

بقلم
عصام ستاتى
كلما احتجتم للأقباط تطلبون وإذا تمكنتم أعيادهم لاتهنئون !!
12:00 ص - السبت 29 ديسمبر 2012
بقلم : عصام ستاتى
كلما نظرت إلى موقف اليمين المتطرف سواء أخوان أو سلف من الأقباط المسيحيين فى العلن وما يتم فى الخفاء أشعر بازدواجية عجيبة ، حيث فى العلن يصدرون اللعنات وفى الخفاء يطلبون المساعدات وخاصة أصواتهم فى الانتخابات أو فى رشوة بعضهم لعمل توكيلات لأحزاب اليمين المتطرف وهذا الأسلوب النفعى الرخيص جعلنا نرجع إلى ما رسخته أدبيات اليمين المتطرف وننظر كيف خاطب المرشد المؤسس للإخوان المسلمين غبطة بطريرك الأقباط عام 1936 الأنبا يؤنس يطلب منه جمع التبرعات لنجدة فلسطين : بالنص من مذكرات الدعوة والداعية يقول حسن البنا :
"كما وجهت الخطاب التالي إلى صاحب الغبطة الأنبا يؤنس بطريرك الأقباط الأرثوذكس بمصر:
حضرة صاحب الغبطة الأنبا يؤنس رئيس لجنة مساعدة الحبشة.
"كما وجهت الخطاب التالي إلى صاحب الغبطة الأنبا يؤنس بطريرك الأقباط الأرثوذكس بمصر:
حضرة صاحب الغبطة الأنبا يؤنس رئيس لجنة مساعدة الحبشة.
بكل احترام يتشرف رئيس لجنة مساعدة فلسطين بجمعية الإخوان المسلمين بالقاهرة بأن يرفع إلى غبطتكم هذا الرجاء الحار، يحفزه إليه ما يعهد في غبطتكم من أسمى عواطف الرحمة النبيلة والبر بالإنسانية المعذبة، تلك العواطف التي حدت بكم إلى تجشم المتاعب في سبيل مساعدة الحبشة
.
وتعلمون يا صاحب الغبطة أن فلسطين الشقيقة العزيزة مهد الشرائع والأنبياء قد بطشت بها القوة الغاشمة، فانسالت دماء أبنائها من المسلمين والمسيحيين على السواء، وخربت ديارهم وعطلت مصالحهم وقضت على موارد أرزاقهم، وأن بيت المقدس هو بيت القصيد من هذا العدوان الصارخ. ويحاول اليهود بعملهم هذا أن يستولوا عليه، وعلى غيره من الأماكن المقدسة التي أجمع المسلمون والمسيحيون على تقديسها وإكبارها والذود عنها.
ونحن في مصر مع الأسف الشديد لا نملك إلا أن نقدم ما تسخو به الأكف من مال لمساعدة هؤلاء الأبطال الذين ألمت بهم الفاقة حتى أن لجنة”التموين” للإغاثة بالقدس تصرف يوميا مائة وأربعين قنطاراً من الدقيق لإطعام الجائعين، وذلك عدا ما يصرف غيرها من اللجان الكثيرة.
ومن أجل ذلك توجهنا إلى غبطتكم راجين أن تشملوا هؤلاء المجاهدين الأبطال بعطفكم الأبوي، فتأمروا بإمداد أبناء فلسطين بإرسال ما تبقى من أموال لجنة مساعدة الأحباش إلى اللجنة العربية العليا بالقدس، ونعتقد أن حضرات أعضاء اللجنة الكرام يسرهم أن يحققوا هذا الرجاء فيكونوا بذلك قد قاموا بخدمة الجارتين العزيزتين في وقت واحد في محنة متشابهة. وإذا رأيتم فضلا عن ذلك أن تتكرموا بدعوة المحسنين من المصريين بالتبرع لهذا الغرض النبيل فهو العهد بكم والمأمول فيكم، وكان لكم الشكر مضاعفا.
وتفضلوا بقبول فائق الاحترام.
المخلص حسن أحمد البنا
رئيس لجنة مساعدة فلسطين بجمعية الإخوان المسلمين"
ونحن في مصر مع الأسف الشديد لا نملك إلا أن نقدم ما تسخو به الأكف من مال لمساعدة هؤلاء الأبطال الذين ألمت بهم الفاقة حتى أن لجنة”التموين” للإغاثة بالقدس تصرف يوميا مائة وأربعين قنطاراً من الدقيق لإطعام الجائعين، وذلك عدا ما يصرف غيرها من اللجان الكثيرة.
ومن أجل ذلك توجهنا إلى غبطتكم راجين أن تشملوا هؤلاء المجاهدين الأبطال بعطفكم الأبوي، فتأمروا بإمداد أبناء فلسطين بإرسال ما تبقى من أموال لجنة مساعدة الأحباش إلى اللجنة العربية العليا بالقدس، ونعتقد أن حضرات أعضاء اللجنة الكرام يسرهم أن يحققوا هذا الرجاء فيكونوا بذلك قد قاموا بخدمة الجارتين العزيزتين في وقت واحد في محنة متشابهة. وإذا رأيتم فضلا عن ذلك أن تتكرموا بدعوة المحسنين من المصريين بالتبرع لهذا الغرض النبيل فهو العهد بكم والمأمول فيكم، وكان لكم الشكر مضاعفا.
وتفضلوا بقبول فائق الاحترام.
المخلص حسن أحمد البنا
رئيس لجنة مساعدة فلسطين بجمعية الإخوان المسلمين"
فهكذا يرى اليمين المتطرف الأقباط المسيحيين فى المساعدات بينما يمارسون عكس ذلك وبكل عدائية وتطرف تضرب وحدة الوطن فى مقتل وخطاب غير مبرر يحث على الكراهية والطائفية وفتاوى باسم هيئة علماء كلهم أصحاب نظرة فقهية أحادية مشوهة . يتخذون الدين وسيلة وتجارة مشوهين للروح المصرية والبعد الحضارى المكون لهذه الشخصية المصرية التى ترى الوطن أساس الحياة وليس الاختلاف الجنسى أو اللونى والعقائدى .
فعار على اليمين المتطرف أن يتباهى كما جاء فى فيديو ياسر البرهامى أنه ضحك على المسيحيين وكذلك ما يسميهم باللبراليين والعلمانيين فى تمرير المادة 219 التى تفسر المادة الثانية فى الدستور الغير توافقى غير مدركين أن هذا الخداع لايليق بمن يدعى أنه متدين أكثر من الآخرين وهذا الاحتقان سيؤدى بالضرورة إلى كارثة تؤدى للتمزق الوطنى وضرب وحدته فى مقتل ، هذه الوحدة التى أدركها المصرى على مر عصوره من مينا إلى الآن فهذه الوحدة لها رجالها على مر العصور والتى عبر عنها قاسم أمين ( 1863- 1908 ) فى كتابه المصريون 1894حيث قال
:" إن المصريين - مسلمين وأقباطا - ينتمون إلي جنس واحد ..والمصري لايرهب الموت غير أنه يحتمل بعض الإهانات لأن السلطة أفقدته وعيه حتى أنه ظن أنه مخلوق لمعاناة نزواتها !..إنه لا تنقصه القوة الجسدية. ولا الطاقة المعنوية..إن ما يحتاج إليه هو النهوض والتوجيه السليم ليصبح قوة عظمي."
فمتى يدرك اليمين المتطرف أننا _مسلمين ومسيحيين _جنس واحد وأمة واحدة ، وبدون هذه الحقيقة التاريخية والاجتماعية لن تنهض هذه الأمة ونتشرذم فى خلافات لا طائل منها ولا معنى لها ، ومن يفكر عكس ذلك سيكون خارج سياق التاريخ يحتسى بول الإبل ويحلم بنكاح القاصرات ولا يواجه خطاب العقل إلا بالسباب والشتائم لأن ما تفعلونه معاند للتاريخ والجغرافيا وطبيعة الشعب المصرى المتسامح الذى يؤمن أن الدين لله والوطن للجميع ومصر للمصريين بصرف النظر عن عقيدتهم ، فالمجتمع المصرى الزراعى لا يقبل أن تقتلعه الأفكار الصحراوية من جذوره ، لا يقبل أن يطفو الرمل على الطمى ، متى يدرك اليمين المتطرف أن خطابه معادى للثقافة المصرية وخاصة الثقافة الشعبية التى أزعم أننى على علاقة ميدانية وثيقة بها والتى تؤكد أن أفكاركم فيروس غريب تلفظه الأمة يقف أمام علم أمريكا خشوعاً ولا يقف أمام علم مصر علم وطنه فهل من يفعل ذلك يستحق هذا الوطن ، لا يا سادة فمصر وطن لا يقبل من يأخذه كوبرى للوصول لأهداف غير وطنية فكل ثورات المصريين خرجت تنادى بوحدة المصريين وستدركون قريباً جدا أنكم تنهقون خارج السياق أمام تغريد أغنية الوطن الواحد ونسيجه الواحد مسلميه ومسيحييه فمهما يدور الزمان وتتعاقب التواريخ ستبقى روح مصر العامرة بإيمان فطرى وسيظل نهر محبتها يفيض بالعطاء والنماء على كل أبنائها وهم يبتهلون ويترنمون في مساجد وكنائس وحدتهم تعزف أرواحهم صلاة مشتركة لإله واحد غايته الحب وطريقه العطاء .
فستظل مصر للمصريين وطن يجمعنا ولا يفرقنا نؤمن أن الدين للديان والوطن للإنسان . وستدركون أنكم خارج سياق التاريخ فهل تدركون قبل فوات الأوان . أنه ما لعب أحد على وتر الطائفية إلا اكتوى بنارها.
تابع بوابة روزا اليوسف علي