.. عبر أحاديث العديد منهم فى القنوات الفضائية مثل الجزيرة نجد أنهم لا يفهمون شيئا مما يفعلون لكنهم مأجورون جاءوا لينفذوا مخططا مرسوما لهم.. انتهزوا فرصة الأزمة وحاولوا زعزعة الأمن والاستقرار فى تنفيذ مخطط النظام السابق فى ضرب الاستقرار واستمرار الفوضى.

 

والغريب أننا هذه المرة لم يكن هناك مجلس عسكرى لنعلق شماعة الطرف الثالث عليه ونتهمه بأنه وراء أحداث البلطجة.

 

ولذا كان لابد من التحرك السريع ولكن بعد طول صبر وقد نجح هذا التحرك فى فض التظاهر والاعتداء.. والقبض على البلطجية والصبية المدسوسين على المتظاهرين والمعتصمين الحقيقيين.. والأهم أنه منذ 91 شهرا تقريبا نجحت الداخلية فى تنظيف ميدان التحرير رمز الثورة الذى تحول إلى رمز للفوضى والغوغاء ووكر للمخدرات والممنوعات وإخلاء ميدان التحرير لم يأخذ من قوات الشرطة سوى ساعة زمن عاد فيها الميدان ليكون رمزا حقيقيا للثورة.

 

إن قبضة الدولة الرخوة - التى سادت بعد أحداث الثورة وحتى أيام قليلة - يجب أن تعود أقوى وأشرس وأقسى مما مضى لأننا فى مرحلة صعبة ومليئة بالمطبات والأحداث والاحتجاجات والصدامات والقول بأن حق التظاهر السلمى مكفول هو قول حق.. لكن حق التظاهر غير السلمى وإحراق السيارات وترويع الآمنين لابد أن يواجه بقوة وحسم أن تطبق عليهم أقسى عقوبة.. فالبلد كلها على المحك.. وقد كنا طوال الفترة الانتقالية بعد الثورة نتمنى أن تنتهى وأن ينتخب الرئيس لتعود للدولة سلطاتها وهيبتها وقوتها ولذا فإنه بعد انتخاب الرئيس لا مجال لقبضة الدولة الرخوة بل لابد أن تعود قبضة الدولة القوية وأن تستعيد الدولة هيبتها وأن تعود للشرطة مكانتها دون تجاوز.. وكان أهم إنجاز فرحت به فى عملية السبت الماضى لتنظيف ميدان التحرير أنه لم يكن هناك جندى جيش واحد.. ولا مدرعة واحدة والذى فرض ذلك الأمن وحده لتعود الشرطة إلى سابق عهدها لضمان الأمن الاجتماعى للمواطن قبل الأمن السياسى للنظام.. وأخيرا لابد للدولة ألا تفرط فى قبضتها القوية والسيطرة على زمام الأمور.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز