عاجل
الأحد 28 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي
من يتحدث بإسم الثورة

من يتحدث بإسم الثورة

بقلم : سهام ذهنى



 

يطالعنا الكثيرون عبر وسائل الإعلام متحدثين عن الثورة وكأنهم هم الذين فجروها والذين قادوها والذين لهم الحق فى التحدث باسمها وتوزيع نياشين البطولة على البعض وقرارات الاتهام بل وقرارات الإدانة ضد البعض اللآخر، بعضهم شاركوا فى الثورة بالفعل، ولكنهم شاركوا مثل كل الملايين الذين قاموا معا بالثورة، وبعضهم بدأت مشاركاتهم بعد الثورة،

 

 

 ولم تكن لهم قبلها أدوار سياسية، ثم اكتشفوا إمكانية الالتحاق بالتحدث باسم «الثورة» وتحويل ذلك إلى ما يُعرف بـ«السبوبة»، والبعض الآخر بدأ بعد الثورة فى متابعة ما يتعلق بالأمور السياسية عبر برامج التوك شو فى الفضائيات ومواقع الإنترنت المشبوهة الأغراض، وإذا بهم يرددون ما يصل إلى مسامعهم بدون غربلة وبدون فهم فى الغالب مع ادعاء كل من هؤلاء بأنه هو وحده الذي يعلم كل شىء.

 

هم كأنصاف الموهوبين فى الفن وفى المجالات المختلفة، حيث إن أنصاف الموهوبين هم عادة أسوأ من يمكن التعامل معهم.

 

ولا يوجد على الإنترنت أكثر ممن يتحدثون بالطريقة التي كنا نطلق عليها من قبل بطريقة «كلام القهاوي» فالتهويل بلا حدود، والشائعات لا يوجد أسهل منها، وتبادل ما يتم نشره على الإنترنت باعتباره معلومات، على الرغم من عدم وجود مصادر، أو بمصادر غير موثوق فيها. والفيديوهات التي يتم وصفها بأن عليك أن تشاهدها سريعا قبل أن يتم حذفها، كنوع من الترغيب للمشاهدة. ولا يوجد أكثر من الاتهامات التي يتم توجيهها بصياغة لا تتضمن غرض التقويم، وإنما بطريقة تسعى إلى الهدم والردم على كل نوّارات الأمل.

 

يقومون بتوزيع الاتهامات على الإسلاميين، ويسايرون موضة الهجوم على الإخوان المسلمين. حيث أصبحت الموضة الآن هي سب الإخوان المسلمين وترديد الشائعات حول ماضيهم أحيانا وحول دورهم الحالي أحيانا أخرى. فى ظل تداخل الفلول مع الثوار، هؤلاء الفلول الذين قاموا بعمل «نيولوك» وعادوا بتوزيع جديد للأدوار يدعمه أن الفساد الذي عشش فى مصر لم يكن فسادا ثعبانيا يتم اختصار القضاء عليه فى التخلص من الرأس، إنما هو فساد سرطاني، تتخلص من أكبر أورامه، وتعود إلى بيتك لتستريح بعد العملية الجراحية الكبرى التي تم إجراؤها منذ عامين عبر ثورة 52 يناير، فإذا بالورم الكبير له بقايا عديدة متجذرة لم يتم اجتثاثها، وكلما قمنا بالتخلص من أحد الأورام الجديدة ظنا منا أنه الورم الأخير إذا بنا نكتشف أن هناك أوراماً أخرى منتشرة ومتوغلة ومستمرة. فصار جسد الوطن منهكا، وروحه متعبة.

 

هل رأيتم مريضا بالسرطان إلا متعبا بعد الجراحات المتواصلة التي يتم تكرار إجرائها له. فما بالنا وهذا الوطن المتعب من العمليات الجراحية المتكررة يتعرض لحالة تشبه حرب الاستنزاف التي تستهلك الطاقة وتعرقل السير فى الاتجاه الصحيح. فباسم الثورة مجهولون يحرقون ويدمرون ولا يستثنون فندقاً سياحياً أو مدرسة أو مجلساً محلياً أو محافظة. قطع طرق وهدم وتخريب يستهلك طاقة مقاومة الجسد الذى لم يتعاف.

 

إنما على الرغم من أوجاع الجسد فلا سبيل لمواصلة علاجها إلا بالمحافظة على عدم انكسار الروح. لذلك فحين نشير إلى أنه قد اختلطت الأمور وتداخل الفلول فى الثوار، وارتدى الكثير من الذئاب ملابس الحملان، فلا بد ألا ننسى أن الله هو المستعان

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز